قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن اللحظة التاريخية الفارقة، التى تمر بها منطقتنا الآن تدعونا للتأكيد مجددا بأن السلام العادل هو الحل الوحيد لضمان التعايش الآمن والمستدام بين شعوب المنطقة.
وأضاف الرئيس السيسى فى كلمته أمس خلال حفل تخرج الاكاديمية والكليات العسكرية بمناسبة الذكرى الـ«51» لنصر أكتوبر المجيد بمقر الأكاديمية العسكرية المصرية بالقيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية بحضور الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، أن التصعيد والعنف والدمار يؤدون إلى دفع المنطقة نحو حافة الهاوية، وزيادة المخاطر، إقليمياً ودولياً، بما لا يحقق مصالح أى شعب يرغب فى الأمن والسلام والتنمية، ومن هذا المنطلق، فإن مصر تؤكد موقفها الثابت.. المدعوم بالتوافق الدولي.. بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. كسبيل وحيد لإرساء السلام والأمن والاستقرار للجميع.
وتابع الرئيس: «يأتى شهر أكتوبر من كل عام.. حاملاً معه نسائم الانتصار والمجد.. تلك الأيام التى نستحضر فيها دروس النصر.. ونحتفى بالأبطال والشهداء.. ونحيى ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة.. التى تتزامن مع احتفالنا بتخريج دفعات جديدة.. من طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية.. لينضموا إلى ساحات الشرف والبطولة.. مدافعين عن أمن مصر وسلامة شعبها.. بعد أن تم إعدادهم، وفقاً لأفضل وأرقى المستويات العسكرية والعلمية».
وقال: «فى مثل هذه الأيام.. منذ واحد وخمسين عاماً.. حققت مصر نصراً سيبقى خالداً.. فى ذاكرة هذا الوطن.. وعلى صفحات تاريخه المجيد.. انتصاراً؛ يذكر الجميع دائماً.. بأن هذا الوطن – بتلاحم شعبه وقيادته وجيشه – قادر على فعل المستحيل مهما عظم.. وأن روح أكتوبر.. ليست شعارات إنشائية تقال؛ بل هى كامنة فى جوهر هذا الشعب.. ومعدنه الأصيل.. تظهر جلية عند الشدائد.. معبرة عن قوة الحق، وعزة النفس، وصلابة الإرادة.. ويسجل التاريخ بكلمات من نور.. أن مصر عزيزة بأبنائها.. قوية بمؤسساتها.. شامخة بقواتها المسلحة.. وفخورة بتضحيات أبنائها».
وأضاف أن ما حققته مصر فى حرب أكتوبر المجيدة.. سيظل أبد الدهر، شاهداً على قوة إرادة الشعب المصري.. وكفاءة قواته المسلحة.. وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم.
وأشار الرئيس السيسى إلى أن احتفالنا هذا العام، يأتى بذكرى نصر أكتوبر المجيد.. فى ظرف بالغ الدقة فى تاريخ منطقتنا.. التى تموج بأحداث دامية متصاعدة.. تعصف بمقدرات شعوبها..وتهدد أمن وسلامة بلدانها.. ويأتى هذا التصعيد الإقليمي.. وسط أجواء من الترقب على المستوى الدولي..تذكرنا.. بما حققه المصريون – بالتماسك وتحمل الصعاب – من أجل بناء قوتنا المسلحة.. للحفاظ على سلامة هذا الوطن الغالـي.. وتبديد أى أوهـــام لــدى أى طـرف.
وتوجه الرئيس بالتحية والتقدير للقوات المسلحة المصرية، قائلا: «تلك المؤسسة الوطنية العريقة.. التى لم ولن تتخلف يوماً.. عن التصدى لتحمل المسئولية، مهما ثقلت.. وتأدية الأمانة، مهما بلغت.. تحية لها بجميع أجيالها.. من المحاربين القدامى إلى الأجيال الصاعدة».
وقال: «وسلاماً على شهداء مصر الأبرار من القوات المسلحة.. الذين ضحوا بأرواحهم فداء لشعبها.. وتحية لأسرهم وعائلاتهم.. الذين تحملوا قسوة الفراق.. وقدموهم ثمناً غالياً، ليعيش الوطن كريماً مطمئناً».
وتابع: «كما نتوجه بتحية احترام وتقدير متجددة.. إلى روح البطل الشهيد.. الرئيس محمد أنور السادات.. بطل استرداد الكرامة والأرض.. بالحرب والسلام.. بالشجاعة والرؤية الإستراتيجية.. ونقول لروحه اليوم: إن ما وهبت حياتك من أجله.. لن يضيع هدراً أو هباءً.. بل وضع الأساس الراسخ.. الذى نبنى عليه.. ليبقى الوطن شامخاً والشعب آمناً.. يحيا مرفوع الرأس على أرضه.. لا ينقص منها شبر.. ولن ينقص بإذن الله.. وهذا وعدنا وعهدنا لشعبنا العظيم».
واختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمته بالقول: «دعونى أؤكد فى ختام كلمتي: أن سلامة هذا الوطن.. ما كان لها أن تتحقق.. فى مواجهة تلك التحديات التى مررنا بها، على مدار السنوات الماضية.. لولا صمود هذا الشعب الأمين ووحدته.. فتضحيات أبناء هذا الوطن.. هى نهر عطاء مستمر على مدار التاريخ.. وإن اختلفت صورها..وستظل مصر بوحدة شعبها.. أكبر من جميع التحديات والصعاب.. وسيستمر تقدمها للأمام.. محفوظا بنصر الله ورعايته.. وإرادة وعزيمة أبناء هذا الشعب الكريم».
وكان الرئيس السيسى قد شهد الحفل تخرج الدفعة 118 من الكلية الحربية، والدفعة 75 من الكلية البحرية، والدفعة 91 من الكلية الجوية، والدفعة 61 من الكلية الفنية العسكرية، والدفعة 52 دفاع جوي، والدفعة 53 من الكلية التكنولوجية.
ورفع الرئيس السيسي، علم القوات المسلحة على مقر الأكاديمية العسكرية الجديدة فى العاصمة الإدارية إيذانا بافتتاحها.. وشارك الرئيس السيسي، فى رفع العلم، الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد.