في يوم 22 أبريل الماضي وبالتحديد في مباراة الاسماعيلي مع الاتحاد السكندري بالدوري المصري، طلت علينا المواجهة بمشهد جديد ومميز يتمثل في تحديد بوكسات أو صناديق لوضع الكرات البديلة على امتداد خط التماس، بحيث نتغلب سويا على ظاهرة إهدار الوقت وما لمسناه وتابعناه جميعا في العديد من المباريات من تعمد للإهدار والتلاعب بأوقات المباريات عن طريق البراعم صغار السن والمنتشرين حول أرضية الملعب، والمنتمين في الغالب لأحد طرفي اللقاء ويسعى كل منهم لمجاملته على حساب الآخر.
تعددت عبارات الإشادة بالمشهد والفكرة، واعتبرناها جميعا وسيلة مميزة وفاعلة في التغلب على ظاهرة الوقت، وما يحدث من مواجهات ومشاكل على الخطوط بين اللاعبين وبراعم الفرق الأخرى، ولكن استكثر الجميع هذه الفرحة علينا، ولم يحرك أي منهم ساكنا لتطبيق الفكرة وتكرارها في الملاعب المصرية، فاختفت تماما منذ ذلك التاريخ وحتى وقتنا هذا.. وما زاد من فداحة الأمر أن الدوري الإنجليزي بما له من عراقة وأصالة اعتمد هذا التطبيق مع بداية النسخة الحالية من المسابقة، لنفرط جميعا في مسلك أو طريق مميز كان سيحسب للكرة المصرية، ويغلف الأخطاء والتجاوزات الجارية بأمل في الإصلاح والتطوير أو التأكيد على وجود من يمتلك القدرة على التفكير والإبداع وتقديم الحلول.
سلم الجالسون على كراسي الإدارة في اتحاد الكرة بواقعهم المرير، ورفض أي منهم فكرة التخلص من الأتربة والرواسب الراسخة على التفكير والخطط، واستبعدوا أصحاب الفكر والرؤى تماما من الحسابات، وصارت الملفات في يد الكثيرين من الأقارب والأصدقاء، فيما ابتعد المميزون وأصحاب الكفاءات هنا وهناك، ولم يعد لهم أي دور في المنظومة من قريب أو بعيد. وتجلى المشهد كثيرا في قرار تعيين البرازيلي ميكالي مديراً فنياً للشباب بدلا من وائل رياض المدير الفني المعين من قبل المجلس الحالي للجبلاية أيضا، وقبل شهرين أو أكثر قليلا من التصفيات، ورغم أننا طالبنا من قبل بالإبقاء على ميكالي والاستفادة منه، إلا أننا وغيرنا لم نقصد بأي حال من الأحوال أن تأتي الاستفادة على حساب جيل جديد من المدربين منحهم الاتحاد الثقة وشرعوا في تنفيذ مهمتهم منذ شهور طويلة، أو أن تتم الإطاحة بهم قبل فترة وجيزة من بداية التصفيات المؤهلة..
كان من الممكن أن يبقى الاتحاد على ميكالي مشرفا عاما على المنتخبات المصرية، ويساعد في رسم السياسة العامة لها، ومن بينها منتخب وائل رياض مثلا، ولكن من الخطأ هدم ما تم في الشهور الماضية تماما، وتحطيم معنويات مدرب شاب ومن معه من أعضاء الجهاز المعاون بهذا الشكل الغريب..
مازلت عند موقفي ومطالبتي بوقفة جادة وفاحصة لكل من يفكر – مجرد تفكير – في التقدم لشغل مقاعد إدارة الكرة المصرية في دورتها المقبلة.. وضرورة أن يتحلى المتقدمون بدرجات عالية من الفكر والقدرة على التطوير، والتعامل الممنهج والمدروس مع كل خطوة أو اتجاه.. وإلا فلا فائدة من قدومه أو توفير الدعم له.