اغتيال نصر الله يضع المنطقة على حافة حرب شاملة
تلقى حزب الله أقوى ضربة فى تاريخه، باستهداف حسن نصر الله فى الضاحية الجنوبية لبيروت، خلال قصف ستة مبانٍ وتسويتها بالأرض، ليرتفع غبار المعركة معلنا عن صفحة جديدة فى تاريخ الصراع، المشهد حاليا عبارة عن ارتباك فى كلا الجانبين، عناصر حزب الله تضرب صواريخها على مدن إسرائيلية، والجبهة الداخلية فى إسرائيل تعلن عن استعدادها وترقبها للضربات، ويعلن جيش الاحتلال أنه فى حالة استعداد ويضرب بعنف أربع مرات جنوب بيروت وبلا هوادة، وهو ما يؤكد أن الحرب اشتعلت ولن تنطفئ بهدنة قريبة.
الواضح أن المنطقة سوف تشتعل، وسوف يكثف محور المقاومة فى اليمن وسوريا والعراق من ضرباته، وقد يتم جر إيران إلى هذه الحرب، وهو ما تريده إسرائيل من أجل توريط الولايات المتحدة.
نعى المهندس خالد الرواس أمين عام حركة الناصريين الديمقراطيين فى لبنان.. قال إن الشعب اللبنانى يقف فى صف حزينا على سقوط حسن نصر الله، وان موقف الأمة فى هذا الحدث الجلل موقف موحد أمام الاحتلال الإسرائيلي، رافضا هذا الاعتداء الغاشم واعتباره اعتداء على السيادة اللبنانية، وان الضربة موجعة لكل الشعب.
شدد الرواس على ان اغتيال حسن نصر الله خسارة كبرى للبنان، وكل الأحزاب والطوائف تنعيه بحزن شديد، وكان معروفا عنه أنه لا يخسر معركة، فكل الحروب التى قادتها إسرائيل ضده تكبدت فيها الخسائر، وهو الأمر الذى جعلهم يخرجون من الجنوب فى 2006، بعد ان ملوا من شدته فى القتال، فهو قائد معارك، ولذا تم التخلص منه فى هذه المعركة، لأنهم يدركون انهم فى حالة الدخول البرى عليهم التخلص منه، وهذا إعلان حرب لا تخطئه عين، والشعب اللبنانى سوف يفوًّت على إسرائيل الفرصة ولن يكون ضعيفا، بل سيتم الرد عليه بقوة، وسوف يتذوق طعم الخسارة.
قال إن نعيم قاسم سوف يقود المعركة وسوف يكون جوابه كما صرح «بأن المواجهة فى المرحلة القادمة تحت الحساب المفتوح، وهو بذلك أعلنها واضحة بأنه سيتم الرد بقوة، وتنظيميا هو صاحب الصلاحيات بعد نصر الله، وهو أكثر راديكالية من نصر الله وكل قيادات الصف الثانى جاهزة وحاضرة، ولن يكون هناك أى فراغ فى القيادة سواء فى الجانب السياسى أو العسكري.
يقول د. رائد المصرى أستاذ الفكر السياسى والعلاقات الدولية اللبنانى إن استهداف حسن نصر الله يضع المنطقة على حافة حرب شاملة وموسعة، وتصعيد خطير فى منطقة الشرق الأوسط، وسوف يؤدى الاستهداف إلى ردود فعل قوى من المقاومة فى لبنان، وقد قامت بالفعل باستهداف الجليل وصفد فى إسرائيل بعشرات الصواريخ، وسوف يتبعه رد إسرائيلى أكثر وحشية، وهناك مجموعة عوامل تتعلق بدعم قوى محور المقاومة فى اليمن والعراق وسوريا ومهاجمة إسرائيل، لأنها لن تتركها وحيدة بعد هذا الاستهداف الكبير، ونوع هذا الاستهداف يخرق كل قواعد الاشتباك.
قال السفير حازم خيرت سفير مصر الأسبق فى إسرائيل، إنه فى الوقت الذى يتم فيه استهداف ضاحية بيروت واغتيال نصر الله رئيس الوزراء نتنياهو يلقى خطاباً بالجمعية العامة فى الأمم المتحدة، متحدثا عن السلام العالمي، ويتحدث عن الرواية المتكررة أن إيران هى الشيطان الأكبر وتريد ان تحول المنطقة إلى دمار وحرب وإسرائيل تسعى إلى تحقيق السلام والأمان، وهذا كلام لا معنى له واستهزاء بعقول الناس.
يقول د.عزام شعث المحلل السياسى الفلسطينى بالقدس إن نتنياهو «فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كان خطاب حرب، بعدها بنصف ساعة ضربت إسرائيل الضاحية الجنوبية واستهدفت حسن نصر الله الأمين العام، ومارس أسلوبه نفسه الذى تعودنا عليه من لغة التهديد والوعيد، والتنكر لأى اتفاق يمكن أن يفضى إلى وقف العدوان الإسرائيلى على الجبهتين الفلسطينية فى غزة، واللبنانية ضد حزب الله، والإمعان فى تكثيف العمليات العسكرية واستمرار السيطرة العسكرية والأمنية فى قطاع غزة، دون الاستجابة للوساطات الإقليمية والدولية.