نجحت القوات المسلحة فى التخلص من آثار نكسة 67 وخوض معركة جديدة فى إعادة بناء وتطوير أفرعها الرئيسية، لاسيما الأسلحة المضادة للطائرات، ورغم انطلاق حرب الاستنزاف وتبادل اطلاق النار بين القوات المسلحة المصرية والاسرائيلية ومحاولات العدو المتكررة بالإغارة على الأهداف المصرية الاستراتيجية وكذا مدن القناة، إلا ان ذلك لم يطفيء شرارة معركة البناء والتطوير التى أشعل نارها المصريون ولم تتمكن اسرائيل من اطفائها. . بدأت معركة إعادة البناء لكل الأفرع الرئيسية والوحدات والتشكيلات الفرعية المختلفة وأخذت فى وضع خطة إعادة بناء نفسها بما يسمى بالخطة «جرانيت» وهى التطور الشامل لأفرع ووحدات وتشكيلات القوات المسلحة، التى تم تنفيذها على مراحل عدة وهى مرحلة الصمود لاستكمال البنية الاساسية لتأمين الدولة من الداخل ورفع الكفاءة القتالية للقوات المسلحة والتخطيط للعمليات، ثم مرحلة الدفاع النشط، تلاها مرحلة العمل الايجابى والتوسع فى تجنيد المؤهلات العليا والمتوسطة لسرعة الاستجابة لفهم التدريب على الاسلحة الحديثة وتكنولوجيا الحرب والفكر العسكرى المتطور، وصولاً إلى ما يسمى بـ «المآذن العليا» وهى الخطة التى خاضت بها مصر ملحمة العبور أكتوبر 73.
**
سـلاح
الإشـارة
.. عصب المعركة
أكد اللواء محمد زكى الألفى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أحد ابطال اكتوبر المجيد أن القوات المسلحة بدأت فى تنفيذ الخطوات الاولى من اعادة بناء القوات والتشكيلات التعبوية بالخطة «جرانيت» وتعنى التطور الشامل لتشكيلات وحدات القوات المسلحة المختلفة، التى تطورت إلى الخطة «41»، ثم أخذت فى التطور إلى «جرانيت 2»، ثم تطورت ايضا وصولاً لـ «المآذن العليا»، بما يتلاءم مع الامكانات المتاحة للقوات المسلحة فى ذلك التوقيت وهى التى نفذت اخيراً فى ملحمة العبور اكتوبر 73، مضيفا أن خطة اعادة البناء استدعت التوسع فى عدد الجنود وضباط الصف المقاتلين، وبالتالى التوسع فى المنشآت التعليمية لتدريب الكوادر المطلوبة ورفع الكفاءة القتالية والمهارية على اساس علم عسكرى مدروس.
قال الألفى إن تطوير القوات المسلحة شمل كل الوحدات والتشكيلات الرئيسية والفرعية على مستوى الجمهورية ثم جبهة القتال بهدف خلق نوع من الاتصال المباشر بين القيادات والقوات، الذى كان له تأثير فعال ومباشر فى رفع الروح المعنوية والنفسية لدى الفرد المقاتل، اضافة الى الكتيبات التى كانت تصدرها الشئون المعنوية كدليل للأفراد فى معالجة بعض الاحتياجات التى تخص الجنود كالتقاليد العسكرية وغيرها من المفاهيم التى تحث على رفع روح الولاء والانتماء للوطن، إلى جانب الامور الخاصة بحقوق الانسان وكيفية التعامل مع الجندى الاسير فى حالة إصابته ومعالجة كل ما يتعلق بحقوق الانسان بوجه عام.
أشار «الألفي» إلى أهمية تجنيد المؤهلات العليا فى ذلك الوقت، التى كانت ضمن خطة إعادة البناء لسرعة الاستجابة وفهم التعامل مع الاسلحة الحديثة والمتطورة من ذوى الثقافة وخريجى الجامعات، اضافة إلى انضمام المرأة للتطوع بالقوات المسلحة لشغل وظائف بعينها كالسكرتارية والعمل بالمستشفيات العسكرية، بعيداً عن مناطق القتال الأمامية، وقد أثبتت جدراتها وتميزها فى ذلك الوقت.
أضاف الالفى أن خطة تطوير القوات المسلحة للتشكيلات والوحدات، شملت رجال المهام الخطرة المهندسين العسكريين وتطوير معداتها، خاصة الكبارى التى يمكنها أن تتحمل عبور المعدات الثقيلة كالدبابات والمدافع ذاتية الحركة، اضافة إلى القوارب متعددة المهام كالاقتحام السريع وغيره وكذا التجهيزات الهندسية كفتح الثغرات بأعداد كبيرة تصل إلى 70 ثغرة بالضفة الغربية تم تجهيزها وتطويرها بشكل كامل.
