يستعد المصريون لإقامة احتفالات أخاذة بمناسبة مرور 51 عاما على انتصار حرب أكتوبر.. هذه الاحتفالات تشمل استعراضات عسكرية تشارك فيها أسلحة القوات المسلحة بصورة رمزية وطلعات جوية ومناورات بحرية فضلا عن إتاحة الفرصة للمواطنين لزيارة متاحف القوات المسلحة بما فيها من أسلحة وبشر ووسائط يتحدث عنها العالم على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن بل وسوف يستمر الحديث شهورا وسنوات قادمة بإذن الله.
أكرر.. لكن.. أكرر لكن:
هل من الملائم القيام بتلك الاحتفالات الهائلة بينما إسرائيل تمارس عدوانها المهووس والطاغى ضد الفلسطينيين واللبنانيين والتى تسفر كل يوم عن مصرع وإصابة آلاف القتلى فضلا عن الإصرار على الامتناع عن تقديم مساعدات إنسانية لمن يلتمسون رغيف خبز أو شربة ماء؟!
نعم وألف نعم بل إن هذا أفضل وقت يمكن أن تعود فيه إسرائيل إلى صوابها وإن لم يحدث هذا منذ نشأتها حيث لم يكن لها «صواب» من أى شكل أو نوع.
ومع ذلك أقول ربما شاءت الأقدار أن تأتى الذكرى 51 لانتصار أكتوبر مع هذه الممارسات اللاأخلاقية التى يتبعها سفاح القرن بنيامين نتنياهو ضد أصحاب الأرض والعرض والذين يعانون الأمرين منذ عام 48 وحتى الآن على أيادى أناس لا يعرفون رحمة ولا عطفا ولا اعترافا بإنسانية الإنسان.
>>>
قطعا سوف يقفز إلى أذهان الإسرائيليين هذه الأيام كيف حولهم نصر أكتوبر من أناس امتلكهم الغرور إلى كائنات أصابها الضعف والوهن لابد وأن الإسرائيليين سوف يتذكرون كيف كانوا يهللون ويرقصون فرحا بما أسموه خط بارليف الذى هددوا كل من يقترب منه باحتراقه بقنابل النابالم خلال دقائق فإذا هو نفس هذا الخط الكبير ينهار انهيارا لم تقم له قائمة وعبره المصريون وهم يرفعون علم بلادهم ويرددون فى حماس ويقين الله أكبر.. الله أكبر.
>>>
المهم دعونا نطرح سؤالا آخر:
هل تغير إسرائيل سلوكها خلال الأيام القادمة أثناء الاحتفالات بنصر أكتوبر؟
أنا شخصيا أرى أنه ممكن وممكن لا سيما وأنها تعرضت لمقاومة حزب الله وإصرار كوادره وأفراده على الدفاع عن أراضيهم رغم رحيل حسن نصر الله أمين عام الحزب.
نفس الحال بالنسبة لإيران التى اعترفوا اليوم بأن صواريخها قد أصابت بالفعل كثيرا من أهدافها عكس ما كانوا يكررونه بالأمس.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة :
تأكيدا على سياسة مصر التى تتسم بالحكمة فى إدارة علاقتها حسبما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرا كيف أن الاستقرار الذى تعيشه ليس وليد الصدفة بل نتيجة سياسات متوازنة لقيادة واعية تدرك حجم المخاطر والتحديات التى تواجه المنطقة.
والله.. والله لو أراد من يفهم عليه أن يستوعب دروس التاريخ وأصول السياسة والعسكرية حتى يحقق ما يمكن أن يحقق له الخير وليس العكس.
>>>
و.. و.. شكرا