أعلن حزب الله اللبنانى امس أنه أطلق صاروخًا باليستيًا من نوع «قادر 1 « مستهدفا مقر قيادة الموساد فى ضواحى تل أبيب . مشيرا إلى أنه المقر المسئول عن اغتيال القادة وعن تفجير أجهزة الاتصال «البايجرز» وأجهزة اللاسلكي»، وفقا لما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام.
وذكرت الوكالة أن الطيران الإسرائيلى أغار على بلدة الشعيتية جنوبى لبنان، ما أدى الى أضرار جسيمة فى الممتلكات.
واكدت الوكالة ان الطيران الاسرائيلى نفذ منذ العاشرة والنصف من صباح امس الاربعاء عدوانا جويا واسعا حيث شن سلسلة غارات مستهدفا دوار بلدة كفرتبنيت ، ومدخل بلدة الدوير الغربى – محلة شلبعل ، ومثلث الدوير -القلعة -مستشفى الشيخ راغب حرب وبلدة عدشيت وكفرجوز قرب النبطية .
كما استهدف الطيران الحربى الإسرائيلى مرتفعات جبل صافى ومليتا وبلدات جباع وعين بوسوار وجرجوع فى اقليم التفاح بعدة غارات جوية ، كما استهدفت بلدة رومين بغارة مماثلة . واستهدف حى الصالحية فى مدينة النبطية بغارة معادية ، كما استهدفت بلدات جبشيت وشوكين والقصيبة بغارات مماثلة.
شن طيران العدو الاسرائيلى سلسلة غارات على اكثر من منظقة وبلدة فى القطاع الغربى ، و3 غارات فى محيط مدينة الهرمل، ونفذ غارة على بلدتى اللبوة والنبى عثمان فى البقاع الشمالى ، كما شن أيضا غارة عنيفة على بلدة العباسية فى قضاء صور.
وأغار الطيران الاسرائيلى على محيط منطقة نهر الليطانى ، كما اغار على البرج الشمالى قرب خزان المياه .
وأفادت الوكالة اللبنانية أن الطيران نفذ غارة على أطراف بلدة نحلة لجهة مدينة بعلبك، كما شن الطيران المعادى سلسلة غارات على البيسارية وعدلون.
من ناحيته ، أعلن حزب الله اللبنانى قصفه مستعمرة حتسور شمال إسرائيل بعشرات «الصواريخ»، كما أعلن قصف قاعدة دادو بعشرات الصواريخ.
ومن جانبه أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، التابع لوزارة الصحة العامة اللبنانية، عن استشهاد 12 شخصا وإصابة 47 آخرين إثر غارات إسرائيلية على بلدات جنوب لبنان.
وقال المركز – فى بيان، امس وفقا لوكالة الأنباء اللبنانية – «إن العدو الإسرائيلى قام بغارة على بلدة بنت جبيل أسفرت عن استشهاد ثلاثة أشخاص، بالإضافة إلى غارة أخرى على بلدة تبنين أدت إلى استشهاد شخصين وإصابة 27 شخصا بجروح» وبذلك يرتفع عدد الشهداء إلى 570 والمعاينة إلى 1847 خلال العمليات الأخيرة.
وأضاف: أن العدو الإسرائيلى شن غارتين على بلدة جون قضاء الشوف أدت فى حصيلة أولية إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة سبعة بجروح، وغارة أخرى على بلدة عين قانا جنوب لبنان أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة 13 أخرين بجروح.
فى غضون ذلك حذرت الوكالات الإنسانية الأممية من العودة إلى «أيام عام 2006 المظلمة» والحرب الشاملة فى لبنان ، داعية إلى خفض التصعيد بشكل عاجل وحماية المدنيين، بعد مقتل مئات الأشخاص فى غارات جوية إسرائيلية .
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكدت نائبة ممثل منظمة الـيونيسف فى لبنان، «إيتى هيجينز»، فى أعقاب ما وصفته بـ «أسوأ يوم فى لبنان منذ 18 عاما»، أن هذا «العنف يجب أن يتوقف على الفور، وإلا فإن العواقب ستكون غير معقولة».
وكانت الضربات الإسرائيلية واسعة النطاق التى شنت يوم الاثنين الماضى قد أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص، بينهم 35 طفلا و58 امرأة، وإصابة 1645 فى جميع أنحاء لبنان.
وأكدت «هيجينز» أن «أى تصعيد آخر فى هذا الصراع سيكون كارثيا تماما لجميع الأطفال فى لبنان، وخاصة العائلات من المدن والقرى فى الجنوب والبقاع» الذين أجبروا على ترك منازلهم. وأكدت أن النازحين الجدد يضافون إلى 112 ألف شخص نزحوا بالفعل منذ أكتوبر الماضي.
وقالت المسئولة فى اليونيسيف إن المدارس أغلقت فى جميع أنحاء لبنان يومى الثلاثاء والأربعاء، «مما ترك الأطفال فى منازلهم فى حالة خوف». وأضافت أن أولئك الذين نزحوا «يصلون فقط بالملابس التى يرتدونها» حيث «نام الكثيرون فى السيارات وعلى جانب الطريق، فى بيروت وصيدا»، فى حين أن «مقدمى الرعاية لهم يخشون هم أنفسهم من عدم اليقين بشأن الوضع».
وقالت اليونيسف إن هناك 87 مأوى جديدا تستوعب الآن النازحين، الذين تتزايد أعدادهم كل ساعة، فى محافظات الجنوب وبيروت وجبل لبنان والبقاع والشمال.
بدوره، أشار المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين «ماثيو سالتمارش» إلى أن لبنان كان لسنوات عديدة «مضيفا كريما» للاجئين، بما فى ذلك ما يقدر بنحو 1.5 مليون سورى يعيشون فى البلاد.
وحذر من أنه بسبب التصعيد الحالي، يواجه العديد منهم النزوح مرة أخرى وهى أزمة جديدة «بعد كوفيد-19، والركود الاقتصادى وتأثير انفجار مرفأ بيروت قبل أربع سنوات.
من جانبها، أعربت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان «رافينا شمداساني» عن الانزعاج إزاء «التصعيد الحاد فى الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله» ودعت جميع الأطراف «إلى وقف العنف على الفور وضمان حماية المدنيين».
وأبدت أسفها لانتشار العنف إلى لبنان، متسائلة: «ألم نتعلم شيئا مما حدث فى غزة على مدار العام الماضي؟»