أكد أن إعادة بناء القوات، شمل المدرعات وتجهيز وإعداد لواء برمائى والمركبات والدبابات البرمائية، اضافة إلى أجهزة الرؤية الليلية التى تعمل بالاشعة تحت الحمراء وتدريب المقاتل المصرى على التعامل معها، تحسباً لاندلاع الاشتباكات ليلاً، اصافة إلى أجهزة الرؤية الليلية المحمولة والتكثيف الضوئي، بعد تطويرها وبنادق القناصة التى يمكن استخدامها ليلاً.. كل هذه الاجهزة تم إعدادها والتدريب عليها، وكذا إعداد وتجهيز عدد ضخم من المركبات التى تنقل الاسلحة والذخيرة بأسبقيات متعددة ومختلفة، اضافة إلى تطوير سلاح الإشارة عصب المعركة، الذى واكبه التطوير والبناء بكل أجهزته الحديثة لنقل المعلومات عن أوضاع الخطط وتنفيذ المهام المطلوبة.
أضاف الالفى أن القوات المسلحة المصرية وضعت ضمن خطة إعادة البناء التشكيلات التعبوية، أن تكون عملية الاقتحام وعبور قناة السويس نهاراً وتم التدريب عليها جيداً وتم تنفيذها ثلاث مرات برفع درجة الاستعداد والتحرك بالقوات نحو القناة ثم العودة مرة أخري، الامر الذى عكس نوعاً من التراخى على الجانب الإسرائيلي، على اعتبار أن عملية الاقتحام نهاراً أمر بعيد التصور ويصعب تماماً تنفيذه حتى من أكثر المتفائلين والمنشغلين بالعلوم العسكرية، وبطبيعة الحال كان تنفيذ ذلك يستدعى مجهوداً ضخماً وتدريباً شاقاً، الذى يندرج تحت خطة الخداع الاستراتيجى التى أذهلت العالم.
أشار إلى خطة استدعاء الاحتياطى للقوات المسلحة، التى تم تطويرها لتحقيق مطالب واحتياجات الجيش من الافراد للمساهمة فى خطة الخداع الاستراتيجى من ناحية، وإمداد القوات المسلحة بكل القوى البشرية من ناحية اخري، اضافة إلى التأكيد على الجدية فى التدريب واختبار الخطط والمعدات الحديثة والمتطورة والتجارب العملية فى أعوام 71 و72 وأوائل 73، الخاصة بفتح الممرات المائية فى الساتر الترابى وبناء الكبارى وتشغيلها.. كل ذلك تم التدريب عليه بشكل مميز والتدريب على التأثير النيرانى لفتح النقاط الحصينة المشابهة للساتر الترابى خلال عملية الاقتحام وخلق حالة من الإرباك لقوات العدو أثناء العبور تم التدريب عليه ايضا بشكل مميز، اضافة إلى المشروعات التكتيكية وعمليات العبور للموانع المائية والتدريب عليها بالرياح الناصرى ليلاً باستخدام الذخيرة الحية، وكذا خبرة اكتساب القتال من كل المعارك التى تمت بنجاح كمعركة رأس العش ودور قوات الصاعقة فى نصب الكمائن وإغراق المدمرة «ايلات» بشواطئ بورسعيد، التى أعطت بدورها الثقة فى المقاتل المصرى بوجه عام.
قال إن إعادة البناء والتطوير، تضمنت إنشاء 30 مصطبة جديدة فى الضفة الغربية بفكرة عبقرية، بحيث يتخطى ارتفاعها الساتر الترابى الاسرائيلى حتى يمكن مراقبة كل ما يتم خلف الساتر الترابى من تحركات الجيش الاسرائيلي، التى تم تجهيزها بارتفاع 22 متراً لاستيعاب صعود الدبابات ومدافع ذاتية الحركة والصواريخ الموجهة، وقد حققت هذه الفكرة نجاحات مبهرة وساهمت فى حماية «ضهر» الابطال أثناء عملية الاقتحام وعبور القناة من نيران العدو، وتعد أحد الإنجازات العبقرية فى بناء وتطوير مسرح العمليات الفعلى والخداع الاستراتيجي.
