غدا تحل الذكرى الواحدة والخمسون لحرب أكتوبر المجيدة،التى حققت فيها مصر نصرا مؤزرا ومنه نستلهم العبر والدروس الكثيرة المستفادة. نصر أكتوبر العظيم، ليس بالأمر السهل أو البسيط، وإنما هو كان معركة لاستعادة الكرامة المصرية والعربية، التى أعادت لكل العرب عزتهم وأمجادهم التى تم إهدارها خلال حرب 1967.. والدروس والعبر كثيرة، لا تعد ولا تحصي، والكثيرون أفاضوا فى هذا الشأن.. لكن يبقى أن عبقرية الجيش المصرى تؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك، أنه مركز الثقل الوحيد فى المنطقة العربية والإقليمية، فجنود مصر هم خير أجناد الأرض، لأن مصر فى رباط إلى يوم الدين.. ولقد سطرت العسكرية المصرية أروع وأعظم ملاحم القتال من أجل استرجاع سيناء الحبيبة.
وما أشبه الليلة بالبارحة، فمصر الآن تواجه تحديات جسام وتخوض حرباً ضروساً ضد الإرهاب ومعاقل وأوكار التطرف، ومن يؤيدها بالدعم، وقد نجح الجيش المصرى فى تحرير سيناء للمرة الثانية، فالأولى كانت من الصهاينة، والثانية من الإرهابيين الأوباش الذين جلبتهم جماعة الإخوان الإرهابية من كل أنحاء الدنيا.. وإذا تحدثنا عن معركة الكرامة فى 6 أكتوبر التى خاضها البطل الملهم فى الحرب والسلام الرئيس الشهيد محمد أنور السادات،
فلابد من أن نتحدث عن المعركة الكبرى التى يخوضها حالياً الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مواجهة التحديات والحرب الضروس ضد الإرهاب وأشياعه ومؤيديه، والداعمين له، ويكفى مصر فخراً أن جنودنا البواسل هم من يحاربون الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، وكان وسيظل النصر حليفهم، أبى من أبي، وقبل من قبل.. فالإرادة المصرية الصلبة القوية تتحطم على صخرتها كل مكائد الغزاة والخونة والمتآمرين.
هذه الحرب المباركة، التى أعادت العزة إلى النفوس بعد فترة انكسار عاشتها الأمة المصرية والعربية.
وتحل علينا ذكرى نصر أكتوبر المجيد، فى هذا التاريخ بعد مرور واحد وخمسين عاماً، لابد أن يتسلح الشباب وكل فئات الشعب المصرى بالوعى الكامل.إن مصر تؤرخ لمرور واحد وخمسين عاماً على هذا النصر العظيم، الذى أعاد الكرامة والعزة لجميع الدول العربية بلا استثناء، وهذه الذكرى تعد امتداداً وطنياً لكل الأحداث التاريخية التى مرت بها على مدار التاريخ الحديث، بدءاً من الكفاح المسلح العظيم الذى بدأه المصريون بقيادة الزعماء التاريخيين ضد المستعمر البريطانى أمثال سعد زغلول ومصطفى النحاس وجمال عبدالناصر وأنور السادات وغيرهم.
فى تاريخ مصر الحديث هناك محطتان رئيسيتان لا يمكن إغفالهما أبداً، الأولى كانت فى حرب أكتوبر عام 1973، والثانية فى 30 يونيو عام 2013.
إن ما حدث فى أكتوبر يعد معجزة عسكرية بكل ما تعنى هذه المفردة من معانٍ ومفاهيم، فكان خط بارليف،بمثابة الفخر والتعالى من جانب الاحتلال الصهيونى بأن هذا الخط لا يقتحم أبداً، ولكن استطاعت القوات المصرية عبوره لتصبح تلك الذكرى محل دراسات وأبحاث للعسكرية فى العالم حتى الآن. ولذلك فإن هذا النصر العظيم بكل أبعاده المختلفة لابد أن تعلمه الأجيال الحالية وتدركه، وهذا يقتضى بالضرورة الكثير من التوثيق فى ظل هذه الاحتفالات لهذا النصر العظيم، والهدف هو توصيل المعلومة الصحيحة وتذكير المدعين بها. ويجب أيضاً أن ندرك أننا حالياً نواجه أشرس وأخطر أنواع الحروب، خاصة حربى الجيلين الرابع والخامس، وما تقوم به السوشيال ميديا التى تسعى إلى إسقاط أنظمة ومؤسسات دون طلقة واحدة.
وعندما نخوض أى حرب لابد أن نعرف سلاح العدو ونكون على نفس الخبرة والمهارة لمواجهة الفتن والمؤامرات والشائعات.
والحقيقة يجب أن نتذكر أن المستقبل مرتبط بالحاضر والماضي، وأن الاهتمام بالمستقبل لا يأتى من فراغ أبداً. ولذلك يجب ضرورة أن تتسلح الأجيال بالوعى الكامل من خلال معرفة تاريخ أجدادهم وآبائهم، وهذه فرصة ذهبية لأن تعلم الأجيال الحالية سر احتفال البلاد بنصر أكتوبر العظيم. وذلك فى مواجهة كل الخونة والعملاء الذين يرتكبون الكثير من الحماقات وخلافها لإحداث الفوضى والاضطراب، ويخطئ من يظن يوماً أن المصريين سيتخلون عن مشروعهم الوطنى فى الدولة الوطنية الحديثة. فهذا الشعب العظيم الذى قام بتحقيق أكبر نصر فى التاريخ يوم 6 أكتوبر عام 1973، لا يمكن أبداً أن يتخلى عن نصرة الدولة الوطنية الحديثة، وقد تجلى ذلك واضحاً فى ثورة 30 يونيو 2013.. ومهما تعرض الشعب للمحن، لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يضعف أو يستكين، بل على العكس تماماً يزداد عزيمة وإصراراً على المضى نحو التقدم والبناء.
كل عام وجيش مصر بخير حامياً حمى الوطن ومدافعا عن الأمن القومى للبلاد.. وكل عام وجموع المصريين بألف خير وسلام وأمن وأمان.