الأجداد لهم مكانتهم الخاصة فى كل الأزمان.. بين جميع الأعمار والمجتمعات.. فالجد كبير العائلة المشهود له بحمايتها ورعايتها وتوجيه سفينة الأسرة إلى النجاح وبر الأمان.. يؤدى دوره فى محاولة تواصل الأجيال.. يسلم الراية والمهام للأبناء الذين أصبحوا آباء يرعون أبناء صبياناً وبنات.. يتطلعون إلى الجد معلماً ومرشداً ومحافظاً لحقوق الأجيال على طريق منظومة تواصل الأجيال.
المهام الرئيسية تتواصل وإن اختلفت التفاصيل أحياناً والحلم أحيان أخري.. ولكن الجد يتفهم تداعيات المستقبل بعد التقاعد وما يفرضه إنشاء أسر صغيرة.. تكبر وتنمو مع المستقبل.. والأبناء والأحفاد بصفة خاصة يرتبطون بحب لا محدود مع الجد والجدة.. تتوهج المحبة والفرحة عند اللقاء.. وتتابع النصائح والتوجيهات بلا استعلاء.. يظلل الجميع الرضا والاطمئنان.
ورغم المتغيرات التى يشعر بها الأطراف الثلاثة «الجد.. الأب.. الحفيد» إلا أنه لا أحد ينكر التأثير الإيجابى والزخم الناتج عن تبادل الود والمحبة والاعتناء بالسعى لتدبير مناسبات للقاء.. مثل أعياد الميلاد والتهنئة بالنجاح والجلسات العائلية والسفر إلى بلد الأسرة الأصلى أو رحلة ليوم واحد.. أو أيام فى المصيف.. ويتصدر كل ذلك فى تقديري.. الاحتفال الأسرى بعيد ميلاد الجد.. مهما كان بسيطاً.. تنطلق خلاله دموع الفرح.. وتتجدد الذكريات.
ومن هذا المنطلق خطر على بالي.. باعتبارى جداً لسبعة من الأحفاد – حفظهم الله – توجيه الدعوة لكل من يهمه الأمر.. لتأييد تخصيص يوم كل عام للاحتفال بعيد الجد.. ترعاه الدولة ومؤسساتها ذات العلاقة.. كما تفعل منذ سنوات قاربت على السبعين عاماً مع ست الحبايب.. الأمهات عظيمات مصر المحروسة.. وهو الاحتفال التشاركي.. الذى ترعاه الدولة ويلتقى خلاله قائد سفينة الوطن الرئيس عبدالفتاح السيسي.. بالأمهات الفائزات ويكرمهن.. ومعهن أمهات الشهداء الأبرار وكذلك الأمهات البديلات أصحاب قصص الكفاح والبناء.
وأعتقد أن هذا العيد سيسعد الجميع.. ويجدد مواثيق الحب والوفاء بين أفراد الأسرة.. ويضيف الجديد الإيجابى للذكريات.. ومع حوار مقترح عن التفاصيل.. أود الإشارة إلى اليوم العالمى لحقوق المسنين (65 عاماً فأكثر) الذى أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 24ديسمبر 1990 ليقدم بعدها أول أكتوبر من كل عام.. وفى أنحاء العالم.. نظراً لتزايد أعداد المسنين الذين وصلوا إلى 761 مليوناً العام الماضى ويتوقع وصولهم إلى 1075 مليوناً عام 3050 ويهدف لتعزيز الأنشطة التى تقوم بها الدول، تقديراً لمساهماتهم (معظمهم من الأجداد) فى رعاية أسرهم وفرحة الأوطان.. ويحمل أكثر من بطاقة شكر وباقة ورد لهؤلاء الذين أدوا رسالتهم.. واعتنوا بأبنائهم على مدى سنوات.. وسنوات.