أكد الالفى أن الحرب الكيميائية التى تم تدمير العديد من أسلحتها خلال حرب 67، لم تكن ببعيد عن عملية إعادة البناء الشاملة وحظيت بنصيب وافر من التطوير للعمل تحت ظروف استخدام العدو لأسلحة الدمار الشامل وكيفية التغلب على المانع الحارق عن طريق ابتكار مادة كيميائية لمعالجة إفرولات الجنود وتغطية القوارب المطاطية أثناء العبور واستكمال الأقنعة الواقية ومهمات الوقاية الفردية وتدريب الأفراد على التطعيم ضد المواد الحارقة فى شكل بيانات عملية، اضافة الى استكمال منظومة الاستطلاع الكيميائى واستيعاب أجهزة ومعدات التطهير الكلى ووسائل إنتاج الدخان من مولدات الدخان الآلية وصواريخ الدخان التى تعمى نقاط ملاحظات العدو ومقذوفاته الموجهة المضادة للدبابات وإخفاء الكبارى الحقيقية والهيكلية.. كل ذلك تم التدريب عليه بعناية حتى تكون القوات جاهزة لتحقيق معجزة حرب اكتوبر المجيدة،والتى استطاعت أن تهدم نظرية الأمن الإسرائيلى وكسر ذراعه الطولي.
**
بطولات سجلها التاريخ بحروف من نور
أسـود البحــار
قال الرائد سمير نوح أحد ابطال الصاعقة البحرية فى حرب اكتوبر إن القوات البحرية تعد الفرع الرئيسى الوحيد ضمن الافرع الرئيسية للقوات المسلحة التى لم تتكبد قواتها أى نوع من الخسائر خلال نكسة 1967 فى معداته أو أفراده ولم تفقد حتى جندى واحد أو بندقية وظلت متماسكة بقوة مقاتليها وأسلحتها الرادعة.. مباشرة بدأت مرحلة جديدة تخوضها مع البناء والتطوير وخلق رجل مقاتل يعتمد على النفس والذات وليس المعدة من خلال التدريب المكثف وتطبيق وتنفيذ كل الاطروحات المبتكرة على أرض الواقع وفى ميدان التدريب الذى ركزت عليه القوات البحرية على وجه التحديد وظلت تواصل التدريب المستمر والالتزام بتعليمات القادة فى مسرح العمليات وتنفيذ الحكمة القائلة- العرق فى التدريب يوفر الدم بالمعركة- التى كانت عقيدة الابطال على مستوى الأفرع الرئيسية والوحدات والتشكيلات التعبوية بوجه عام والقوات البحرية بوجه خاص.. أضاف أن البحرية المصرية اعتمدت اعتماداً كلياً على كفاءة ومهارة الفرد المقاتل، ولم يطرأ عليها التحديث إلا فى حدود النذر القليل والمتمثل فى التصنيع المحلى للنشات الخشبية، اضافة إلى استبدال مدمرتين «الناصر ودمياط» القديمتين بغيرهما حديث ميكانيكياً فقط، لكن التسليح لم يتغير وذلك خلال الفترة ما بين 67 حتى اكتوبر 73 وكان متعاقد عليهما قبل حرب 67، وبالتالى كانت خطة إحلال فقط وليس تحديثاً، الامر الذى يؤكد أن الاعتماد كان منصباً فقط على الأطقم المقاتلة كالصاعقة البحرية والضفادع البشرية، الذين كانت لهم بطولات سجلها التاريخ بحروف من نور وتناولت بطولاتهم بعض الأعمال الدرامية. . قال إن التقدم الهائل فى صفوف البحرية المصرية، مكنها من القيام ببطولات خارقة تشبه المعجزات، التى تجلت فى ضرب وتدمير «بيت شيفع» و»بات يام» بميناء إيلات الاسرائيلي، فلأول مرة فى التاريخ يتم الهجوم على ذات نفس الميناء على مدى ثلاث مرات متتالية دون إحداث أى خسائر للأطقم المنفذة، الذى تم بالاشتراك مع المجموعة 39 صاعقة بقيادة البطل العقيد إبراهيم الرفاعي، وكانت مطعمة بقوات من الصاعقة البحرية، التى ساعدت فى إغلاق جميع منافذ خطوط «النابالم» بقناة السويس قبل معركة العبور العظيم وتمكنت من سيطرة وتحرير الجزيرة الخضراء ومنع المجموعات الاسرائيلية القتالية من دخولها والسيطرة عليها من ناحية الجنوب الاستراتيجى للدولة المصرية. . قال «نوح» إن الفترة ما بين 67 إلى 73، شهدت نشاطاً قتالياً تعبوياً بحرياً ضربت فيه البحرية المصرية المثل فى الصمود والتحدي، بهدف تأمين الاتجاه الجنوبى بغلق باب المندب والاتجاه الغربى لغلق ممر «ليبيا- مالطا»، وبغلق باب المندب تم منع أى سفن تحاول الدخول إلى البحر الاحمر ومنها إلى «إيلات»، وذلك بسبب غلق قناة السويس فى ذلك الوقت وكانت التشكيلات البحرية متمركزة بقاعدة برنيس الحالية آنذاك، التى لم يكن لها أى نوع من أنواع الحماية، الامر الذى جعل اسرائيل تطمع فى توجيه ضربة إلى هذا الميناء وإغراق لنش صواريخ والمدمرة «القاهر» كرد انتقامى على تدمير «إيلات»، وهذا يؤكد قدرة المقاتل المصرى البحرى الذى اعتمد على ذاته وليس معداته المتقادمة، حيث تم استلامها عام 56 ولم يحدث بها تطوير إلا نوع واحد فقط وهى تجربة المشير محمد على فهمى لاختبار وضع صواريخ طائرات منخفضة على المدمرات، التى نجحت بكفاءة عالية وهى تجربة مصرية خالصة 100 ٪.
