لم يكن يدرك الملك الشاب (سقنن . رع) أول شهداء الدفاع عن الأرض، ما ستشهده تلك الأرض المباركة من محاولات عديدة، لاختطافها واقتطاعها من اصلها، فمنذ استشهاد الملك عام (1540 ق . م) وهو يدافع عن ارضه ضد الهكسوس المحتلين وحتى الآن لازالت الاطماع مستمرة.
شهدت الارض التى عاش فيها العديد من الانبياء بطولات، لرجال ونساء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وخلد ذلك التاريخ القديم والحديث، ولازال الاحفاد يروون الحكايات ويمجدون عظمة الاجداد، فقد شهدت القاهرة – العاصمة منذ سنوات قليلة مرور موكب المومياوات الملكية وتقدم الموكب مومياء الملك (سقنن. رع) فى دلالة واضحة على فضله فى الحفاظ على أرض الوطن، فبعد استشهاده استطاع اصغر ابنائه الملك (احمس) ان يطرد الهكسوس ويخرجهم من بوابة مصر الشرقية بعد احتلال دام لقرابة 150 عاماً.
الا ان محاولات الغزاة لاحتلال الوطن امتدت عبر التاريخ حتى لحقت بنا فى العصر الحديث ومنها العدوان الثلاثى عام 1956 عقب تأميم قناة السويس، يومها صعد الرئيس جمال عبد الناصر الى منبر الجامع الازهر مخاطبا المصريين (سنقاتل لآخر نقطة دم) واستجاب الشعب لقائده، واستطاعت المقاومة الشعبية فى بورسعيد وباقى مدن القناة ان تهزم جيوش دولتى انجلترا وفرنسا والعصابة الصهيونية.
ولم تتوقف اطماع الصهاينة فاستطاعوا عام 1967 ان يحتلوا شبه جزيرة سيناء، ورغم سقوطها فى يد الاحتلال، الا ان البطولات التى سطرها اهلها لا يكفيها مداد الاقلام. ففى 31 أكتوبر 1968 حاول الاحتلال اعلان استقلال سيناء عن مصر، واقام لذلك مؤتمرا صحفيا حاشدا، جمع فيه اغلب وسائل الاعلام العالمية – بمساعدة الرعاة الاساسيين – وحشد 121 من شيوخ القبائل، فى منطقة الحسنة. واختار شيوخ القبائل الشيخ سالم الهرش ليتحدث باسمهم جميعا، وافتتح المؤتمر وزير دفاع الصهاينة وتهللت اساريره وكاد وجهه ينفجر من الفرحة وهو يقدم الشيخ سالم – ظنا منه انه سيعلن سيناء دولة مستقلة – وتحدث الهرش. فقال موجها حديثه لشيوخ القبائل (اترتضون ما أقول .. واجاب الجميع نعم) ورصدت وسائل الاعلام ذلك فأكمل الشيخ العظيم ان سيناء مصرية وقطعة من أرض مصر ولا نرضى بديلاً عن مصر .. واشار للصهاينة مستطردا «وما انتم إلا احتلال ولانملك شبراً واحداً لنفرط فيه للمحتل» وانفض المؤتمر، وقام الصهاينة بالقبض على 120 من شيوخ القبائل … وللحديث بقية.