يحاول النتنياهو وفريق حكومته المتطرف أن يتخلص من العار الذى لحق به وبجيشه بعد عملية طوفان الأقصى التى نفذتها المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر الماضى وإعادة تجميع خيوط الارهاب التى لطالما استعملها هو واسلافه من نقل المعارك الى حدود الآخرين واغتيال المئات من القيادات والتى كانت النبتة الأولى لمحور مقاوم اتسع كثيرا ولم يعد محصورا أو محاصرا فى مخيم أو مساحة ضيقة بغزة أو الضفة.
فى الشمال حزب الله اللبنانى والذى أعلن مساندته للمقاومة الفلسطينية ورفض العدوان المستمر منذ عام على غزة، لم يخف أو يخشى التهديدات الإسرائيلية، بل دخل المعركة واطلق آلاف الصواريخ على الأراضى المحتلة.
الكيان الاسرائيلى شن عمليات إجرامية ضد عناصر وقيادات حزب الله وآخرها اغتيال أمينه العام ظنًا منه أن فراغ القيادة سوف يؤدى لحلحلة الحزب وتفتيت قدراته العسكرية، ولكن المفاجأة أن أداء الفرق العسكرية التابعة له نفذت عمليات نوعية وأطلقت كميات كبيرة من الصواريخ التى قتلت وأصابت اسرائيليين فى قلب تل أبيب وحيفا ونهاريا وغيرها من المدن.
فى الشرق حيث إيران التى تلقت ضربات موجعة من الكيان الاسرائيلى بداية من اغتيال علماء وقادة عسكريين ودبلوماسيين انتهاءً باغتيال إسماعيل هنيه الذى كان متواجدا على الأراضى الايرانية وتحت حماية الحرس الثورى الإيراني، فاجأت العالم منتصف الاسبوع وقصف الكيان الاسرائيلى بما يقارب من مائتى صاروخ فرط صوتية وصلت لمعظم المدن الإسرائيلية أصابت بعضها أهدافها وتم إسقاط البعض الآخر.
هذه الصواريخ وأن كانت محدودة التأثير العسكرى والتدميرى ولكنها وجهت رسالة مهمة أننا وصلنا ويمكننا الوصول وقتما نشاء وبأى عدد من الصواريخ.
فى الجنوب اليمنيون يطلقون بين الحين والآخر صواريخهم فضلا عن الاغلاق التام للبحر الأحمر وتعطيل الملاحة وإيقاف الحركة نهائيا فى ميناء ايلات.
وفى الغرب حيث قطاع غزة النابض بالمقاومة التى لن تنتهى باغتيال إسماعيل هنيه أو محمد الضيف أو حتى يحيى السنوار قائد حركة حماس، لا تزال المقاومة بعد مرور عام كامل تنفذ عمليات هجومية ، بل إن عملياتها الاستشهادية التى وعد السنوار بها بدأت تؤتى ثمارها بعد عملية يافا التى الأخيرة وقتل سبعة اسرائيليين .
محاور المقاومة تلك تشكل قوسًا كبيرًا من الرافضين والكارهين للجرائم الإسرائيلية المستمرة منذ سبعين عاما ضد الشعب الفلسطينى يضيق يوما بعد يوم بالشكل الذى يكاد يشكل دائرة مغلقة، اذا تحركت جميعها فلن يكون أمام هؤلاء البؤساء الذين جمعتهم الأساطير الصهيونية فى أرض فلسطين إلا أن يحزموا امتعتهم ويعودوا من حيث جاءوا.
النتنياهو فى مواجهة محور المقاومة يستميت فى محاولة استدعاء الامريكان لحرب كبرى فى الشرق الأوسط مستخدما أساليب جوبلز فى الكذب والخديعة، لإقناعهم بمشاركته فى الحرب، ولكن الامريكيين يخشون التدخل لأنهم يعلمون أنهم سوف يواجهون مقاتلين متسلحين بالعقيدة قبل أن يتسلحوا بالبندقية ويتخوفون من تكرار ما حدث الحرب الأهلية اللبنانية وتفجير السفارة الأمريكية فى بيروت وقتل المئات من المارينز وسحل الجنود فى الصومال.