تولى الدولة المصرية اهتمامًا بالغًا بذوى الاحتياجات الخاصة، حيث تعمل على توفير كل ما يلزمهم من خدمات طبية وعلاجية وتعليمية من خلال خطط متكاملة تهدف إلى دمجهم فى المجتمع بشكل فعّال. أحد الأمثلة البارزة على هذا الاهتمام هو مركز رعاية الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بجامعة عين شمس الذى يشرف علية الدكتور أحمد عثمان ،الذى يقدم خدمات شاملة تجمع بين الرعاية الصحية والتعليمية والتأهيلية. هذا المركز ليس مجرد جهة لتقديم خدمات صحية فحسب، بل يعد نموذجًا يُحتذى به فى رعاية هذه الفئة المهمة من المجتمع.
من أبرز ما يميز هذا المركز هو تقديمه لخدمات متكاملة للمعاقين تحت سقف واحد، بحيث يتمكن ذوو الاحتياجات الخاصة من الحصول على كافة الرعاية الطبية والعلاجية اللازمة دون الحاجة للتنقل بين مراكز مختلفة. هذا التوجه يعكس مدى اهتمام الدولة بتسهيل حياة هذه الفئة وتخفيف الأعباء عنهم وعن أسرهم. من خلال الرعاية الصحية المتخصصة، يتم تزويد هؤلاء الأطفال بخطط علاجية تناسب احتياجاتهم الفردية بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان وهيئة التأمين الصحي.
تدرك الدولة أهمية الاستفادة من الخبرات الدولية، ولذلك ينظم المركز مؤتمرات محلية ودولية لعرض أحدث ما توصل إليه العلم فى هذا المجال.
التعاون مع المراكز المماثلة فى الدول المتقدمة يساعد على الاستفادة من الخبرات الأجنبية وتطبيقها فى مصر، مما يرفع من مستوى الخدمات المقدمة.
يلعب المركز أيضًا دورًا كبيرًا فى تدريب الكوادر الطبية والأخصائيين، وهو ما يعزز من قدرة الدولة على التعامل مع هذه الفئة بكفاءة عالية. كما يتم تدريب أولياء الأمور على كيفية التعامل مع إعاقات أطفالهم بطريقة علمية صحيحة، وهو ما يساعد فى تحسين جودة الحياة للأطفال ويسهم فى توعية المجتمع بشكل عام.
تعد توعية المجتمع بأهمية الوقاية والاكتشاف المبكر للإعاقات من أهم أهداف المركز. إقامة الندوات والفعاليات التى تهدف إلى توعية الجمهور حول كيفية التعامل مع الإعاقة والتأهيل المجتمعى تسهم فى تغيير النظرة السلبية تجاه ذوى الاحتياجات الخاصة، وتساعد على دمجهم بشكل أكثر فعالية فى المجتمع.
يتضح من جهود الدولة المصرية فى هذا المجال أنها لا تدخر جهدًا فى سبيل تقديم الدعم الكامل لذوى الاحتياجات الخاصة.
تأتى هذه الجهود فى إطار مبادرة «بداية جديدة» التى أطلقتها القيادة السياسية، والتى تهدف إلى تعزيز الاهتمام بالإنسان المصرى من جميع الفئات، بما فى ذلك ذوى الاحتياجات الخاصة. هذه المبادرة تركز على دعم الفئات المهمشة وتوفير بيئة مناسبة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
ختامًا، يُعد هذا المركز مثالًا يحتذى به فى كيفية توفير بيئة شاملة وداعمة لذوى الاحتياجات الخاصة، مما يعكس رؤية مصر المستقبلية فى تحقيق التنمية المستدامة التى لا تترك أحدًا خلفها.