انطلق أمس دور الانعقاد العادى الخامس لمجلس الشيوخ، وذلك بعد قرار رئيس الجمهورية رقم (412) لسنة 2024 بدعوة المجلس للانعقاد فى بداية الجلسة قال المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ أنتهز هذه الفرصة لأرفع إلى الرئيس أسمى آيات الشكر والعرفان والتقدير.. على كل ما شهدته مصرنا الحبيبة تحت قيادته.. من إنجازات ونجاحات عديدة فى المجالات المختلفة.. رغم التحديات الداخلية والإقليمية والدولية.. التى نعلمها ونعيها جميعاً.. وندرك أخطارها وآثارها وأضرارها.. ونقول لفخامته سر على بركة الله وتوفيقه.. وكلنا خلفكم نؤيدكم ونؤازركم.
أضاف عبدالرازق مضت السنون بنا سريعاً.. وها قد وصلنا إلى دور الانعقاد الخامس.. من فصلنا التشريعى الأول.. أربع أدوار انعقاد أنجز المجلس خلالها ما اختصه الدستور والقانون من مهام.. سواء كانت مشروعات قوانين أحيلت إليه من مجلس النواب.. أو دراسات برلمانية.. بما فى ذلك دراسات قياس آثار بعض التشريعات.. التى قدمتموها وأعددتم عنها تقارير.. أقرها المجلس أو اللجنة العامة، وأرسل بعضها إلي رئيس الجمهورية..
أضاف عبدالرازق ونحن نفتتح دور الانعقاد العادى الخامس.. لدينا أمل فى الله- عز وجل- وثقة فى القيـــادة الســـياسية المتمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي.. أن يتجاوز بمصر هذه المرحلة الحرجة.. التى يمر بها العالم.. الذى لا يكاد يخرج من أزمة.. ليدخل فى كارثة أشد وطأة.. وأكثر وبالاً على دوله كافة.. وعلى وجه الخصوص دول منطقتنا.. ومن تلك الأزمات.. ذلك العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة.. ويعلم الجميع.. أن مصر تسعى منذ البداية.. لتحقيق التهدئة.. وسرعة الوصول إلى الحل السلمى عبر المفاوضات.. بالإضافة إلى إرسالها المساعدات الإنسانية.. إلى أهالى غزة خلال فترات التصعيد.. وهذه المواقف.. دليل دامغ.. على اهتمام مصر الخاص بالقضية الفلسطينية.. وحرصها على الوقوف ضد كل محاولات تصفية هذه القضية.. فهى ليست قضية الفلسطينيين وحدهم.. بل هى قضية العرب جميعهم.. ومجلس الشيوخ يشيد على الدوام.. بالموقف المصرى تجاه الحرب فى غزة.
كما نشيد بالموقف المصري.. تجاه العدوان الإسرائيلى على لبنان.. والذى يتسم بالرفض والإدانة الواضحة لأى تصعيد عسكري.. يؤثر على استقرار المنطقة.. مع حث المجتمع الدولى على التدخل الفوري.. لوقف هذا العدوان.. الذى طال المدنيين العزل بالقتل والتهجير القسري.. والذى يتنافى مع كل قواعد القانون الدولي.. بل يتنافى مع الإنسانية فى الأساس.
وبالأمس.. تابعنا الرد الإيرانى على إسرائيل.. الذى يرشح لمرحلة جديدة من الصراع.. الذى قد يؤدى لاتساع نطاق الحرب فى المنطقة.. نتيجة لذلك العدوان الإسرائيلى على فلسطين ولبنان.
وتأتى أزمة الشقيقة ليبيا فى الغرب من حدودنا.. والتى استمرت لسنوات عديدة.. وعلى الرغم من ذلك لم تفتر عزيمة القيادة السياسية.. عن دعم الشعب الليبي.. من خلال دعم الاستقرار والوحدة الوطنية الليبية.. واستعادة الدولة الليبية لسيادتها الكاملة.. ورفض أى تدخل خارجى فى الشأن الليبي.
وفى الجنوب من حدود مصر تأتى أزمة السودان.. ذلك البلد الشقيق.. صاحب المكانة الخاصة فى قلوب كل المصريين.. مما دعا مصر منذ بداية الأزمة إلى دعم وحدة واستقرار السودان.. مع الدعوة إلى الحوار بين جميع الأطراف لحل النزاعات سلمياً.. وقبل ذلك كله.. فتحت أبوابها الجنوبية.. لاستقبال الأشقاء من السودان.
قال عبدالرازق لقد استمرت مصر فى التفاوض فيما يخص سد النهضة الإثيوبي.. سنوات عديدة.. إيماناً منها بأهمية الحلول الدبلوماسية.. فى إدارة مثل هذا الملف.. وطالما أكدت مصر.. أن الإضرار بالأمن المائى المصري.. سيؤثر سلباً على استقرار الإقليم.. ويضع المنطقة بأكملها أمام تحد كبير.. ومجلس الشيوخ يدعم ويؤيد القيادة السياسية.. فى اتخاذ كافة الإجراءات.. التى تكفلها المواثيق والاتفاقات الدولية.. فى حالة تعرض أمن مصر المائى للضرر.
كما نجدد تأييدينا ودعمنا.. للرئيس عبدالفتاح السيسي.. فى كل ما يتخذه من إجراءات.. لحماية الأمن القومى المصري.. وتأمين سيادة مصر.
