بعد «رأس الحكمة» 5 مدن جديدة فى الطريق
فرض الموقع الإستراتيجى الفريد لمصر– كونها قلب العالم– واقعاً حافلاً عبر التاريخ بالتحديات والتهديدات.. وبما حواه الماضى والحاضر من أطماع فى محاولات السيطرة على مصر.. لكن كل ذلك ذهب ادراج الرياح.. وأيضا فإن الموقع الإستراتيجى لمصر منحها فرصاً ومميزات إستراتيجية لم تنجح فى العقود الماضية فى استغلالها لتحصد جزءاً مستحقاً من حجم التجارة العالمية واللوجستيات وأيضاً لم تستثمر هذا الموقع فى خلق فرص استثمارية ضخمة تتيح موارد جديدة تضخ فى شرايين الاقتصاد المصري.. كما حدث فى الـ11 عاماً الأخيرة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
المؤكد أننا فى عهد الرئيس السيسى أمام تعامل ورؤية وإرادة مختلفة واستثنائية الاستغلال والاستثمار غير المسبوق فى الموقع الإستراتيجى الفريد لمصر.. والذى بدا واضحا على مدار 11 عاماً سواء فى بناء القاعدة الأساسية التى تنطلق منها التنمية والتقدم وتستطيع ان تربط ربوع البلاد المختلفة لسهولة الوصول إلى السواحل المصرية وهى البنية التحتية العصرية من شبكة طرق متقدمة وحديثة ثم بناء المدن الجديدة وربطها بالسواحل والموانئ المصرية وتحويلها إلى طاقات لجذب الاستثمارات والتنمية العمرانية والاقتصادية الشاملة.. فما كان إنجاز الاستثمار الأضخم والمباشر فى تطوير مدينة رأس الحكمة بشراكة مصرية– إماراتية ليتم لولا ما حققته الدولة فى مجال البنية التحتية وتمهيد الطرق والسبل للوصول إلى هذا الاستثمار الأضخم والمباشر.
رؤية الدولة وخطواتها وإجراءاتها لتحقيق هذه الرؤية ارتكزت على تحديث البنية التحتية المصرية مع مقدمات جذب الاستثمارات من توفير الطاقة اللازمة وتهيئة البنية التشريعية اللازمة لذلك والتخلص من التعقيدات والروتين لتحل بدلاً منها سرعة الإنجاز والاستجابة والتحفيزات والتيسيرات.
الاستثمار فى الموقع الإستراتيجى فى مصر بدأ مع تطوير وانشاء قناة السويس الجديدة لخفض زمن العبور وازدواج خطى العبور وخلق قيمة مضافة لقناة السويس من خلال مجموعة من الخدمات والشركات الاقتصادية التى تحقق عوائد اقتصادية عالية.. فلم تصل إيرادات قناة السويس لأكثر من 4.5 مليار دولار ولولا أزمة البحر الأحمر لوصلت الآن إلى 11 مليار دولار.. كما يقولون الحاجة أم الاختراع والأزمة مفتاح الحل بداية الطريق أن نفتش فى أنفسنا لنصل إلى نقاط القوة لدينا وظلت مصر على مدار عقود طويلة تعانى بشكل جاد من محدودية الموارد وكانت هذه المصادر معروفة للجميع.. تتمثل فى إيرادات قناة السويس وقطاع السياحة وتحويلات المصريين فى الخارج وتصدير بعض الحاصلات الزراعية.. لذلك كانت ومازالت رؤية وفلسفة الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى هى خلق موارد جديدة للاقتصاد الوطنى والاستثمار فى الموقع الإستراتيجي.. هذه المصادر الجديدة والحصول على الجزء المستحق والنصيب اللائق من استثمارات وعوائد التجارة العالمية وتجارة الترانزيت وأيضا جذب استثمارات ضخمة لبعض المدن والمناطق الإستراتيجية على شاطئ البحرين المتوسط والأحمر.
