ونتنياهو الباحث عن الخلود.. والحرب.. وإمام عاشور..!
وفى أكتوبر من كل عام.. نحن على موعد مع أجمل الذكريات.. نحن نعيد استرجاع وقائع تاريخ المجد والفخار للعسكرية المصرية.. للجندى المصري.. لشهدائنا من أبطال قواتنا المسلحة التى حققت الانتصار فى معركة الكرامة التى خضناها فى أكتوبر 1973 لنستعيد معها الأرض ونعبر القناة ونرفع علم مصر فوق سيناء.. ونستعيد ــ وهذا هو الأهم ــ الروح والعزيمة والقدرة على محو آثار الهزيمة.
وفى أكتوبر من كل عام تعود إلى الأذهان المشاهد الخالدة لقائد مصر التاريخى فى انتصار أكتوبر.. الرئيس الذى اتخذ بشجاعة وجسارة قرار العبور وقرار الحرب.. الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى تمكن من خداع العدو وخداع العالم وأوهم الجميع بأنه لن يخوض حربًا ليفاجئهم بأعظم وأجرأ وأشجع القرارات بالعبور فى السادس من أكتوبر من عام 1973 الذى صادف العاشر من شهر رمضان وحيث كان هناك اعتقاد بأن المصريين لن يخوضوا حربًا فى هذا الشهر الفضيل.
وعندما نتحدث عن عبقرية القرار.. عن عبقرية محمد أنور السادات فإننا نتحدث بكل الفخر والاعتزاز بشخصية أسطورية كاريزمية خرجت من عباءة الزعيم التاريخى جمال عبدالناصر لتعيد صياغة فكر جديد فى القيادة السياسية وسط الأمواج المتلاطمة داخليًا وخارجيًا.
وحين نتحدث عن السادات.. الهبة الإلهية التى أرسلتها السماء من أجل مصر ومكانتها فإن التاريخ سيظل عاجزًا عن إنصاف هذا الرئيس الذى كان قادرًا على استشفاف وقراءة المستقبل بحكمة وواقعية وقفنا أمامها عاجزين لا نملك القدرة على أن نخلق ونطير معه بنفس الخطوات المتسارعة التى قلبت وغيرت كل النظريات والمفاهيم السياسية والعسكرية.
وحين نتحدث عن السادات العظيم الذى تشرفت بأن أكون مسئولاً عن تغطية أنشطته ولقاءاته فى بدايات عملى الصحفى مندوبًا لـ»الجمهورية» فى رئاسة الجمهورية فإننى أتحدث عن الأيام الخوالى التى كان كل يوم فيها درسًا.. وكل يوم فيها تاريخًا.. وكل يوم فى مدرسة السادات تحصل على شهادة جديدة.. إنه محمد أنور السادات.
> > >
ويا أيها القادة العظام.. يا من كنتم إلى جوار أنور السادات.. فريق الكبار الذين عملوا معه وخططوا للحرب.. القادة التاريخيين فى قواتنا المسلحة.. الاسماء الخالدة التى لا تنسي.. قادة الجيوش والأركان والوحدات القتالية.. القادة الكبار الذين وقفوا إلى جوار السادات فى غرفة العمليات يتابعون مراحل القتال.. القادة الذين شعرنا معهم بأننا نحقق الانتصار.. لكم منا تحية الإجلال والاعتزاز.. أنتم نتاج أجيال وأجيال من العسكرية المصرية فى مصنع إعداد الرجال.. قواتنا المسلحة التى هى الحصن وهى الملاذ وهى التى تحمى وتصون وتحقق وتوفر لنا الأمن والأمان والاستقرار.
> > >
واكتب عن الرجال.. اكتب عن الذين عبروا القناة يبحثون ويسعون إلى الشهادة فى المعركة المقدسة من أجل الشرف والكرامة.
اكتب عن كل ضابط وكل جندى مقاتل وكل من ساهم فى العبور العظيم.. اكتب عن ملحمة على الأرض المصرية.. ملحمة تجلى فيها معدن الرجال وحيث لا يمكن أن ننسى أبدًا مشاهد جنودنًا البواسل فوق أرض سيناء وهم يتسلقون ربوة عالية لرفع علم مصر الذى ارتفع عاليًا فى سيناء منذ الساعات الأولى للعبور ليعلن الانتصار ونجاح عبور أكبر مانع مائى فى العالم وهو قناة السويس.