*
أبهى صور الصمود والنضال
الدفاع
الجوى
.. «يد تبنى ويد تحمل السلاح»
أكد اللواء عاصم شمس الدين أحد أبطال الدفاع الجوى وحرب أكتوبر المجيدة أن حرب 1967 اعتمدت على سلاح الجو الاسرائيلى ونجحت فى توجيه ضربة ضد القواعد والمطارات المصرية وكذا الاهداف الاستراتيجية فى ساعات معدودة وحدثت النكسة، وتم الانسحاب من سيناء تحت الغارات الجوية الاسرائيلية وحدوث خسائر جسيمة فى الاسلحة والمعدات.. وهنا تعالت تصريحات القادة الاسرائيليين بأن مصر لن تقوم لها قائمة قبل عشرات السنين، وأن القوات الجوية الاسرائيلية قادرة على غزو القطب الشمالي، إلى آخر تصريحات الغرور والتفاخر والتعالى من جانب اسرائيل.
أشار إلى أنه على الفور صدرت الأوامر العليا بإنشاء قوات الدفاع الجوى فى 1 فبراير 68 وتشكلت فى 14 فبراير من نفس العام لتكون القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية المكلفة بتوفير الحماية لسماء مصر وحماية المجال الجوى لتوفير ظروف القتال الملائمة لتحرير سيناء، وكانت المهمة شاقة وتحتاج مجهوداً ضخماً، حيث ان القوات الجوية الاسرائيلية متفوقة كماً ونوعاً، فكان لابد لقوات الدفاع الجوى أن تطور نفسها بعد دراسات عميقة وتخطيط جيد، وفى نفس الوقت مواصلة القتال.. وهنا تتجلى أبهى صور الصمود والنضال لعقيدة القوات المسلحة المصرية «يد تبنى ويد تحمل السلاح». . قال: بدأت مراحل البناء تتواصل بعزيمة وإصرار الرجال فى تطوير الدفاع الجوى وتحصيناته المنظمة خلال 1969 واستطاع مقاومة ومجابهة الطيران الاسرائيلي، بالاضافة إلى سلاح المدفعية ودوره الرائع والقوات الخاصة وعناصر الاستطلاع خلف خطوط العدو، الامر الذى دفع اسرائيل إلى التركيز على استخدام قواتها الجوية يوميا بالاغارة على قوات الجبهة، خاصة وسائل الدفاع الجوى مستخدمة الوسائل الاكثر قوة فى غاراتها الجوية وإلقاء القنابل على المواقع فى محاولة منها لإيقاف العمل المصرى المتواصل نحو إعادة البناء وإثبات الذات والوجود.
