منذ أكثر من 40 عاما جاءت فكرة عظيمة ابتكرها الأستاذ صلاح عطية الكاتب الصحفى الكبير بان تتبنى جريدة «الجمهورية» أوائل الثانوية العامة كل عام وتدعمهم معنوياً ومادياً وتكافئهم من خلال رحلة سياحية خارج مصر لبضعة أيام لمشاهدة العالم والتعرف على الثقافات والحوارات المختلفة من حولهم وتعلم سبل التكنولوجيا الحديثة.. وبالفعل انطلقت أول رحلة للأوائل إلى لبنان فى 15 يوليو عام 1968 لمدة أسبوع وتنوعت الرحلات بعد ذلك ما بين جوية وبحرية وكانت هذه الرحلات بمثابة تحفيز لهم وتشجيع على الاستمرار فى مسيرة التفوق والنجاح التى بدأوها بالفعل.
ومن حسن حظى أنه يتم اختيارى للسفر مع أوائل الطلبة فى الثانوية العامة خلال رحلتهم هذا العام 2024 إلى «برلين» عاصمة ألمانيا وعلى الرغم من أن مدة الرحلة لم تكن طويلة إلا أننى استمتعت كثيراً أثناء جولاتنا فى «عاصمة العقول» بالمناظر الخلابة والثقافة الأوروبية والحضارة الغربية ورأينا أهم معالمها السياحية والتراثية ولفت انتباهى خلال الجولات إصرار الشعب الألمانى على الاحتفاظ بالمبانى القديمة والركام الذى خلفته الحرب العالمية الثانية رغم التطور العظيم الذى شهدته الدولة وهذا جعلنى فى حيرة واستفسرت من رئيس الجالية المصرية الأستاذ علاء ثابت الذى كان يرافقنا فى جولاتنا السياحية هناك وتحدث معنا عن أسباب ترك الألمان بعض الركام ليذكرهم بفترة عصيبة مرت عليهم لا يريدون عودتها أبداً ومدى التقدم الذى وصلوا إليه بعد خسائر الحرب العالمية الثانية.
هناك أحداث كثيرة تابعة لرحلة برلين لا يكفى المقال للتحدث عنها لأنها تحتاج إلى صفحات لكتابتها وتدوينها ومعظم التفاصيل تحكى وتصف تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية وقبل ذلك بكثير وأعدكم أنى لم أبخل عليكم بها ولكنى سأقصها عليكم فى المقال القادم حتى تتسنى لى الفرصة لسردها بدون الاستعجال أو القص منها وأظن أنها ستعجبكم كما حدث معي.
وأخيراً وليس آخراً تشرفت بأن أكون فى هذه الرحلة وسط زملاء أفاضل من الصحفيين واسعدنى أكثر وجودى وسط هذه النوابغ من أذكى وأنشط الطلاب الذين شاهدتهم من الأوائل يتميزون بالوسطية بمعنى انهم يمارسون الرياضة والإنترنت لكن هذه الأشياء لا تؤثر على تركيزهم فى المذاكرة وكان واضحاً فى زيارتهم للجامعة الألمانية فرع القاهرة ببرلين الداعمة باستمرار للأوائل أظهروا ثقافتهم العامة واتقانهم للغات ومعرفتهم الجيدة بالتكنولوجيا الحديثة وكيفية التعامل معها وصراحة منبهر بهذا الجيل الصاعد المشرف.