حرب أكتوبر من الحروب التى يتم تدريسها فى الاكاديميات العسكرية ، حيث يقف عندها العالم باحترام وتبجيل متأملاً بسالة الجندى المصرى وقدرته وعقليته على المواجهة ، فحرب اكتوبر امتزجت فيها الوطنية والقومية بالدين والعلم والرغبة فى الثأر بعد بعد نكسة 1967، فالرئيس السادات اعتمد على تقديرالموقف، ولم يكن لدى مصر سوى 15 يوما فقط من البترول ، ولذلك امر شاه ايران ناقلات البترول الايرانية فى عرض البحر بتغيير وجهتها الى الاسكندرية ، فالرئيس السادات ، علم متى يحارب ومتى يتفاوض لتحقيق السلام ، فمصر استطاعت تحقيق معجزة بكافة المقاييس فى حرب اكتوبر بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الذى ظن الاسرائيليون بعدم امكانية ازالته الا بالقنبله الذرية فقط ، كما قامت الضفادع البشرية المصرية بسد انابيب النابلم لمنع استخدامها عند العبور لأن ضخ النابالم فى مياه قناة السويس كان سيرفع درجة حرارة المياه إلى نحو 700 درجة مئوية ، كما تضافرت كافة الاسلحة المصرية فى تأدية دورها فى تناغم منقطع النظير من الدفع الجوى لسلاح الطيران والمدفعية والبحرية والمشاة بما يحملونه من اسلحة ومدافع ار بى جى مضادة للدبابات ليتحقق نصر اكتوبر العظيم.
التحديات التى تواجه وتحيط بمصر كدولة اقليمية جعلتها فى بؤرة الاحداث ، وجعلتها فى حالة حرب دائمة لتوفير الامن والامان لشعبها وللدول المحيطة باعتبارها الجيش الاقوى فى المنطقة ، فحرب اكتوبر لم تنتهى ، وابطال مصر موجودون فى كل زمان ومكان ، وتستكمل مصر حربها مع البلطجة الدولية التى يتزعمها الكيان الصهيونى والولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية الامبريالية الداعمة لهما ، والتى سعت لاستفزاز مصر لاسقاطها فى الفخ المنصوب لها ، فمصر محاطة من جميع الجهات بدول وحدود مشتعلة ، اضافة إلى الازمات التى تحيط بالقارة الافريقية، فنتانياهو يثير الفوضى فى المنطقة بدافع الحفاظ على أمن إسرائيل ، لكن مصر التى عبرت قناة السويس ودمرت خط بارليف قادرة على العبور مرات ومرات اخرى ، فمصر دولة عظيمة بشعبها وقدراتها البشرية الذين يمثلون استراتيجية ردع قادرة على مواجهة التفوق التسليحي، كما ان مصر تمتلك قدرات عسكرية متفوقة ومتنوعة اضافة إلى ما تقوم به من صناعات عسكرية متطورة ، فمصر رمانة الميزان وقد حذرت من اتساع رقعة الحرب التى تحاول اسرائيل اشعالها بالاغتيالات والقتل والتدمير متجاهلة القضية الاساسية الخاصة بالدولة الفلسطينية ، وضاربة بعرض الحائط كافة الاتفاقيات الدولية ومعتمدة على الاكاذيب والادعاءات الاسرائيلية.
ولكن ما زالت صيحات التكبير والبطولات المصرية تتألق كالنجوم منذ حرب اكتوبر وحتى الان تشهد على عبقرية الانسان المصرى فى الحرب والسلام ، فذكرى اكتوبر فى قلوب كل المصريين ، حفظ الله مصر.