أوضح رئيس المجلس إن افتتاح دور الانعقاد العادى الخامس.. يتزامن مع احتفالنا بذكرى غالية علينا جميعاً.. وهى ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة.. الذكرى الحادية والخمسون لهذا النصر المبين.. فانتهز هذه الفرصة.. لأتقدم باسمنا جميعاً.. بخالص التهنئة إلى رئيس الجمهورية بهذه المناسبة… كما نتقدم بخالص التهنئة والإعزاز.. لجيش مصر الباسل.. الذى نصفه دوماً.. بأنه مدرسة الوطنية المصرية.. ومَجْمَعُ الأبطال العظام.. الذين نفخر بهم.. وبدورهم الداعم والمساند دوماً للإرادة الشعبية.. إن ما خاضه الجيش المصري.. من معارك تاريخية طويلة.. حقق فيها البطولات والانتصارات.. جعلته واحداً من أقوى الجيوش.. وأقدرها.. فى مواجهة التنظيمات الإرهابية.. التى نجح فى دحرها والقضاء عليها.. بالتعاون والتكاتف مع رجال الشرطة الوطنية.. المؤمنين برسالتهم.. المخلصين لوطنهم.. إلى أن ساد الأمن والأمان.. فى ربوع البلاد.
فتحية احترام وتقدير.. لكل جندى مصري.. ودعوة صادقة.. لكل شهيد.. افتدى وطنه وأمنه واستقراره.. بأغلى ما يملك.. وطوبى لهم فى جنات الفردوس بإذن الله.
وتحدث المستشار محمود فوزى وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية والتواصل السياسى فقال: نبدأ أعمال الدور الخامس لهذا الفصل التشريعى لمجلس الشيوخ، برصيد ضخم من إنجازات كانت ثمرة لجهود وارفة من العطاء المتميز المستند إلى الفكر المستنير، وبسم الله نبدأ وقد جعلتم من حب مصر ومصالح شعبها قبلتكم، ومن الحكمة والرشاد أساساً لقراراتكم. وما كان ذلك ليتحقق لولا حكمة وحسن قيادة معالى المستشار الجليل عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس المجلس ، وروح الأخوة والمشاركة التى تسود المجلس.
وأجد لزاماً على أن أهنئكم على هذا الأداء المتميز، وأنقل لكم تحيات واعتزاز دولة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، لما تحقق من حصاد إسهامكم فى البنية التشريعية للبلاد، التى استهدفت بناء دولة قوية، وهو ما يملؤنا ثقة ويضاعف من قدرتنا على اقتحام ما ينتظرنا من قضايا لا تزال تحتاج إلى حلول وتحقيق آمال وطموحات الشعب الذى أولاكم ثقته.
اضاف فوزى وفى ممارستكم لدوركم الذى أناطه الدستور بكم، كان التزامكم بروح المسئولية والتحلى بالموضوعية عنواناً، وتقدير جسامة العبء الذى يقع على عاتق أجهزتنا السياسية والتنفيذية وحسن فهم الجوانب الإيجابية فيها منهجاً، واستخلاص الدروس من خلال الدراسة العلمية للمشكلات، وربط هذه المشكلات بأسبابها الحقيقية ووضع الحلول الواقعية طريقاً وهدفاً.
قال ان نجاح مجلس الشيوخ فى تطوير أدواته البرلمانية التى ابتدعت نظام الدراسات البرلمانية للموضوعات ذات الأهمية والخصوصية أمر يستحق الإشارة والإشادة، أذكر منها على سبيل المثال التعاونيات، وسياسات دعم القطن المصري، والشباب وسوق العمل غير الرسمى والذكاء الاصطناعي.
كما أن نجاح المجلس فى تعميق دراسات قياس الأثر التشريعى للقوانين واللوائح والقرارت التنظيمية والتى تعتبر وبحق الفريضة التشريعية الغائبة والتى نبهت الحكومة إلى أهمية تبنى بعض مشروعات القوانين مثل قوانين إنهاء المنازعات الضريبية وتنظيم صناديق الملكية الخاصة. أمر يستدعى أيضاً الشكر والتشجيع.
واذا ذكرت الدبلوماسية البرلمانية، فيجب أن يذكر أنها كانت دبلوماسية نشطة فاعلة، نتج عنها آثار إيجابية عديدة لا سيما الاقتصادية منها، فساهمت فى تكامل جهود مؤسسات الدولة الأخرى فى توطيد ودعم أواصر الصداقة والعلاقات الطيبة مع العديد من الدول الصديقة.
ولم يكن لذلك كله أن يتحقق لولا تحمل المجلس لمسئولياته وإيمانه العميق بأهمية إيجاد الحلول الواقعية للمشكلات، ولم يكن ذلك كله أيضاً ليتحقق لولا تنوع خبرات أعضاء المجلس وتعدد خلفياتهم الأكاديمية والعلمية.
قال فوزى فى الفترة المتبقية من عمر هذا الفصل التشريعى وما يطرح فيه من موضوعات هامة تستلزم منا جميعاً حكومة وغرفتى البرلمان تعاوناً وثيقاً، ومشاركة متبادلة بالرأى السديد والفكر المستنير خاصة فى التشريعات التى تمثل استحقاقات دستورية أو تلك التى تصدر عن تكليفات رئاسية أو التشريعات التى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتنفيذ برنامج الحكومة.