مع استمرار هذا التصاعد الخطير لوتيرة الأحداث فى لبنان وغزة، أصبح اندلاع حرب إقليمية تضم عدة أطراف، مسألة وقت، لاسيما مع إصرار الحكومة الإسرائيلية على تصفية أذرع إيران فى الشرق الأوسط فى الوقت الذى يتبقى لطهران اشهر قليلة فقط على امتلاك القنبلة النووية.
تحدث الرئيس الأمريكى جو بايدن عن التصعيد المتبادل بين طهران وتل أبيب مع اشتعال جبهتى حرب فى لبنان وغزة، مشيراً إلى أن هناك مباحثات جارية حول ضربات محتملة على منشآت نفطية إيرانية، كاشفاً أن الطرفين فى حرب مفتوحة وقد تتحول إلى حرب استنزاف إقليمية.
فى المقابل، نقلت وكالات إيرانية عن نائب قائد الحرس الثورى الإيرانى على فدوى إن إيران ستستهدف جميع منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية إذا اقترفت إسرائيل خطأ بمهاجمة طهران.
فى الوقت نفسه يؤكد نتنياهو، أن إيران تسعى جاهدة إلى حيازة السلاح الذري، مشدداً على أنها ستشكل فى هذه الحالة تهديداً وجودياً لإسرائيل.
كان قد صدر تقريراً فى أغسطس الماضى عن وكالة الوكالة الدولية كشف أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 ٪ لتصل إلى 165 كيلوجراماً، أى أكثر بنحو 20 كيلو جراماً من القيمة التى ذكرتها هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة فى مايو الماضي.
تقترب طهران بشكل سريع من امتلاك السلاح النووي، حيث إن صنع قنبلة نووية يتطلب تخصيباً بنسبة 90 ٪، وهو الأمر الذى يضعه نتنياهو، نصب عينه، محذراً من إمكانية تحقيق ذلك فى غضون بضعة أشهر.
وسط القصف المتبادل بين حزب الله اللبنانى وإسرائيل، التقى وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتي، فى العاصمة بيروت فى زيارة سريعة، جاءت بعد أيام من الرد الصاروخى الإيرانى على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصر الله.
خلال هذه الأثناء، قال المرشد الإيرانى على خامنئي، فى خطبة الجمعة أمس، متحدثاً باللغة العربية، لأول مرة فى خطوة نادرة الحدوث إن عملية قواتنا المسلحة قبل ليال قليلة كانت قانونية ومشروعة تماما» فى إشارة إلى الهجوم الصاروخى الإيرانى على إسرائيل.
قال، خامنئى وإلى جانبه بندقية، إن الهجوم الصاروخى الإيرانى «هو عقاب الحد الأدني» على جرائم إسرائيل، مضيفا أن بلاده «لن تماطل أو تتعجل فى أداء ما عليها» فى مواجهة إسرائيل.
قال خامنئى إن إسرائيل تتظاهر بالنصر من خلال الاغتيالات وقتل المدنيين، مضيفاً أن بلاده سترد بكل صلابة وبشكل حاسم على تل أبيب، لكنه صرح أن الرد لن يكون متسرعاً أو متأخراً على إسرائيل.
مع تصعيد الهجوم والرد، تنتظر المنطقة أى فعل استفزازى من أى طرف يمكن أن يشعل حرباً إقليمية شاملة ستكون عواقبها فى الشرق الأوسط وخيمة.