ويا أيها الذين لا يعرفون قيمة ومكانة مقاتلينا.. عودوا.. عودوا إلى تلك الأيام الخالدة.. تابعوا مشاهد الجنود وفوقهم فى سماء سيناء طائراتنا وطيارونا يُؤمِّنون لهم العبور العظيم.. كانت ملحمة.. وكانت حربًا على أعلى مستوي.. وكان هناك أمهات الشهداء يزغردن لأن الشهداء فى الجنة.. كانت الأم مصر فخورة بكل أبنائها.. كانت مصر تقدم درسًا للعالم فى العطاء والتضحية.
> > >
واليوم.. اليوم تعيد الأحداث تذكيرنا بأن نكون دائمًا فى حالة تأهب ويقظة.. فكل الأمور تسير فى اتجاهات متضاربة.. وقراءة المشهد بالغة الصعوبة والتعقيد.. فهناك من يقود المنطقة نحو الانفجار والحرب.. هناك بنيامين نتنياهو يتحدث عن تدمير حزب الله وتدمير حماس وتدمير كل من يعترض طريقه لأنه يبحث كما يقول عن «ضمان خلود إسرائيل».
ويخطيء نتنياهو إذا اعتقد أن القضاء على حسن نصر الله أو إسماعيل هنية أو غيرهم من قادة المقاومة.. يخطيء عندما يعتقد أيضا أن تدمير غزة وتدمير الجنوب اللبنانى والاستمرار فى الاحتفاظ بالأراضى العربية التى استولت عليها إسرائيل فى أعقاب حرب يونيو 1967 سوف يحقق الخلود لإسرائيل..! يخطيء حين يظن أن المقاومة ترتبط بالأشخاص وأن فى التخلص منهم نهاية للمقاومة.. فالحرب مع إسرائيل ستظل وجودية طالما ان الاحتلال قائم ومستمر.. وطالما أن الحق ضائع ومسلوب.. وطالما أن هناك من يعاني.. وهناك من يموت..!! السلام الدائم الشامل العادل هو الطريق الوحيد لوجود إسرائيل.. السلام القائم على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى هو الذى يحقق لإسرائيل الأمان.. وهذا السلام يحتاج شجاعة القرار بعيدًا عن الغرور والانتصار الزائف والمؤقت..!
> > >
ومن الغرور فى عالم السياسة والحرب إلى الغرور فى عالم كرة القدم.. ولاعب كان سببًا فى الهزيمة غير المتوقعة للنادى الأهلى أمام الزمالك فى البطولة القارية.. لاعب اسمه إمام عاشور.. نقل إلى لاعبى النادى الأهلى عدوى الغرور والتعالى على الكرة.. نقل إليهم الانشغال بحياة أخرى مليئة بالمشاكل خارج الملعب.. نقل إليهم تسيبًا فى الانضباط والالتزام.. نقل إليهم أحاسيس أخرجتهم عن تركيزهم.. لاعب واحد تجسدت فى كل سلبيات كرة القدم ليخسر الأهلى بطولة كانت فى مقدوره وضاعت لأنهم نجحوا فى تخدير لاعبيه وايهامهم بأن توقعات ليلى عبداللطيف صادقة وأنها قد تنبأت لهم بالفوز فاعتقدوا أنه آت فى أى وقت.. فكانت الهزيمة بضربات الجزاء أشد قسوة وإيلامًا.
> > >
وأخيرًا:
فى قانون العلاقات لهذا الزمن تقبل فكرة أنك قابل للإستبدال فى أى لحظة.
> > >
والدنيا فعلاً مسرح كبير لكن أسوأ ما فيه أشخاص يمثلون الاهتمام عندما يريدون شيئًا منك.
> > >
وأحيانا احتاج أجوبة مطمئنة لا منطقية.
> > >
ويا أمي.. أقف عند صورتك طويلاً أتاملها بشوق وكأننى أنتظر منها أن تكلمني.