قال السادات عن حرب 6 أكتوبر 1973 أننى على يقين اننا سننتصر.
هكذا سجلت هذه الكلمات الراحلة جيهان السادات فى كتاب لى أصدرته الجمهورية بعنوان «ذكريات لا تنسى» قالت ان السادات اختار اسم بدر لعملية العبور حتى يتذكر الجنود غزوة بدر البطولية، الرئيس قرر طرد الخبراء السوفييت ردا على رسالة بريجنيف لا ضرورة لتسليح مصر لأنها ستكون عاجزة عن تحقيق النصر وطلب السادات من المشير اسماعيل تسجيل يوميات الحرب فى فيلم لأنه كان واثقا من النصر.
رغم مرور 51 عاما على نصر أكتوبر 1973 إلا انه مازالت هناك الكثير من الأسرار لم تكشف بعد عن الاستعدادات للحرب ويومياتها وسر النصر العظيم فى هذا اليوم الخالد فى التاريخ المصري، فقد قالت له جيهان السادات فى 5 أكتوبر إذا ذهبت للحرب وفشلت لن يدينك أحد فرد عليها السادات فى ثقة انه على يقين اننا سننتصر.
وعندما سألت جيهان السادات فى حوارها معى منذ 4 سنوات هل كنت خائفة فى هذا الوقت، قالت نعم كان الجميع كذلك أيضاً لقد قاسيت أنا وأبناء جيلى ثلاث مرات من ويلات الحرب ثلاث مرات فى 1948 و1967 مما تسبب فى فقداننا لثقتنا بأنفسنا حتى بدا للجميع انه لا يمكن هزيمة اسرائيل لقد كان الأولاد فى المدارس يرسمون بدلا من الورود يقومون برسم الصواريخ والدبابات والطائرات لقد أيقنوا ان اسرائيل مصممة على التوسع خارج حدودها وانها تهدف إلى امتلاك الأرض الواقعة بين النيل والفرات وانهم الآن يحتلون كل فلسطين وسيناء وأرضا أردنية فهل تكون مصر هى هدفهم القادم كنا نشعر بعدم الأمان وان الاسرائيليين بفضل معداتهم العسكرية الأمريكية يتفوقون علينا فكيف لا نشعر بالخوف وقلت له اننى أشعر بأن الهزيمة تنتظرنا وانها حتمية وقلت له اننا نعيش مرة واحدة ونموت مرة واحدة وقال السادات لجيهان اننى على يقين بأننى سأنتصر.. وقالت اننى علمت ان ثقته هذه جاءت من عند الله سبحانه وتعالى وعندما حزمت حقائبه يوم 6 أكتوبر حاولت معرفة موعد الحرب فسألته هل يذهب الأولاد للمدرسة هذا اليوم قال بالطبع ولم لا.. وودعته وأنا لا أدرى هل سيكون هذا آخر وداع.
وأعقبت وأنا أنتظر لحظة البداية وأنا كنت مع نهلة عبدالوهاب ولم أسمع ولا كلمة مما قالته وجلست بالراديو من جانبى وفجأة بعد الساعة الواحدة قطعت الاذاعة البرامج العادية وأذاعت البيان التالى لقد قامت قواتنا فى منطقة خليج السويس برد الهجوم الذى قامت به قوات العدو لقد شككت فورا بأن البيان ادعاء ليعطينا العذر فى بدء هجومنا بعدها جاء بيان آخر يقوم السلاح الجوى المصرى بضرب المواقع الاسرائيلية فى سيناء وتقوم قواتنا بعبور قناة السويس فى الحرب التى أطلقنا عليها حرب أكتوبر وأطلق عليها الاسرائيليون حرب الغفران.
لقد كان جنودنا يصيحون الله أكبر وهم يعبرون القناة خلال عملية بدر حيث اختار السادات اسم بدر ينطلق على العملية العسكرية للعبور وذلك حتى يبعث الشجاعة فى قواتنا لأنها تذكرهم بغزوة بدر البطولية التى قام بها المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ضد أعدائهم من كبار مكة فى شهر رمضان أيضاً سنة 624 ميلادية حيث قام 300 مسلم ومعهم 1000 من الملائكة أرسلهم الله لهم بالتغلب على ألف من المشركين المدججين بالسلاح.
وتصف السيدة جيهان السادات ما حدث فى حرب أكتوبر قائلة فى أول يوم قام سلاحنا الجوى بقصف 90 ٪ من الأهداف الاسرائيلية على طول الحاجز الترابى من خط بارليف لقد قاموا بالانتقام من حرب سنة 1967 عبروا القناة بواسطة قوارب مطاطية وأقاموا سلالم من الحبال وقاموا بسد الأنابيب التى أقامها الاسرائيليون لقذف النابالم وبالأسمنت وتحكى جيهان السادات انه خلال الساعات الست الأولى فقدت الاسرائيليون توازنهم قمنا بعملية خداع لهم حيث نشرنا مقالات فى الصحف المصرية تقول ان القادة العسكريين يستعدون لأداء العمرة فى مكة وجعلنا الجنود على خط بارليف يمصون القصب وكأنهم فى اجازة وذلك كله تحت نظر وسمع الاسرائيليين وتحطمت معهم اسطورة الجندى الاسرائيلى الذى لا يقهر فى الوقت الذى كانت قدرة مصر ترتفع عالية فى عيون العالم.
هذه هى حكاية نصر أكتوبر سنة 1973 على الاسرائيليين التى لن ينسوها أبداً مهما مرت السنوات.