تشهد مديريات التربية و التعليم و التعليم الفني بالمحافظات، والبالغ عددها 27 مديرية إضافة إلي 300 إدارة تعليمية تتبعها، حالة من الترقب بين قياداتها انتظارا لحركة التغييرات التي أعلن عنها محمد عبد اللطيف وزير التعليم.
وكشف مصادر لـ ” الجمهورية” أن حركة التغييرات التي ستجريها وزارة التعليم في نهاية الشهر الحالي لن تكون مجرد حركة تقليدية علي غرار التغييرات السنوية التي تجريها الوزارة لتسكين قيادات بديلة للقيادات التي بلغت سن المعاش.
تركز أن حركة التغييرات علي ضخ دماء جديدة بين قيادات وزارة التعليم في المحافظات والادارات تكون قادرة علي تلبية القرارات الوزارية الجديدة والتحديات التى تواجها العملية التعليمية علي أرض الواقع والقدرة علي تقديم الحلول المبتكرة التي تعالج المشاكل في المدارس، و تسد العجز بالمعلمين، وتضع آليات جديدة لاستغلال الخطط الاستثمارية في المحافظات بما يحقق الاهداف المتعلقة بالخطط الاستراتيجية للحكومة 2030.
“الجمهورية” استطلعت آراء قيادات للتعليم سابقة وأعضاء مجالس الأمناء ونقابة المعلمين لتحديد أفضل المعايير لاختيار قيادات العملية التعليمية.
في البداية قال مجدي الجيار وكيل وزارة التربية والتعليم في محافظة الجيزة السابق، ورئيس اللجنة النقابية للمعلمين في محافظة جنوب الجيزة حاليا، إن مسألة اختيار القيادات التعليمية تعد من أصعب المهام لوزير التربية والتعليم، لأن تلك القيادات يتوقف عليها مدي نجاح الافكار والخطط التنفيذية لوزارة التعليم خاصة في الفترة القادمة.
أشار وكيل وزارة التعليم السابق إلي أن الخلفية الادارية، والقدرة علي حل المشاكل المختلفة سواء للطلاب أو المعلمين أو أولياء الامور تعد من أهم المعايير التى يجب أن يتوقف عليها اختيار القيادات.
أضاف أن القدرة علي ابتكار الحلول غير التقليدية يجب أن تلعب دوراً هاماً في اختيار القيادة مثال الافكار التى تم تطبيقها في مديرية التعليم في الجيزة خلال الفترة الماضية كخدمة الشباك الواحد لإنهاء طلبات أولياء الامور، ومقترح التطوير التي تقدمت به والمتعلق بأداء طلاب الثانوية العامة لاختبارات المواد التى تضاف للمجموع بالمدارس بشكل يوفر في ميزانية امتحانات الثانوية.
أما عبد الرءوف علام رئيس المجلس الأعلي لأمناء والمعلمين والآباء في المدارس علي مستوي الجمهورية، فقال إن القدرة علي تكوين فرق العمل تحت ضغط من أهم المعايير التي يجب توافرها في اختيار القيادات التي ستترأس المديريات التعليمية و الإدارات.
وأشار ياسر عمر وكيل أول وزارة التعليم الســابق، وعضـــو مجلس إدارة مدارس 30 يونيو، أن أول مسألة في اختيار قيادات مديريات التربية والتعليم في المحافظات يجب أن يكون اختيارهم من قبل وزير التربية والتعليم شخصيا واللجنة التي يشكلها نظرا لأن السنوات القليلة السابقة شهدت ترك مسألة اختيار قيادات التعليم في المديريات للمحافظين، دون النظر إلي خبرات تلك القيادات ومدي إلمامهم بالمهارات اللازمة لتطبيق خطط تطوير التعليم.
أضاف أنه يجب مراعاة عدم اختيار قيادات تعليمية من نفس المحافظة لمنع تدخل الواسطة والمحسوبية نظرا لترابط العائلات خاصة في المحافظات الريفية بالوجه البحري ومحافظات الصعيد، بينما القيادة من خارج المحافظة فيصبح القيادي قادراً علي التعامل علي مسافة واحدة من الجميع، مع مراعاة أن يكون مر بالوظائف التصاعدية حتى يصل إلي درجة مدير عام أو إدارة علي الأقل وبالتالي تضمن وزارة التعليم من توافر الخبرات الإدارية به.
كما يفضل أن يكون المرشح لتلك المناصب قد مارس مهام إدارية و بشكل خاص لأنها أكبر مشكلة تواجه آى منصب إداري، وهو ما يحتاج إلي حصول المرشح علي دورات متعددة قبل المنصب في أماكن تتبع الدولة كدورة الرقابة الإدارية ، بمعني أن التدريب يجب أن يكون قبل الوظيفة و ليس بعد الحصول عليها.
أما أحمد شعبان مساعد نقيب المعلمين ومدير عام إدارة شرق مدينة نصر، فدعا إلي ضرورة إشراك نقابة المعلمين و النقابات الفرعية في المحافظات في عملية الاختيار، لضمان قياس قدرة المرشحين علي حل مشاكل المعلمين و سد عجز المعلمين علي سبيل المثال.
كما أشار إلي ضرورة قياس الخطة والأفكار والرؤية المستقبلية، للمرشح للأماكن المتقدم لها علي أن يكون مرفق معها خطة زمنية تقريبية لضمان التنفيذ وبالتالي تضمن الوزارة اختيار قيادات تستطيع تنفيذ خطط التطوير بل وتقدم خططاً وأفكاراً لحل التحديات والمشاكل.
٫