اهتمام الدولة بالتعليم أصبح واضحا وجليا خاصة بالجانب التكنولوجى والتقنى وأيضا الفنى المطلوب فى المرحلة القادمة وفقا لمتطلبات سوق العمل المحلى والعالمى وظهر عدد من المبادرات التى تم تنفيذها على ارض الواقع منها مدارس ابدأ الوطنية للعلوم التقنية التى اقيمت اول مدرسة منها بمدينة بدر و هى تركز على العلوم التقنية بنظام التكنولوجيا التطبيقية ببدر بالشراكة مع ابدأ لتنمية المشروعات والدراسة بها تتم فى بيئة تعليمية تتمتع بالانضباط وتواكب التطور التكنولوجى وتطبق معايير الجودة العالمية و ذلك من اجل توفير فرص عمل لخريجى هذه المدارس و سد احتياجات سوق العمل فى قطاعات مختلفة و هذا النموذج قد بدأ ايضا مع المدارس التطبيقية المتخصصة منذ فترة و كنت شاهدته منذ سنوات عديدة مطبقاً فى مدرسة آمال بشارة لصناعة الملابس الجاهزة بالعاشر من رمضان فى احد المصانع الكبرى هناك و كان رجل الصناعة الراحل لويس بشارة مهتماً جدا بهذه المدرسة ثم بعدها اقيمت مدارس فى مجالات الذهب و صناعة السيارات و غيرها و كلها تعتمد على اعداد معينة تستطيع الاهتمام بهم وتقديم مهارات حديثة بتكنولوجيا عالمية تمكنهم من اقتحام سوق العمل بقوة.
و مع ازدياد الاعداد السكانية و التركيز على كليات بعينها كان لابد من توجيه النظر الى قطاعات مختلفة مطلوبة فى التعليم و كان قديما يطلق عليه التعليم الصناعى ان ثقافة المجتمع كانت ترفضه بحجة أن من ينتهى من هذا التعليم يحمل دبلوم «صنايع او تجارة» فتم تطوير هذا التعليم مع استحداث منظومة متطورة به جعلت نظرة المجتمع تختلف تماما و يكون هناك اقبال كبير عليه لجودته و ايضا لحاجة سوق العمل له و هذا ما دائما اقوله ما هى متطلبات سوق العمل التى تتغير من فترة الى اخرى واصبحت الحرف ايضا مطلوبة و بدأت تعود بقوة خاصة الحرف اليدوية وهذا ما جعل احد مصممى الحلى الفضية مشهورة عالميا لان شغلها كله يدوى .. واعود الى مدارس «ابدأ» التى اجد فى اسمها ميزة كبيرة كدافع لاى شخص فى الحياة و هى ابدأ تعليماً وعمل وانتاج.. المهم انك تبدأ مهما كان العمر ابدأ و اجعل الامل فى الغد افضل لانه مهما كانت البداية صعبة يجب ان تبدأ .
وهذه المدارس اختارت البداية بعد المرحلة الاعدادية وهى مرحلة مبكرة يستطيع الطالب استيعاب و تعلم اشياء كثيرة فى بيئة معدة لذلك ليست نظرية فقط و لكن ايضا عملية لتعكس هذه المدارس صورة حضارية جديدة نحو تعليم افضل بتكنولوجيا حديثة.