ستظل حرب أكتوبر علامة مضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية وكانت المفاجأة العنصر القوى هذه المفاجأة التى عبر عنها «ادجاراوبالانس» خبير الاستراتيجية فى لندن انها كانت المفتاح الحقيقى للنصر وصدر كتاب «التقصير» الذى لم تسمح إسرائيل بنشر أجزاء كثيرة منه نظرا لما يكشف من جوانب التقصير الإسرائيلى ولقد تضمن الكتاب قدره المخطط المصرى فى أن يخطط بفكر جديد.. تطور مرن.. أفقد العدو الإسرائيلى اتزانه.. وقدرته على إدارة عملياته الدفاعية لكى يضيف مجدا جديدا للإنسان المصرى وليؤكد أن العنصر البشرى فى القتال أهم العناصر التى تحسم نتائج القتال وبناء على ذلك بدأت مراكز الدراسات الاستراتيجية المختلفة تضع تصنيفات لنوعه البشرى وقدرته الفنية.. والعلمية والنفسية.. والمعنوية.. ومدى اقتناعه وإيمانه بالقضية التى يحارب من أجلها ومع تطور وسائل وأساليب الكشف والاستطلاع والاستخبارات لم تعد هناك أسرار على الأسلحة والمعدات.. بل وعلى فنون القتال ذاتها وأساليب استخدام القوة فكل الدول الآن تعرض أسلحتها ومعداتها وأنظمتها الدفاعية كل يوم فى المعارض الدولية وعلى صفحات المجلات والإعلانات.. فى محاولة لبيع هذه الأسلحة والمعدات.. لذلك فمنذ عدة سنوات عندما كان الحصول على صورة طائرة جديدة أو معلومات عن بعض خصائصها يدفع فيه مبالغ طائلة.. أصبحت الآن هذه المعلومات متيسرة وموجودة فى كل مكان..
كذلك كانت من قبل أساليب وفنون القتال أو ما يطلق عليها التكتيكات وأسلوب استخدام القوات.. من الأسرار التى تحاول كل دولة أن تحتفظ بها كأحد أسرارها أصبحت الدول تتنافس الآن لكى تجذب فى معاهدها وكلياتها العسكرية الدارسين من مختلف الدول.. فمنذ عدة سنوات كانت الدراسة فى كلية «كبرلي» كلية الضباط والأركان فى «انجلترا» سرا من الأسرار أصبح الآن يحضر هذه الدورة الدراسية دارسون من دول حلف «وارسو».
ومن ذلك كله يتضح أن المفاجأة الجديدة فى أى حرب علاوة على أين ومتى وكيفية استخدام القوات تتوقف على نوع وشخصية ذلك الإنسان الذى خطط العمل بهذه التكتيكات والأساليب عن القتال أو المنفذ لها.
وفى هذه الأيام ونحن نحتفل بذكرى حرب أكتوبر المجيدة فإننا نتذكر هؤلاء الرجال الذين خاضوا هذه الحرب بشرف وحطموا الأسطورة.. والذى لم يكن ليتحقق إلا بخير أجناد الأرض.