ماذا تنتظرون من عصابة إرهابية يساندها ويدعمها فى عملياتها الإجرامية أكبر الدول أو أقواها أو أبلغها تأثيرا ومع ذلك تزعم أنها عاتبة على سفاح القرن بنيامين نتنياهو باتخاذ قرارات عنيفة دون اللجوء إليها ثم يهرول طالبا النجدة.
لا تصدقوا هذا الكلام.. إذ ليس من المتصور أبدا أن توافق غالبية دول العالم على قرار المحكمة الجنائية الدولية بمطالبة إسرائيل بإنهاء الاحتلال للأراضى الفلسطينية والتأكيد على ضرورة تسليم عدد من مسئوليها للمحكمة لمعاقبتهم على ما ارتكبوه فى حق الإنسانية..!
أقول ليس من المنطق فى شيء أن يحدث ذلك ثم يقدم نتنياهو على هذه الضربة العنيفة ضد حزب الله التى أسفرت عن مقتل أمينه العام حسن نصر الله..
لقد غادر بنيامين نتنياهو نيويورك حيث كان يشارك فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو يمسك بيده تليفونه المحمول ليعطى إيحاء للدنيا كلها بأن قرارا صادرا منه ومن أعضاء حكومته قد تم تنفيذه أو على وشك التنفيذ..!
وعندما يصل إلى تل أبيب يتبين أن هذه الحركة المسرحية كانت تحمل فى طياتها اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
>>>
طبعا ازداد نتنياهو غرورا وصلفا وتكبرا وأخذ يطلق تصريحات تهديدية بتوسيع نطاق الحرب دون أى تحفظات فى نفس الوقت الذى تدك فيه طائراته أراضى لبنان دكا بلا رحمة أو هوادة بينما المجتمع الدولى إياه يصمت ولا يتحرك بل يشجعون ويهللون ويصفقون لاغتيال حسن نصر الله..
على الجانب المقابل فإن لبنان مهيض الجناح لا يجد ما يفعله سوى أن يطالب مواطنيه بالحفاظ على وحدتهم والوقوف صفا واحدا فى مثل هذه الظروف الصعبة.
وهذا ولا شك كلام للاستهلاك المحلى لكن هل ينم عن أية إجراءات أو قرارات تمنع عنهم ظلم الظالمين..؟!
بالضبط مثلما تعيد إيران وتزيد حول ضرورة القصاص ممن اغتالوا حليفهم الأول وأيضا جنرال من جنرالاتهم وهو قائد الحرس الثورى فى لبنان..
وإن كان همهم الأكبر الآن يدور حول كيفية اغتيال نصر الله ومرافقيه وهو الذى كان حريصا على حماية أمينه الخاص بنفسه بحيث لم يحدث أن استخدم أى وسيلة من وسائل الاتصالات الإلكترونية الدقيقة ضمانا وتأكيدا لسلامته.
لذا فإن إيران تساورها شكوك حول أن عنصرا من عناصر الحماية الخاصة هو الذى قدم رقبته لإسرائيل ليضرب عرض الحائط بما يتردد بأن هذه الميليشيات القوية يرتبط أعضاؤها بروابط عقائدية ووثيقة لكن ها هو الواقع القائم يثبت عكس ذلك والغريب أن نفس الأسلوب كان قد اتبع مع واقعة اغتيال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس فى قلب العاصمة الايرانية ذاتها بل داخل غرفته المخصصة له فى قصر الضيافة..!
>>>
من هنا.. اسمحوا لى أن أقول إن هذا المظهر وذلك المخبر لا يرجى من ورائهما خيرا فعلى أى أساس يتحمسون لاستعادة أرض مضى على احتلالها من إسرائيل أكثر من 75 عاما وهم على استعداد لبيع شرفهم وحرماتهم ومصيرهم بأرخص الأسعار..؟!
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
ربما يخرج بيننا من يقول إن هذا ليس وقت الحساب المهم الآن التضامن والتكاتف.. لكن الرد سهل وبسيط فإذا لم يكن الآن وقت الحساب فمتى يجيء هذا الوقت إذن؟!
وعلى أى أساس توضع القواعد والأسس الكفيلة باسترداد الكرامة والعرض والأرض وأهلها عن أهم المبادئ غائبون أو مقاطعون أو.. أو مخاصمون إياها خصاما تدمى له القلوب؟
ثم ..ثم آخر سؤال:
وما هى هذه القلوب بالضبط ومن أصحابها ومن الذين يضحون فى سبيل نقائها قبل أن يتحدثوا عن أى شيء آخر؟!
>>>
و ..و..شكرا