أى منتج فى العالم هو عرضة للتلف بسبب سوء الاستخدام كذلك هى العلاقات بين البشر فرغم متانتها وقوتها عبر السنين فهى عرضة للتلف فى أى لحظة بسبب إساءة استخدام أى طرف للعلاقة مع الطرف الآخر.
وسوء الاستخدام قد يكون متعمداً بقصد أو غير متعمد بسبب سوء تقدير المستخدم كأن تشترى جهازاً وتستخدمه فيعطيك نتائج مذهلة فتركن كل الأجهزة والحلول التى كنت تستخدمها قبل شرائه ولا تعتمد إلا عليه فتكون النتيجة عطلاً مفاجئاً.
وهذا هو حال البشر أيضاً فكثيراً ما يشكو رجل من تغير زوجته معه فى المعاملة والعكس صحيح أيضاً وأحياناً تجد موظفاً فى شركة ما وقد كان شعلة من النشاط وفجأة فقد الحماس وقد يصل الأمر إلى قرار الاستقالة أو الاستغناء وتصيب الجميع الحيرة من تبدل الحال إلا أن السبب واضح وهو سوء الاستخدام.
فى نظريات الفيزياء تعلمنا أن لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار مضاد له فى الإتجاه وهكذا هى العلاقات بين البشر فالاحترام يقابله احترام والتقدير لا يقابل إلا بالتقدير والإفراط فى المحبة إذا لم يقابلها المثيل ستتحول مع الوقت إلى حالة من العداء.
لذا فإن العلاقة بين البشر خاضعة لقانون يجب أن يحترم من كل أطرافها حتى تستمر بلا توتر بعيداً عن أى مشاحنات أو صدامات ليستقيم الحال وتنصلح أمور البشر ويسود الأمن الاجتماعى بين أفراد المجتمع.
وهذا القانون يمتد على كل العلاقات سواء العلاقات الأسرية أو علاقات العمل والجيرة والصداقة والحفاظ عليه هو حفاظ على الوئام الاجتماعى لذا فعلينا جميعاً البعد عن سوء استخدام العلاقات مع التنوع البشرى واختلاف العادات والتقاليد من فرد للآخر.
هذه المنهجية فى العلاقات هى أمر حتمى بعد تفشى حالات الطلاق فى المجتمع وتدمير الكثير من العلاقات بسبب سوء استخدام أطرافها للطرف الآخر وهو ما يفرض علينا جميعاً التوقف مع الذات وإلتقاط الأنفاس لإعادة تقييم علاقتنا بالآخر لننجو بأنفاسنا من سوء الاستخدام.