فى الوقت الذى يبحث فيه العالم عن بصيص أمل من أجل التهدئة ووقف المذابح التى تتم فى قطاع غزة ضد الأطفال والنساء والمدنيين.. تسعى اسرائيل نحو مزيد من المذابح وفتح جبهات جديدة.. ورغم أنه بعد 12يوما تُكمل الحرب على غزة عاماً كاملاً، وينتظر الجميع خبر التهدئة ووقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.. إلا أن نتنياهو كان له اتجاه آخر – كعادته- نحو القتل والمذابح، لتمتد على طول الجبهات.
إن نتنياهو بذلك يحرق كل أوراق السلام، بل إنه يشعل فتيل الأزمات فى المنطقة، ويجرها بالكامل إلى حرب مفتوحة لا يعلم مداها إلا الله.
ما يجرى على جبهة جنوب لبنان، يمثل تحولا كبيرا، وحربا مباشرة تختلف – هذه المرة – عن حروب ومواجهات حزب الله وإسرائيل، والتى كانت آخر جولاتها الكبرى فى صيف 2006، وهو ما يمثل تحولا فى الحرب، وفى قضية الشرق الأوسط، وفى الصراع الإقليمي، ويزيل الستار والأقنعة، ليدور الصراع والمواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران.
هذه المواجهة التى تساهم فى اتساع الصراع بالمنطقة، ويرى محللون أن عمليات الاختراق والتجسس والاغتيالات التى نفذتها إسرائيل فى جنوب لبنان، وعمليات تفجير «البيجر» وأجهزة الاتصالات، تعنى أن عمليات الاختراق والتنفيذ تمت بعد استعداد وتجهيز، ويواصل الاحتلال الإسرائيلى تحديه للمجتمع الدولي، ويخوض حربا فى جنوب لبنان، ربما تكون خطوة لفرض أمر واقع على جبهة الشمال، أو فتح مجال لعقد اتفاقات مع إيران تنهى المواجهة غير المباشرة والتى تواصلت بالوكالة، أوعمليات نوعية محدودة حتى شهور، ومع رفض إيران وحزب الله الانخراط فى حرب شاملة، يبدو أن الطرف الإسرائيلى يهدف لإغلاق هذه الجبهة نهائيا.
وإذا كان نتنياهو فشل حتى الآن فى جر إيران أو حزب الله إلى حرب إقليمية، فهو يواصل الحرب من خلال تنفيذ اغتيالات وعمليات نوعية ضد قيادات حزب الله، ووصل العدد لأكثر من 400 قيادي، لم يكن آخرهم إبراهيم عقيل القيادى المهم، والذى لحق بفؤاد شكر، بل وأيضا ما مثلته عملية اغتيال إسماعيل هنية، بما قد يشير إلى عمليات اختراق واسعة للمعسكر الإيراني، واستمرار الغارات الجوية التى تضاعف من أعداد الضحايا، وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه ينفذ موجة من الضربات ضد أهداف لحزب الله فى لبنان، ستستمر.
كل هذا يضاعف من تأزم الأوضاع فى لبنان، ويفتح مجال التكهنات بشكل ومضمون رد الفعل من قبل حزب الله، لاستعادة التوازن.
ـتتحرك مصر فى جميع الاتجاهات وتتعامل بحكمة ودقة شديدة بدقة مع كل الأطراف، بهدف تلافى إشعال حروب إقليمية، تضيع فرص وتضاعف من أزمات الإقليم الذى لم يغادر الأزمات منذ عقد ونصف على الأقل.