وسط مؤشرات متزايدة على قرب الاجتياح البرى الإسرائيلى للأراضى اللبنانية، ذكرت شبكة CBS نقلاً عن مسئول أمريكى قوله إن إسرائيل ابلغت الولايات المتحدة بأنها تستعد لشن هجوم برى ضد لبنان خلال ساعات مشيرا إلى أن العملية ستكون محدودة.
جيش الاحتلال أوشك على إنهاء استعداداته لتنفيذ ما يسميه بـ«مناورة برية» فى جنوب لبنان على الرغم من عدم اتخاذ قرار حاسم من القيادة فى إسرائيل، بحسب موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلي.
نقل الموقع عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن إعادة سكان الشمال الإسرائيلى إلى منازلهم تتطلب تدمير البنية التحتية لحزب الله فى جنوب لبنان وإبعاده بشكل فعلى عن المنطقة.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت إن اغتيال حسن نصر الله، هو مرحلة هامّة، نحو اجتياح بريّ للبنان.
جاء ذلك خلال حديثه إلى جنود وضباط، خلال جولة أجراها إلى الحدود الشمالية، حيث تلقّى جالانت إحاطة بشأن جاهزية القوات لإمكانية توسيع المعركة فى المنطقة الحدودية؛ كما تحدث مع قادة الكتائب والسرية فى اللواء 188، واستمع إلى نشاطهم فى غزة وانتقالهم إلى الشمال.. ذكر جالانت أن القضاء على نصر الله خطوة مهمة جداً، لكنها ليست كل شيء، مضيفا: «سنستخدم كل الإمكانيات التى لدينا، وإذا لم يفهم أحد على الجانب الآخر ماذا تعنى القدرات، فهى القدرات كلّها، وأنتم جزء من هذا».
جاء ذلك بينما تواصلت الهجمات الإسرائيلية على لبنان، التى شملت العاصمة بيروت لأول مرة، والبقاع الشمالى والهرمل.
ذكرت مصادر محلية أن طائرة مُسيّرة تابعة للاحتلال قصفت بصاروخ موجه شقة سكنية فى منطقة الكولا، كما شن الطيران الإسرائيلى أحزمة نارية على مناطق شرق لبنان.
فيما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فى بيان، إن 3 من قادتها لقوا حتفهم فى الضربة التى استهدفت منطقة الكولا فى العاصمة اللبنانية بيروت.
فى الوقت نفسه، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 12 شخصاً قتلوا وأصيب 20 آخرون فى غارات الهرمل فى البقاع.
قال جيش الاحتلال فى بيان إنه نفذ غارات على أهداف تابعة لحزب الله فى منطقة البقاع اللبنانية، وشن غارة على منطقة حوش السيد على شرق لبنان قرب الحدود اللبنانية السورية.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد 109 أشخاص وجرح 364 آخرين جراء غارات الاحتلال على البلاد، خلال الـ24 ساعة الماضية.
فى الأثناء، كما أعلنت حركة حماس فى بيان لها، أن قائدها فى لبنان وعضو قيادتها بالخارج فتح شريف أبو الأمين اُغتيل مع بعض أفراد عائلته، بحسب وكالة «رويترز». وأوضحت أن الغارة الإسرائيلية استهدفت منزل «أبو الأمين» فى مخيم البص للاجئين الفلسطينيين بجنوب لبنان.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن الطيران الحربى الإسرائيلى استهدف منزلًا فى بلدة طير حرفا بقضاء صور. وأضافت أن هناك عدداً من الجرحى إثر قصف بمسيرات إسرائيلية استهدف سيارة قرب بلدة أرزون جنوب البلاد.
أشارت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى فى غارة إسرائيلية على بلدة حاروف فى قضاء النبطية، ومازالت أعمال رفع الأنقاض مستمرة بحثًا عن المفقودين.
من جانبها نفت الوكالة رصد غارات إسرائيلية على منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية لبيروت، مؤكدة أنه التبس الأمر على المواطنين لرؤيتهم سحابة دخان ناتجة عن غارة أمس الأول.
فى غضون ذلك، أعلن الدفاع المدنى فى شرق لبنان استشهاد 6 مسعفين فى غارات إسرائيلية على مركز إسعاف ببلدة سحمر بالبقاع الغربي.. أدانت الصحة اللبنانية بأشد العبارات تكرار العدو الإسرائيلى لاعتداءاته على المراكز الصحية، التى تضرب بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية، لاسيما اتفاقية جنيف التى تشدد على ضرورة تحييد المراكز الصحية والعاملين الصحيين إفساحاً فى المجال لقيامهم بواجبهم الإنساني.
كانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن شهود، إنهم سمعوا دوى انفجار، فيما شوهد الدخان يتصاعد فى جنوب غرب العاصمة اللبنانية.
وفى المقابل أعلن الحزب تنفيذ هجوم على إسرائيل باستخدام الصاروخ نور الباليستى وذلك لأول مرة.
من ناحية أخري، أفاد مفوض الأمم المتحدة السامى لشئون اللاجئين فيليبو جراندي، بأن «نحو مائة ألف شخص فروا من لبنان باتجاه سوريا هرباً من الغارات الإسرائيلية».
أشار إلى أن «عدد الأشخاص الذين عبروا إلى سوريا من لبنان هرباً من الغارات الإسرائيلية بلغ مائة ألف، من لبنانيين وسوريين» مضيفا أن «التدفق متواصل».
تحت واقع الصدمة
غموض وتضارب حول تشييع جثمان حسن نصر الله
رغم مرور عدة أيام على اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، مازال هناك غموض حول مصير الجثمان وأين سيدفن، وهل ستقام له مراسم جنائزية ومن سيشارك فيها؟
تضاربت الأنباء – غير الرسمية – عن احتمال دفن الجثمان فى لبنان أو العراق، لكن الغموض مازال سيد الموقف، فبينما تردد أن لبنان يستعد لاستقبال «مراسم ضخمة» فى بيروت لتشييع جنازة نصر الله، تظل كربلاء وجهة محتملة لدفن الجثمان. وحتى الآن لم يصدر أى بيان رسمى من حزب الله أو من الجهات المعنية حول موعد التشييع أو مكانه. ويبدو أن الترتيبات مازالت قيد المشاورات والتنسيق بين قيادات الحزب والعائلة.
كانت مصادر عراقية قد أشارت إلى تقدم حزب الله اللبنانى بمطلب رسمى لنقل جثمان حسن نصر الله إلى العراق لتشييعه فى كل من النجف وكربلاء وبغداد، ودفنه فى كربلاء تحديدًا. هذا الطلب جاء بعد أن نقل الشيخ محمد كوثراني، ممثل حزب الله فى العراق، رغبة نصر الله القديمة بالدفن فى كربلاء.
أشار المصدر إلى أن الحكومة العراقية أبدت استعدادها لتشييع رمزى للجثمان فى العاصمة بغداد، إلا أنها لم تصدر قرارًا نهائيًا حتى اللحظة. إلا أن مسألة نقل الجثمان إلى كربلاء ودفنه هناك مازالت قيد المراجعة ولم يتم اتخاذ قرار نهائى بشأنها حتى الآن. ويبدو أن الضاحية الجنوبية فى بيروت هى المكان الأكثر احتمالا لدفنه، بجوار عائلته وأقربائه.
من جهة أخري، أشارت بعض المصادر إلى أن هناك نية لإقامة مراسم تشييع رمزية فى العراق وإيران بالتزامن مع التشييع الرئيسى فى لبنان، لكن هذه المعلومات لم يتم تأكيدها رسميا حتى الآن.. فى الوقت نفسه، أوضح مصدر من الحشد الشعبى أن تنفيذ قرار نقل الجثمان إلى العراق يعتمد على موافقة عائلة نصر الله وليس الحكومة وحدها. وقد رجح المصدر أن مراسم التشييع فى لبنان ستكون الأكبر، بينما سيُكتفى بتشييع رمزى فى العراق إذا لم يتم التوصل لاتفاق بشأن الدفن.
فى لبنان، تردد أن القيادة فى حزب الله بدأت بالفعل فى تنظيم مراسم تشييع حسن نصر الله فى الضاحية الجنوبية من بيروت. ومن المتوقع أن تكون المراسم بحضور جماهيرى كبير من أنصاره ومحبيه.
لكن فى ظل الاستهداف المستمر للقوات الإسرائيلية لقادة الحزب قد يكون هناك مخاطر عالية فى حالة مشاركة أعضاء الحركة فى الجنازة. ويتوقع مراقبون أن يتم تأجيل التشييع حتى تسمح الظروف الأمنية بذلك.