يجسد الاهتمام غير المسبوق بتطوير وتحديث وتوسعة الموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط.. حرص مصر على إحياء استغلال موقعها الإستراتيجى الفريد وباتت الموانئ المصرية من الأكثر أهمية فى العالم وتشهد اقبالاً كبيراً من أكبر الشركات العالمية للعمل مع مصر فى هذا المجال وتحوَّلت الموانئ المصرية إلى مصدر لجذب الاستثمارات الكبرى ومورد مهم لدعم الاقتصاد المصرى بفضل الرؤية الرئاسية الشاملة.
أيضاً اقامة المدن الجديدة الشعلة ولكافة الأغراض العمرانية والاستثمارية والصناعية والسكنية لفتح آفاق اقتصادية جديدة وجذب استثمارات ضخمة وتنشيط عوائد السياحة ورأينا النجاح الكبير الذى حققته مدينة العلمين الجديدة ونجاح جدوى العاصمة الإدارية ثم رأس الحكمة التى اجتذبت الاستثمار الأضخم فى مصر.
الاستثمار فى الموقع الإستراتيجى لم يكن فقط فى تطوير وانشاء قناة السويس أو تطوير وتحديث وتوسعة الموانئ المصرية ولكن جرى دعمها بمفهوم إستراتيجى ومسائل أخرى سواء الطرق وأيضاً القطار الكهربائي.. ثم الموانئ الجافة والمناطق اللوجستية لتصبح إقامة منظومة نقل بحرى وبرى إستراتيجية مترابطة تؤدى فى النهاية إلى تعظيم المميزات المصرية وتفوقها إقليمياً وعالمياً فى سرعة الوصول.
الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء تحدث عن وجود من 4 إلى 5 مناطق جديدة على غرا رأس الحكمة وليس جزيرة رأس بناس فحسب ولكن هناك مناطق جديدة على ساحلى البحرين الأحمر والمتوسط فسوف يتم تطويرها بشكل شامل ومتطور لجذب الاستثمارات الضخمة والمباشرة والتى تدر عوائد وإيرادات ضخمة للاقتصاد المصري.. وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل الحقيقية وتحول مصر إلى واحدة من أهم مناطق الجذب الاستثمارى والسياحى وتوفر دخلاً هائلاً من العملات الصعبة والدولار بشراكة مصرية– عربية على الأغلب والأرجح وتحدث نقلة وطفرة اقتصادية هائلة تنهى العديد من الأزمات وتدفع الاقتصاد الوطنى إلى الأمام وتزيل شبح الأزمة الاقتصادية التى فرضتها الصراعات والتوترات والاضطرابات الإقليمية والدولية وتخلق واقعاً مغايراً على طريق مصر الحديثة والعصرية وتؤكد على نجاح وعمق الرؤية الرئاسية التى قادها برؤية وإرادة الرئيس عبدالفتاح السيسى على مسارات كثيرة ومتعددة.
مصر وضعت يدها على مدار 11 عاماً على مفاتيح التقدم والنهوض وعبرت محدودية الموارد إلى حد ليس بالقليل.
نجح الرئيس السيسى فى تحويل مصر إلى دولة متنوعة ومتعددة الموارد ويواصل التغلب على محدودية الموارد بفكر ورؤى ثاقبة وأفكار خلاقة وتحويل المميزات المصرية ومنها الموقع الإستراتيجى الفريد وتحويله إلى قيمة مضافة وطاقة استثمارية كبرى واستغلال هذا الموقع الفريد للحصول على عوائد مستحقة ولائقة من التجارة العالمية وتجارة الترانزيت مما يتسق مع امكانيات وقدرات الدولة المصرية وموقعها الإستراتيجى المتميز والفريد.. تلك هى الرؤية والإرادة وثمار الإصلاح والفكر الخلاق بعيداً عن النمطية والتقليدية وهو سبيلنا إلى إنهاء المعاناة والأزمات والتحليق فى آفاق التقدم.