يحتفى المسلمون كل عام فى شهر شعبان بذكرى تحويل القبلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فى ظروف شديدة الضراوة على أهل القبلة الأولى الفلسطينيين الذين يخوضون حربا غير متكافئة حيث يواجهون عدواً مدججًا بأحدث الأسلحة وتقف وراءه أعتى القوى العسكرية العالمية تمده بالسلاح وتحميه سياسيا وقانونيا فى الأمم المتحدة ليفعل ما يشاء من إبادة لمدنيين عزل يعانون الجوع والعطش فى العراء بعد أن هدم العدو بيوتهم فضلا عن الخوف الذى يطاردهم صباح مساء.
لكن الايمان بالحق وبشارة السماء وانتظار وعد الله لن يحقق هدف العدو الذى لا يفهم سيكولوجية المسلم فى الدفاع عن وطن لا يمكن أن يدرك مدى ثبات المقاومة فى الدفاع عن حقوقهم ولا يعبأون بالتضحية فى سبيل الاوطان لأن حسابات المكسب والخسارة لا تصلح فى التعامل مع تحرير الاوطان ومقاومة المحتل.
من هنا مازال العدو يتصور أنه كلما زادت حدة نيرانه وبطشه بالعزل كلما تراخى المقاومون واستسلموا لأهدافه، بل ما زال يتعامل مع المقاومة على أنها مجموعة من الهواة لا يدرك أنها جيش حقيقى لم يعد نفسه فقط للمقاومة العسكرية فقط وإنما أعد نفسه على كل الأصعدة فاعد المدنيين لتحمل التضحية كما أعد المقاتلين وأعد الإعلام كما أعد الأسلحة وأعد المفاوض كما أعد المقاوم وهكذا.
ومن هنا ونحن نحتفل بذكرى تحويل القبلة ما أحدثه هذا الاختبار الشديد الذى أحدثه حكم السماء بتحويل القبلة من المسجد الأقصى فى القدس إلى المسجد الحرام فى مكة فمنهم من صدق وأقر وتحول إلى القبلة الجديدة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك تلا آيات التحويل فى قوله تعالي: «قَدْ نَرَى تَقَلبَ وَجْهِكَ فِى السمَاء فَلَنُوَليَنكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَل وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ».
لكن ضعاف الإيمان ارتدوا أما المشركون فقد علت نبرة تكذيبهم وتشكيك المؤمنين فى إيمانهم.
ومن هنا كان قوله تعالى قبل أن يحدث هذا الاختلاف فى استقبال الحدث «سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِى كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ».