أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في أننا نحتفل بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ونحن على مشارف ذكرى حرب أكتوبر المجيدة.. مقدما تحية إجلال وتقدير لرئيس الجمهورية و للقوات المسلحة ولكل مصري وطني شريف.
موضحا أن ملخص الهدي النبوي يمكن تلخيصه في كلمة واحدة وهي: (الجمال) فالحق سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم( فصبر جميل )علما بأن في هذه الآية كان سيدنا يعقوب يخاطب أبناءه الذين فجعوه في ولده يوسف ودخلوا يخبرونه بقتله ..فأمام الحقد والحسد وهذه الانفعالات البشرية القبيحة قال وقتها نبي الله (فصبر جميل) في مواجهة هذا الحقد.
وفي موضع آخر ذكرت الآيات (فاصفح الصفح الجميل) عن سيدنا محمد صلى وسلم فكان الصفح الجميل أمام اتهامه والنيل منه وإيذائه.
ويستكمل وزير الأوقاف كلمته بأن الله سبحانه وتعالى في موضع آخر من الآيات يقول: (وأهجرهم هجرا جميلا) الهجر الجميل هنا لمن أذوا سيدنا محمد وحاصروه ثلاث سنوات وقاموا بمعاداته.
مضيفا أنه في مواضع أخرى ذكرت كلمة الجمال هذه الكلمة تأتي في مقابلة ومواجهة الحقد والحسد والقطيعة والأذى.. رغم أن هذه المواضع من الأصل تستفز في الإنسان كل ما هو سيئ.. لكن الله سبحانه أمر نبيه صلى وسلم بكل ما هو جميل.. وأمره بالتخلق بكل ما هو جميل ونحن مأمورون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم.. عملا بقوله (خذوا عني مناسككم).
وأوضح وزير الأوقاف أن الاحتفال بسيدنا محمد يجعل المجتمع يعيش بالجمال والأخلاق الحسنة وكل ما من شأنه الارتقاء بالإنسان والمجتمع.
جاء ذلك خلال الاحتفالية التى نظمتها رابطة الجامعات الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، بعنوان: (وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين)، شارك فيها د سامى الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية والدكتور محمود الشريف نقيب الأشراف، والدكتور عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر الأسبق ونخبة من المثقفين و الإعلاميين والصحفيين، وعدد من الطلاب الدارسين بالأزهر الشريف من دول مختلفة، وقد قدم الاحتفالية الاعلامي الأستاذ المطعني مقدم البرامج بإذاعة القران الكريم.
د سامى الشريف: أفضل احتفال بمولد الهادي البشير هو اتباع هديه وتقصي سنته واتخاذه قدوة في كل أمورنا وتعاملاتنا وسلوكياتنا
أوضح الدكتور سامي الشريف، أن أفضل احتفال بمولد الهادي البشير هو اتباع هديه وتقصي سنته واتخاذه قدوة في كل أمورنا وتعاملاتنا وسلوكياتنا.
مبينا أنه في ظل ما يشهده عالمنا من تطورات هائلة جراء ثورتي الاتصال والمعلومات التي سهلت من انتشار الأفكار والأخبار والمعلومات وجعلت لها قدرة كبيرة على التأثير وهذا أمر محمود بلا شك ..لكن هناك من استغل هذه التكنولوجيا في الطعن في السنة النبوية الشريفة وفي بعض الصحابة وفي التشكيك في منهجية المحدثين وناقلي السنة من العلماء والرواة.. وهذا الأمر ليس بجديد على الإسلام والمسلمين.. ولطالما تكرر ذلك على مر التاريخ.
ولفت الدكتور سامي إلى أن مجتمعاتنا الإسلامية أصبحت نهبا للفتن والشائعات والأخبار المضغوطة والمزيفة، والتي تحدث تأثيرا بالغا في أوساط الشباب بدعوة تجديد الخطاب الديني.
قائلا: ” إن تجديد الخطاب الديني ببساطة هو دعوة لقراءة واعية للنفس وللآخر وللوا قع الذي نعيشه ..قراءة قادرة على تقديم الحلول الشرعية المناسبة لمجتمعاتنا المعاصرة وهو ليس انقلابا على الدين أو تفلتا من التكاليف الشرعية، كما أنه ليس ازدراء لتراثنا العتيد وعلمائنا الأجلاء”.
وفي ختام كلمته أكد الأمين العام أن الاحتفال بذكرى مولد الحبيب يدفعنا للتأسي بكل أقواله وأفعاله فمن ادعى محبة الله وهو لا يتبع سنة رسوله فليس صادقا ..فالله تعالى يقول :(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
لفت نقيب الأشراف الدكتور محمود الشريف إلى أهمية إقامة هذه الاحتفالية اجلالا وتقديرا لهذه الذكرى العطرة ..فكل واحد جاء من بيته لحضور هذه الاحتفالية إنما يأخذ عن كل خطوة يخطوها أجرا لأنه جاء حبا في الحبيب صلى الله عليه وسلم موضحا أن القرب من المصطفى يكون بحسن الخلق فقد قال صلى الله وسلم : (أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا).
تضمنت الاحتفالية جزءا من الأناشيد الدينية والتواشيح التي تمتدح الخصال الحسنة والسيرة العطرة لخير الأنام صلى الله عليه وسلم.