وقف إطلاق النار
أضاف أنه بمجيء يونيو عام 1970، فاجأت صواريخ الدفاع الجوى طائرات إسرائيل من كل جانب، فقررت اسرائيل القيام بهجمة مركزة ضد هذه الكتائب، لكنها قوبلت بخسارة جسيمة غير متوقعة، رغم إمداد اسرائيل بطائرات الفانتوم الحديثة والاسكاى هوك، ونتيجة لهذا التطور الهائل فى صفوف الدفاع الجوى الذى كبدها خسائر جسيمة رضخت اسرائيل لوقف اطلاق النار تحت مسمى مبادرة «روجرز»، وتم بناء حائط الصواريخ الشهير على الحد الامامى فى الجيش الثالث من 3 انساق على طول القناة ولمسافة 50 كم غرباً، ورغم محاولات القوات الجوية الاسرائيلية، إلا ان المدفعية المضادة للطائرات تصدت لها مع مواقع الصواريخ سام 2 وتم تكبيد القوات الجوية الاسرائيلية خسائر فادحة، وعلى ذلك رضخت اسرائيل لقبول وقف اطلاق النار..قال اللواء عاصم شمس الدين إنه بعد وقف اطلاق النار، واصلت القوات المصرية الاستمرار فى التطوير والبناء والتدريب الشاق لمعركة العبور ووضع الخطط لتدمير خط بارليف والعبور الآمن وفتح الثغرات والتدريب على تنفيذ فكرة المقدم باقى يوسف، وتمت دراسة اليوم والتوقيت المناسب لتنفيذ عمليات الاقتحام وواصلت قوات الدفاع الجوى بالاستمرار فى التطوير ودراسة إرسال البعثات للمزيد من اسلحة الدفاع فى كل التحصينات سواء الصواريخ أو وسائل الاتصال. . قال «شمس الدين» إن تطوير وحدات ومعدات الدفاع الجوى اشتملت على 4 محاور، أولها المعدات التى تم تنفيذها بطرق فنية مميزة لامكانية الاشتباك مع الطيران المقترب الذى يطير بارتفاعات منخفضة بأساليب توجيه متعددة خلال ضرب الطائرات المعادية من توجيه رادارى إلى توجيه بصرى إلى تليفزيوني، إضافة إلى دخول أنواع أخرى من المعدات مثل سام 3 وسام 7 وسام 6 المحمل على جنزير الذى رفع من قدرة المناورة على وحدات الصواريخ وزيادة وتكثيف محطات الرادار وتنويعها بالشكل الذى يحقق حقلاً رادارياً كاملاً لكشف الارتفاعات العالية والمتوسطة والمنخفضة للطائرات المعادية بطول اليوم الكامل، ودخول شبكات المراقبة بالنظر وهى سلاسل بشرية تقوم باكتشاف الاهداف عن طريق أجهزة بصرية والابلاغ عنها بطريق اللاسلكى إلى مراكز القيادة، ومن ثم يتم اتخاذ القرار فى حينه.
كمائن الصواريخ
أكد أن البناء والتطوير شمل عمليات اصلاح المعدات المعطلة عن طريق الاطقم التخصصية، التى شكلت دوراً مهماً فى استدعاء الاسلحة والمعدات لإصلاحها ثم عودتها للخدمة فى أزمنة قصيرة، اضافة إلى الكتائب الفنية ودورها العظيم فى تجهيز الصواريخ وإمداد الوحدات بها، وكان ذلك بطبيعة الحال قبل زيادة عدد الاسلحة المختلفة المطلوبة، اضافة إلى استحداث فكرة كمائن الصواريخ المتحركة، التى حققت نتائج مبهرة ضد طائرات العدو وسببت ذعراً للطيارين الاسرائيليين لمجرد الاقتراب منها، لانها لم تأخذ صفة الدوام والثبات عكس أى كمين يأخذ صفة التمركز، التى تعد من أعظم تطبيقات التطوير والتحديث للعسكرية المصرية.
نقلة نوعية
قال إن التجهيزات الهندسية لدشم الصواريخ تعد نقلة نوعية فى غاية التميز والأهمية، بعد أن وفرت الحماية الكاملة لصواريخ الدفاع الجوى ورفع كفاءتها من حفرة عميقة طويلة غير مسقوفة وإدخال المعدة بداخلها، الامر الذى كان يعرض المعدة للمخاطر ولم يشكل أى نوع من أنواع الحماية لها ضد الضغوط التى تشكلها تفجيرات الطائرات المعادية، حتى تم تنفيذ هذه التجهيزات الهندسية بإنشاء الدشم وتصميمها هندسياً بشكل عبقرى يجعلها تقاوم قنابل طائرات العدو الاكبر حجماً ووزناً، وحققت نتائج مبهرة ساهمت فى تنفيذها شركات القطاع المدنى كالمقاولون العرب وغيرها من الشركات المدنية، وهذا يدل على عظمة الشعب المصرى وتلاحمه ووقوفه خلف قواته المسلحة عند الضرورة، اضافة إلى حجم الطرق التى تم انشاؤها لتنفيذ المناورات والعمليات القتالية التى وصلت لأكثر من 4 آلاف كم، والتى شارك فى إنشائها القطاع المدنى ايضا.