صفحة جديدة من العلاقات وهو ما شاهدناه خلال اللقاء الذى جمع الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس التركى رجب طيب اردوغان خلال زيارته التاريخية للقاهرة الأربعاء الماضى وتم رفع مستوى التعاون بين مصر وتركيا الى مستوى مجلس التعاون الإستراتيجى رفيع المستوى وهو ما يؤكد أن هناك مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق بين البلدين ووضعها فى مسارها الصحيح.
ففى المجال الاقتصادى فإن مصر الشريك التجارى الأول لتركيا فى أفريقيا وسوف يتم زيادة التبادل التجارى بين البلدين من 7 مليارات دولار ليصل إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة كما سيتم زيادة وتعزيز الاستثمارات المشتركة وفتح آفاق جديدة للتعاون.
التوافق بين الرئيسين بشأن العديد من الملفات الثنائية والإقليمية يعكس الرغبة المشتركة على التعاون والتنسيق المشترك حيث تم التوافق بشأن ضرورة وقف اطلاق النار بشكل فورى فى قطاع غزة وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية حتى يتسنى استئناف عملية السلام فى أقرب فرصة وصولاً إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والنفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين فى قطاع غزة أخذا فى الاعتبار ما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلى من تضييق على دخول تلك المساعدات؛ مما يتسبب فى دخول شاحنات المساعدات بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع. وهناك رفض بشكل قاطع من مصر وتركيا على التهجير القسرى للفلسطينيين من أراضيهم ورفض لتصفية القضية الفلسطينية.
كما اتفقا بشأن الملف الليبى على تعزيز التشاور بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتوحيد المؤسسات العسكرية بليبيا.
جاءت زيارة الرئيس التركى لمصر لتمثل شهادة ميلاد لمرحلة جديدة من العلاقات الوثيقة بين القاهرة وأنقرة تبنى على التعاون والتشاور المشترك وفى توقيت بالغ الأهمية للتنسيق والتشاور والتعاون المشترك بين البلدين وهو ما يجسد مرحلة جديدة من العلاقات ما بين الجانبين تفتح آفاقاً رحبة للتعاون فيما بينهما فى جميع المجالات وتعزيز التنسيق المشترك والاستفادة من موقع الدولتين كمركزى ثقل فى المنطقة بما يسهم فى تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار وتوفير بيئة مواتية لتحقيق الازدهار والرفاهية.