يربط الجميع الأحزمة فنحن نستعد للإقلاع.. تتجه بوصلة طائرة محبى ومتابعى كره القدم حول العالم ومحبى كرة القدم الأفريقية والعربية بشكل خاص لمتابعة كل التحدى والإثارة والتشويق فى أكبر وأهم قمة فى قارة أفريقيا والشرق الأوسط ما بين الأهلى والزمالك أو الزمالك والأهلى فى صراع كروى شريف على زعامة القارة السمراء بين بطلى دورى أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية الأفريقية.
منذ الإعلان عن موعد المباراة ومكانها والجميع يستعد، الكل يترقب وينتظر المباراه المهمة بين قطبى الكرة المصرية، ديربى القاهرة على الأراضى السعودية.
مباراة الليلة ليست مثل أى مباراة، فدائما عندما يتقابل الأهلى والزمالك تكون هناك المتعة والإثارة والتحدي، ودائما ما تحمل الكثير من المفاجآت، ولكن عندما يتقابل الفريقان فى مباراة نهائية فإنها تزداد إثارة ومتعة ويكون الترقب لها أكبر خاصة انها لقب من مباراة واحدة، ستكون دافعا فى بداية الموسم، وستحمل الكثير من الثقة للاعبى الفريق المتوج، وقد تؤثر بالسلب على الفريق الخاسر، رحلة اليوم، لا تحمل اللقاء الأول بين القطبين، فتقابلا من قبل فى الكثير من المناسبات حتى فى هذه البطولة، فهذا هو الصدام الثانى لهما على لقب السوبر الأفريقي، فبرغم الألقاب القارية الكثيرة التى جمعها الفريقان ما بين دورى أبطال أفريقيا أو كأس الكونفدرالية أو حتى كأس الكئوس بالمسمى القديم، إلا أن القدر لم يجمعهما إلا مرة واحدة على لقب كأس السوبر وكانت لقب كأس السوبر لنسخة عام 1993 والذى أقيم فى يناير 1994 وتوج به الزمالك بهدف دون رد.
رحلة الثأر أم تأكيد الجدارة؟
فى رحله اليوم ورغم ان الأهلى توج من قبل بلقب السوبر الأفريقى إلا أنها مباراه ثأرية للمارد الأحمر خاصة ان المرة الوحيدة التى تقابل فيها مع الزمالك على لقب كأس السوبر الأفريقى انتهت بفوز الزمالك ولذا يريد الأهلى ان يحقق لقب هذه البطولة ويعوض هزيمته التى كانت منذ حوالى 30 عاما و8 أشهر تقريبا.
الزمالك بدوره يريد تأكيد جدارته فى لقب بطولة السوبر الأفريقى وان يتوج للمرة الثانية عبر الأهلى يعتبر إنجازا خاصا للجماهير التى ترى فى لقاءات الديربى متعة خاصة وبطولة فى حد ذاتها، بل إن يكون الزمالك متفوقا على الأهلى فى مواجهات بطولة فهذا فى حد ذاته يحمل الكثير للجماهير البيضاء.
12 لقباً على أرض الملعب
وربما ما يزيد من المتعة للمتابع المحايد ان هذه المباراة تجمع بين فريقين ذاقا لقب البطولة فى 12 مناسبة سابقة، ما بين 8 ألقاب للأهلى و4 للزمالك، وهو ما يضفى نوعا آخر من الإثارة بين الفريقين.
وهى الأرقام التى تعكس قوة الفريقين على المستوى القارى فكلاهما قد لعب هذه البطولة من قبل بل وتوجا بها، ووجودهما هنا ليس مجرد صدفة بل هو نتاج لعمل وجهد كبير وتاريخ يجمع الفريقين فى البطولات القارية.
وقبل مواصلة رحلتنا إلى استاد المملكة ارينا، نمر بترانزيت فى عقل مارسيل كولر لنرى ونحلل كيف يتعامل المدير الفنى السويسرى مع هذه المباراة، لا شك ان كولر يمتلك الفريق الأفضل والأقوى فى قارة أفريقيا بل وفى منطقة الشرق الأوسط والألقاب والبطولات التى يحصدها هى ما تعكس ذلك، وفى ظل القوام القوى للفريق لم يقم الأهلى إلا بـ 4 صفقات فى الانتقالات الصيفية وهم المغربيان أشرف دارى ويحيى عطية الله بجانب المدافع يوسف أيمن وعمر الساعى من الإسماعيلي.
