تحدثنا مرارا وتكرارا عن اهمية العنصر البشرى فى تلبية احتياجات المجتمع و الارتقاء بخدماته كما ينبغي، ان تفعيل هذه القيمة على ارض الواقع يتطلب بداية مختلفة بداية حقيقية لبناء الانسان بداية تصعد للنهاية بنفس القوة والفاعلية، لابد ان نسعى لهذه المعانى اذا كنا نريد مواطناً لديه وعى يصون ويحترم تراب الوطن مواطناً يغوص فى عمق الانتماء، لابد ان ندرك جيداً ان بناء الانسان صناعة دقيقة تحتاج الى تفاصيل كثيرة للحفاظ على القيم والمبادئ والاخلاق، حقا هو مشروع قومى يفوق كل المشروعات التى تستهدفها الدول لبناء مستقبلها وتحقيق التنمية المستدامة، فى الواقع يجب ان تكون البداية من هنا لتحقيق كل طموحاتنا وتنفيذ خططنا الحالية والمستقبلية دون مشاكل أو عقبات.
اذا تطرقنا للعنصر البشرى فى جميع المؤسسات والأجهزة المختلفة نجده عنصراً محورياً يتحكم فى نتائج الاعمال المطلوبة والاهداف المنشودة.
هذا الملف للاسف الشديد اهمل اهمالا شديدا على مدار العقود الماضية قبل الاخير الذى نجح بامتياز فى وضع بنية تحتية تخاطب مبادرة «بداية» لبناء الانسان وتوفر لها كل مقومات النجاح خاصة فى ملفات الصحة والتعليم والرياضة التى تمثل قواما للوعى والانتماء والثقافة.
انطلاق المبادرة مؤخرا جاء بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى وفر لها المناخ المناسب على مدار السنوات الماضية واستهدفها فى الاصلاحات الشاملة التى تحققت فى العشر سنوات الاخيرة بعد أن اصبح هناك استقرار سياسى ملحوظ وتطوير اقتصادى مشهود يسعى للتنمية المستدامة، كل حلقات النجاح تكتمل ببناء الانسان وهذا ما تسعى اليه الدولة من خلال «بداية» التى تخاطب جميع الاعمار من عمر يوم حتى كبار السن من خلال برامج تتوافق مع كل الاعمار وتعظم الاستفادة من كل مرحلة سنية مختلفة، هذه البرامج تستطيع توظيف كل قدرات العنصر البشرى حسب امكانياته المتاحة والدور الأقرب لكل فرد فى تحقيقه.
نعم نحن فى حاجة إلى عودة الريادة للعنصر البشرى المصرى فى منطقة الشرق الاوسط وباقى دول العالم، فى حاجة لعودة الخبرة المصرية والمهارات الخاصة التى كانت تتميز بها مصر عن باقى الدول الأخري، نعم نسطيع فى ظل قيادة سياسية تعشق تراب هذا الوطن وشعب عظيم يعى تحدياته بكل تفاصيلها.