بعد اعتراف نتنياهو الاحد الماضى بان عمليات الجيش فى قطاع غزة ليست مفيدة ولم تحقق هدف القضاء على قدرات المقاومة ولا الإفراج عن الأسري.
كان هذا الاعتراف بعداجتماع مغلق للجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست والتى عرض فيها خطة الجنرالات ضمن عدد من الخطط هذة الخطة وضعها ويروج لها الجنرال جيورا ايلاند رئيس شعبة العمليات الاسبق ومدير مجلس الامن القومى ومنظر للحرب على قطاع غزة وصديق ومستشار نتنياهو وصاحب خطة تبادل الاراضى التى طرحت عام 2004 ورفضتها مصر والاردن حينها.. هذه الخطة مكونة من مرحلتين يتم خلالها تهجير السكان المتبقين فى شمال القطاع واعلان الشمال منطقة عسكرية مغلقة ثم التوسع فى تنفيذها لاحقا فى جميع انحاء القطاع.
انطلقت الخطة على اساس انه طالما هناك سيطرة لحركة حماس على المساعدات الانسانية ليس بالامكان هزيمتها ولابد من انتهاء هذا الوضع.. وتفاصيل الخطة مبنية على انه يجب تحويل المنطقة الواقعة شمال محور نتساريم الذى يفصل جنوب القطاع عن شماله الى منطقة عسكرية مغلقة واجبار ما يقرب من 340 الف فلسطينى يتواجدون فى شمال القطاع على النزوح خلال اسبوع واحد وبعدها يفرض جيش الاحتلال حصاراً عسكرياً كاملا من اجل تحقيق اهداف الحرب والقضاء على حماس والافراج عن باقى الاسرى والحصار سيجبر المقاتلين الفلسطينيين فى الشمال المقدر عددهم بحوالى خمسة الاف مسلح على الاستسلام او الموت جوعاً.
خطة جيورا ايلاند يعتبرها الجنرالات اكثر فاعلية لانهاء الحرب وتقليل عدد الضحايا سواء بين المدنين او الجنود والاهم شق الصف بين اهل غزة وحركة حماس ليكون كابوساً للحركة .. وفى حال اقرار الخطة يسيطر جيش الاحتلال على المساعدات التى تدخل لشمال غزة لمنع حماس من وضع يدها عليها وتوزيعها بمعرفتها على الفلسطينيين وتمنحهم فرصة اسبوع للنزوح ومن لم ينزح سيعتبر منتميا لمقاومى حماس ولا يبقى امامه سوى التجويع حتى الموت.
الجيش حاول تطبيق مثل هذة الخطة فى منطقة الزيتون ولكنها فشلت لرفض الغزيين لها وتراجع قيادات الجيش خشية الملاحقه القضائية من قبل محكمة الجنايات الدولية.
هذه الخطة روج ومتحمس لها كل من سموتريش وبن غفير بعد مقتل الاسرى الستة فى رفح مما يعتبر فشلاً يسجله جيش الاحتلال وبعد كل الضربات التى تلقتها حماس استطاعت ترميم قدراتها وتجنيد مقاتلين وثوفير الوسائل القتالية وتعود للسيطرة على كل موقع يخرج منه الجيش ولمنع ترميم القدرات لحماس يجب منع الاموال وتوفير قدراتها على تجنيد عناصر جديدة وضرب خطوط الامداد والقضاء على حوافز مواصلة القتال واستمرار حكم غزة.
يأتى تاكيد نتنياهو على ان الخطة لا تهدف حكما عسكريا فى قطاع غزة بل وسيلة وانه لا نية للسيطرة على الشمال او ضم غزة.
وعاد عن مهاجمة السلطة الفلسطينية وبدأ فى مغازلتها وقال ان ميزات السلطة اكثر من عيوبها وينبغى ان تكون فى غزة وليس مفيد العمل على انهيارها في «يهودا والسامرة) التسمية العبرية للضفة الغربية.
تبقى هذة الخطة مخالفة للقانون الدولى والاخطر استخدام الذكاء الاصطناعى فى تنفيذها وهنا ستكون مجازر للفلسطينيين خلال ممرات النزوح الآمنة عبر بوابات متصلة باجهزة معلومات اليكترونية صماء تصنف من المدنى ومن المقاتل.