بداية الأهلى للموسم كانت أكثر من مثالية بعدما عبر جورماهيا الكينى فى دور الـ 32 لدورى أبطال أفريقيا وأرسل رسالة واضحة لكبار القارة بأنه قادم لأفريقيا للحفاظ على لقبه، تشكيلة الأهلى تكاد تكون معروفة بل محفوظة لجميع متابعى كرة القدم فى القارة، فمن المتوقع ان يبدأ محمد الشناوى فى حراسة المرمى ومحمد هانى كظهير أيمن ومعه رامى ربيعه وياسر إبراهيم وإن كان هناك احتمالية لاشراك دارى بدلا من ياسر، بجانب وجود يحيى عطية الله فى مركز الظهير الأيسر.
باقى التشكيل لن يخرج كثيرا عن إمام عاشور ومروان عطية ووسام أبوعلى كرأس حربة والجنوب أفريقيا بيرسى تاو وحسين الشحات وأكرم توفيق، وقد نجد المفاجأة بمشاركة عمر الساعى الصفقة التى ينتظرها عشاق الأهلي.
كولر كعادته يلعب بأسلوبين، الأول، ان يستحوذ على منطقة وسط الملعب ويسيطر على مجريات اللعب ويبنى الهجمات بشكل منظم وهادئ، أما الثاني، فهو الاعتماد على ترك الاستحواذ للمنافس واللعب على هجوم المرتد والاعتماد على مهارات اللاعبين، وفى مباراة الليلة الاتجاه الأغلب سيكون محاولة الاستحواذ منذ الدقيقة الأولى على منطقة وسط الملعب للسيطرة على المباراة وفرض كلمته على المنافس منذ البداية.
الزمالك وإن كانت بدايته تبدو مثالية بالتأهل إلى دور المجموعات فى الكونفدرالية الأفريقية، إلا أن هناك بعض التعليقات السلبية خاصة من الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعى السوشيال ميديا التى رأت ان الفريق لم يقدم المردود القوى بل وكان قريب من الخروج من البطولة بعد أداء يراه البعض ليس مناسبا، إن كانت النتيجة ضمانات التأهل.
بالتأكيد فأن اقتناص لقب قارى فى بداية الموسم وبالتحديد عندما يكون من أمام الغريم التقليدى فإنه سيكون دفعة كبيرة يريدها المدير الفنى البرتغالى لفريقه من أجل المنافسات العديدة له خلال الموسم الجديد، والذى يسعى بكل شدة للعودة إلى منصات التتويج مرة أخرى خاصة على المستوى المحلى بعد ان ضاع لقب الدورى وكأس مصر.
ومن المتوقع ان نرى الصفقات الجديدة من بداية المباراة وإن كان السنغالى سيدى ندياى خارج القائمة، فإننا على موعد مع رؤية المغربى محمود بنتايك ومحمد حمدى القادم من إنبى والبولندى كونراد ميشالاك والفلسطينى عمر فرج.
بجانب الدور الذى يلعبه الخبرات فى الفريق مثل عبدالله السعيد وأحمد سيد زيزو ومحمود عبدالرازق شيكابالا بجانب التونسيين حمزة المثلوثى وسيف الدين الجزيري.
وسام v.s الجزيري
كل مدرب فى الفريقين يعتمد على مجموعة من العناصر المهمة ولكن لابد ان يكون هناك عنصر حاسم وهو بالتحديد المهاجم، ولذا فإننا سنكون على موعد خاص فى تحداً مميز بين الثنائى وسام أبوعلى مهاجم الأهلى وسيف الدين الجزيرى مهاجم الزمالك، فهنا سيكون الفارق فى نتيجة المباراة.. وسام عاش موسما متميزا للغاية بعد ان توج بلقب هداف الدورى الممتاز وقدم مستويات كبيرة فى بطولة دورى الأبطال الأفريقى وحجز لنفسه مقعدا داخل قلوب محبى الأهلى وعشاقه بعد ان وجدت الجماهير ضالتها فى المهاجم السوبر التى كانت تنتظره.
أما الجزيرى فقد كسب ثقة جمهور الزمالك منذ فترة طويلة ويمتلك أفضلية بعد ان سجل هدفين فى آخر لقاء جمع الفريقين فى مسابقة الدورى الممتاز وتحديدا فى الدور الأول والتى فاز بها المارد الأبيض.