مفاجأة اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أربكJ المشهد، وبعد أن كان ميزان القوى فى حرب محور المقاومة والجيش الإسرائيلى متساوياً، تغيرت الوقائع، وأصبح الحديث يدور حول المخاوف الإقليمية من تصعيد الحرب فى المنطقة، وهو الأمر الخطير، خاصة أن إيران تدعم محور المقاومة، وإسرائيل يدعمها الغرب.
السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق يرى أن الحملة التى تشنها إسرائيل على لبنان مدعومة من الولايات المتحدة والغرب، وتم فيها استخدام كل الوسائل والأدوات التكنولوجية الحديثة وكافة أنواع الذخائر، وتم ضرب الضاحية الجنوبية فى بيروت بالقذائف الثقيلة الممنوعة دوليا، والتى يزن كل صاروخ طناً، مما أدى إلى إحداث تغيير نوعى فى الحرب، وتمثل أيضاً فى جرأة إسرائيل فى اغتيال قادة حزب الله فى جنوب لبنان، واستمرار حربها قرابة عام فى غزة.
وأوضح أنها تريد التخلص من أذرع إيران فى المنطقة، وعلى محور المقاومة، الذى شكل لها تهديداً كبيراً، وهو وضع توافقت عليه القوى الدولية خاصة الولايات المتحدة بدعم غربى صريح لليمين المتطرف الإسرائيلي، الذى وجد فيها فرصة لتصفية القضية الفلسطينية ومن المواجهة مع حماس، وكذلك الأوضاع فى جنوب لبنان والتخلص من حزب الله، وبما أن حماس وحزب الله يوصفان فى الإدارة الأمريكية بأنهما منظمتان إرهابيتان، فما تقوم به إسرائيل يجد قبولا فى نهاية الأمر لديهم خاصة أن العديد من قيادات حزب الله الذين تم اغتيالهم قبل اغتيال حسن نصر الله قد تورطوا فى قتل عدد كبير من المارينز الامريكان فى بيروت خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه يبدو أن هناك توافقاً أمريكياً إسرائيلياً يسعى إلى التخلص من أنشطة حماس فى غزة وحزب الله فى جنوب لبنان وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1071 الخاص بمد نشاط الجيش اللبنانى إلى منطقة الحدود، وحزب الله اللبنانى هو حزب سياسى عسكرى معبراً عن الجنوب داخل المنظومة السياسية والبرلمانية اللبنانية، وهكذا يمكن ايضا التعامل مع حركة حماس لتبسط السلطة الوطنية الفلسطينية نفوذها، وتبدأ بعد ذلك عملية إدخال المساعدات وإعادة الإعمار فى مرحلة ما بعد غزة، وهو الأمر الذى ربما ايضا لاقى قبولاً ايرانياً فيما يتعلق برفع العقوبات عنها، والتعامل معها والتفاوض بشأن برنامجها النووى بشكل يعيد الهدوء والاستقرار الى المنطقة، على ان تتنازل إيران عن استخدام أدواتها فى زعزعة استقرار الإقليم متمثلا فى دور حماس وحزب الله والحوثيين والمليشيات الشيعية المسلحة فى المنطقة.
وأشار اللواء وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية ان هدف إسرائيل من الحرب التى تشنها على لبنان هو إزاحة عناصر حزب الله من شمال الليطانى وهذا غير منطقى ، إسرائيل هدفها تأمين المستوطنات فى شمال إسرائيل وخاصة فى منطقة الجليل والجليل الغربي، و مدى صواريخ حزب الله تصل الى تل ابيب وهذا يعد العمق الاسرائيلى.
قال د. طارق فهمى استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة انه بالتأكيد إسرائيل تريد أن تذهب بالمنطقة إلى حالة من المواجهة والصراع وهذا الصراع يمتد بطبيعة الحال من خلال استخدام القوة العسكرية وفرض الهيمنة على الأوضاع فى الإقليم وبالتأكيد بناء شرق أوسط جديد بما فيه التغيير الذى طرحه أمس الأول نتنياهو خلال كلمته فى الجمعية العامة حيث حدد 6جبهات وقسم العالم العربى إلى محورين محور النعمة ومحور النقمة وغيره ولكن نظريا فى لبنان العملية تمضى إلى إقامة منطقة عازلة فى جنوب لبنان ثم توسيع نطاقها والدخول فى مواجهة شاملة و اجتياح برى فى جنوب لبنان وهذا غير مستبعد ويأتى فى إطار مخطط تصفية واغتيال القيادات الميدانية.