فى توقيت تمر فيه اقتصادات العالم بظروف متوترة بسبب تنامى الأحداث «الجيوسياسية» تكون التطلعات فى الاستثمار خاصة من الأفراد «مختلفة» وعندما تلتقى أهداف تحركات الدولة فى مصر خاصة فى الأمور المالية مع أمنيات ورغبات المواطنين فى استثمارات آمنة تكون النتائج إيجابية وتعمل على مساندة عملية الإصلاح والبناء.
ويبدو الأمر واضحا فى هذا الاتجاه فى الاقبال على الاستثمار فى «صناديق الذهب» والتى كانت على مائدة اجتماع حكومى «الثلاثاء» وقال فيه د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء انه يأتى ضمن جهود الدولة الراقية إلى بناء قطاع مالى غير مصرفى متطور وآمن وكشف الاجتماع عن اطلاق «صندوق ثالث» للاستثمار فى الذهب ما يعنى لدى الخبراء ان هناك اقبالا.
وما يحدث اليوم يكمل اهتماماً «قديماً» عند المصريين بالمعدن النفيس حيث اعتاد الأجداد فى الحضارة المصرية القديمة الاستثمار فى الذهب وعثر عليه بكميات كبيرة فى المقابر وصورته جدران المعابد واليوم ومع متغيرات اقتصادية كثيرة يعود الاقبال حتى ان السؤال من المواطنين على أسعار عيارات الذهب بات أمرا مألوفا وتفرد له الصحف والمواقع الاخبارية ومحطات الراديو والتليفزيون مكانا واهتمام ووفق تقارير حديثة يمثل الطلب على المجوهرات 50 ٪ من الطلب العالمى فى الأسواق من ناحية القيمة الاجمالية وتمثل نسبة الصناديق الاستثمارية فى المعدن النفيس 29 ٪ من الصناديق وحرك الصناديق كثيرا ارتفاعات الذهب المتتالية وحتى الآن فى العام 2024 تبلغ الارتفاعات 15 ٪.
وتعليقا على صناديق الاستثمار فى المعدن النفيس قال الخبير الاقتصادى د. اسماعيل عبدالحميد ان الظروف الاقتصادية «عالميا ومحليا» تأخذ المواطن إلى اتجاهات وخيارات أخرى فى تنمية أموالهم وأرصدتهم واستثمار الفوائض فى أمور مركبة ومن بينها فى الفترة الأخيرة «صناديق الذهب» وحتى شراء الذهب «سائلة وقطع» واكتنازه فى انتظار فرص ارتفاع الأسعار وفى المقابل هناك من يرى اللجوء إلى الاستثمار فى كيانات رسمية ولها سمعة طيبة والتعامل معها آمن ومن هنا كان الإقبال على صناديق الذهب الاستثمارية.
قال الخبير الاقتصادى وأستاذ التمويل والاستثمار د. مصطفى بدرة لـ «الجمهورية الاسبوعى» ان تحقيق النجاح والدخول فى استثمار آمن يعتمد بشكل كبير على اتخاذ قرارات مدروسة ليكون الاستثمار ناجحا وبعيدا عن المخاطر والخسائر ومع تحليل السوق ومتابعة صناديق الاستثمار تبدو فرص الذهب فى الاقبال كبيرة وهذا ما يؤكده ان عمليات شراء الذهب تنمو على الرغم من الارتفاعات «القياسية» فى أسعاره ومن هنا كان الاقبال أيضاً على صناديق الذهب.
تتحرك الحكومة فى توفير مجالات استثمارية «آمنة ومراقبة ومضمونة» صفا مع صف مع القطاع المصرفى وقطاعات أخرى وهو ما يجد قبولا لدى المواطن أو كيانات ترغب فى استثمار واعد ولعل صناديق الاستثمار من بين الأوعية الآمنة.