العطاء للوطن والانحياز للمواطن من أجل الارتقاء به وتوفير الحياة الكريمة له.. هو سمة أصيلة ومنهاج عمل للرئيس عبدالفتاح السيسي.
ومع انطلاق مبادرة «بداية» من ساحة الشعب بالعاصمة الإدارية الجديدة يوم الثلاثاء الماضى كعقد جديد يؤكد اهتمام الدولة ببناء الإنسان ــ وكما قال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى خلال تدشين هذه المبادرة إنها تستهدف جميع الفئات العمرية وتعمل على تغيير واقع ومستقبل المواطن من أجل تنشئة مواطن صحيح متعلم.. مثقف.. قادر وخلوق.
جالت بخاطرى ذكريات وتصورات وأحلام كثيرة ارصد بعضها فى هذا المقال لكى يشاركنى فيها المواطن المصري.. الهدف والأمل مع الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية بما يملكه من فكر وفلسفة تعمق مسيرة العمل العام والتنمية والمشروعات الكثيرة التى انجزت خلال السنوات العشر الماضية سواء من أجل التصدى بحلول ناجزة لمشاكل مزمنة راهنة أو مشروعات مستقبلية تستوعب حجم الزيادة السكانية القادمة وتفتح الآفاق للأجيال المقبلة.
أما عن الذكريات فكثيرًا ما كنا نتساءل عن أسباب التراجع فى سلوكيات وأخلاقيات الكثيرين من البشر على مدى العقود الأربعة هل كان لها علاقة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية التى مر بها المجتمع.. وبصراحة شديدة وبدون مجاملة أو تغنى بالشخصية المصرية فإن جولة فى الشارع أو استعراضًا للصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى يجعلنا نتساءل أين كانت الحكومات السابقة من عملية بناء الإنسان والحفاظ على القيم والثوابت والأخلاق الكريمة التى تحث عليها الأديان.. وكانت موضع اهتمام فى كل مراحل سنوات الدراسة من تربية وتعليم.. ثم بدأت تتلاشى وراح البعض يلوم أوضاعنا فى الحاضر ويتحسر على ما اسماه «الزمن الجميل».
وفى تصورى أن مبادرة «بداية» التى تتبع محاور وأساليب جديدة تستهدف عملية بناء وتقويم واصلاح فى الشخصية المصرية لم تبدأمن فراغ أو ترتبط بالتكليفات التى صدرت للحكومة الحالية عند تشكيلها.. بل إنها بدأت مع ارهاصات ثورة 30 يونيو 2013 واستدعاء الشعب للقائد المخلص للمصريين من قبضة جماعة الإخوان المتلونة التى أرادت تغيير الهوية المصرية.. وبدء تعرف هذا الشعب على الرئيس السيسى ابن المؤسسة العسكرية الصلبة ومن خلال إشاراته الموحية بأن المصريين لم يجدوا من قبل من يرفق بهم أو يحنو عليهم.. وعند توليه المسئولية فى يونيه 2014 بدأت المبادرات الرئاسية العديدة التى حملت فكر الرئيس الإنسان إلى أرض الواقع بدءًا من الاهتمام بالمرأة المصرية وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة والفئات المهمشة سكان المقابر وحواف الجبال والعشوائيات.. ثم كانت مبادرة «حياة كريمة» التى غيَّرت من طبيعة الحياة الصعبة فى القرى والنجوع والمناطق الشعبية الآهلة بالزحام ومشاكله سواء فى الريف أو الحضر.. وغير ذلك من مشروعات ومبادرات اخترقت المشكلات المزمنة فى الرعاية الصحية وتوفير العلاج الفورى على نفقة الدولة لكل من يحتاج إليه.
> > >
أما الآمال مع مبادرة «بداية» فهو ضرورة تفاعل ومساهمة كل القادرين مع هذه المبادرة من أجل التنمية الشاملة وبناء الإنسان فى كل أرجاء مصر كحصن أمان لحالة الأمن والاستقرار التى تنعم بها وتجنيب البلاد مخاطر التفاوت بين الطبقات أو استغلال البعض للأزمات الاقتصادية العالمية التى كان لها تداعيات قاسية على كل بلاد العالم ومن بينها بلدنا.
لاشك أننا نأمل فى المزيد من تفعيل الاهتمام من أجل بناء الإنسان خاصة فى مجالات والصحة وتعميق الثقافة والمعرفة وتجنيب النشء مخاطر وشرور الإدمان والمخدرات والعادات الموروثة السيئة وزواج القاصرات والانجاب غير المحسوب.
اتصور أن المشاركة بين الحكومة والمجتمع وكذلك مشاركة القوات المسلحة وتقديم كافة سبل الدعم كفيل لإنجاح المبادرة كطاقة أمل تجعلنا نفخر بالإنسان المصرى فى الحاضر مثلما نفخر به فى الماضي.