لأنك مصرُ..
ينتفض الكلام..
فتعلو هامةٌ.. وتطيحُ هامُ..
وتسكتُ كلّ ناطقة بفخر..
لأن لسانك الأعلى حُسامُ
إذا التاريخ قال ..فكل رأس
مطأطئة وكلُّ فمٍ لجامُ
وحسبك من بنى الأهرام جداً…
وتاريخ الزمان له غلامُ..
وأن الأرض دونك محض :”أرضٍ”
وأنتِ على اسمها ألفٌ ولامُ
وحسبك أن جيشك حين يُبلى
على لهبٍ يسومُ ولا يُسامُ
دمٌ حرٌ .. وأفئدةٌ جبالٌ
على ضيمِ الهزيمة لا تنامُ
وزندٌ في المعارك من حديد
وصوتٌ لا يطاقُ له خصام..
لأنك أولُ الأقلام خطّاً..
فـ”خلفُك” من بني الدنيا “أمامُ”
وأنك أول الأيام فجراً..
فأول شانئيك هو الظلامُ..
وأنك قِبلة الكرماء دارا..
فأكثر كارهيك هم اللئام
سترت حجارة البيت المُعلّى..
وضاء الطورُ فارتفع المقام
فإن وزنوك بالقسطاس صلّوا..
عليك وأمّن البيت الحرامُ
فكم من قبّةٍ ضمّت وليّا..
كما ضمّتْ روائحها الكمامُ
تفوح الأرض بالشهداء مسكاً.
وكلّ معظّمٍ وله مقام ..
يكادُ الرمل يحكي المجد عنهم..
وتنطقُ في مثاويها العظامُ
وبعض الأرض أبخل من بخيلٍ..
وبعض الأرض في السنوات عامُ
وجند الله جندك.. خير جندٍ..
إذا احتدم الوغى.. حاموا وعاموا
وما بدأوا بحرب الجار يوما..
ولكن انتقامهم انتقامُ..
عدا العادون يوم عدوا علينا..
فحارب في سواعدنا الصيامُ
وكان لنا على من التكبير جندٌ
لها بالله والمدد اعتصام
وإن الأخذ بالأسباب فرض
وبالتخطيط يُمتلك الزمام
لكل سريّة في الجيش حكمٌ
وكل كتيبة ولها نظامُ
على دقاتِ ساعة عبقريّ..
يدير الوقتَ.. والدنيا نيامُ
له أن يبدأ الميقات لمحاً..
وفي يده النتيجة والختامُ
فلما حان وقت الجد أعطى..
وأُعْطيَتِ التحيةُ والتمامُ
كأن قيامة قامت عليهم …
وفي وقت اللقا سقط اللثام
وأظهرت الشدائد حين شدّت
من الأسدُ الجريء، وما النعام؟!
بحرب قادها السادات مكرًا..
فغاظ عدوّه الشهم الهمام
علوناهم أبابيلا فكنا..
غمام الموت.. حين همى الغمام
وأمطرنا عليهم من لظانا..
جهنّم لا يطاق لها ضرامُ
وفي وقت التفاوض خاض بحرا
يلوح على شواطئه الأثامُ
وأبصر حكمة الأيام حتى..
أضاء على بصيرته القتام
ومهما كانت الأيام حرباً
فإن الحرب غايتها السلامُ..