حضرت مباراة السوبر الأفريقي بين الأهلي والزمالك في التاسع من يناير عام 1994 بمدينة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا الذي انتهي بفوز الزمالك بهدف تاريخي لنجم الزمالك الخلوق أيمن منصور بتسديدة صاروخية في مرمي أحمد شوبير وكان المدير الفني للزمالك وقتها الراحل الكبير جنرال الكرة المصرية محمود الجوهري.
ذلك السوبر التاريخي أو سوبر القرن العشرين الذي نظمه الاتحاد الأفريقي لأول مرة جمع الزمالك بصفته بطل أفريقيا لأبطال الدوري والأهلي بصفته بطل أفريقيا لأبطال الكئوس.. وحرم من حضوره الجمهور المصري باستثناء عدد قليل لبعد المسافة وارتفاع تكاليف السفر.
والجمعة المقبل يعود الفريقان لمواجهة تاريخية جديدة في سوبر القرن الواحد والعشرين.. في ظروف مختلفة ومكان مختلف.
المكان هذه المرة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وباستاد الأول بارك.. والظروف مختلفة لأن جماهير الناديين من أبناء الجالية المصرية الضخمة في السعودية ستملأ المدرجات بعد أن نفدت التذاكر بالكامل.. كما أن الأهلي الذي شارك في السوبر الأول كبطل لأبطال الكئوس سيشارك هذه المرة بصفته بطل دوري الأبطال والزمالك كبطل الكونفيدرالية.. وهو ما يراه جمهور الأهلي فألا حسنا.
الأهلي يمر بأزهي عصوره علي المستويين المحلي والأفريقي والعالمي ويعيش حالة من الاستقرار الفني والإداري واحتفل ليلة أمس الأول مع جماهيره بالدرع الجديد للدوري وتأهله لدور المجموعات لدوري الأبطال بعد فوزه علي جورماهيا الكيني بثلاثية كتلك التي فاز بها في مباراة الذهاب.
بينما يعيش الزمالك مرحلة انتقالية ويحاول الخروج من أزماته الفنية والإدارية وإيقاف القيد والتي تسببت في خسارته كل الألقاب المحلية واكتفي بالكونفيدرالية التي جاءته علي طبق من فضه بفضل ضعف المنافسين بعد تغيير نظام المسابقة وإلغاء دور الـ16 المكرر الذي كانت تشارك فيه الأندية المقصاة من دور الـ16 لمسابقة دوري الأبطال.
من هنا جاءت معظم الترشيحات في صالح الأهلي خاصة بما يملكه من اسكواد كامل ومتناغم وباعتراف البرتغالي جوميز نفسه الذي قال إن مهمة فريقه الأساسية تصعيب الأمور علي الأهلي.
لكن هذا ليس معناه أن السوبر مضمون للأهلي.. فمباريات القمة بين الفريقين تحكمها ظروف الفريقين وحالة اللاعبين ومستوي التحكيم.. بدليل أن الزمالك استطاع أن يهزم الأهلي في الدور الأول للدوري بهدف متأخر من رمية أوت.. وكان وقتها الأهلي هو المرشح الأقوي للفوز.. وفي الدور الثاني انسحب الزمالك لأسباب أرجعها مسئولوه لسوء إدارة المسابقة والظلم التحكيمي.. ولكن الكثيرين رأو أن الانسحاب كان خوفا من تعرض الفريق لهزيمة كبيرة!!
وإنني شخصيا أري أن الأهلي قادر علي الفوز بشرط عدم الافراط في الثقة والاهتمام بأدق تفاصيل المباراة.. لأن مثل هذه المباريات قد تنتهي بتفصيلة صغيرة جدا كتسديدة من خارج المنطقة كصاروخية أيمن منصور في سوبر 1994 أو كقاضية أفشة في نهائي القرن 2020.
يملك الأهلي فريقا متكاملا من الأساسيين والبدلاء في مستوي متقارب ويبدو أنه سيستفيد من صفقة واحدة من الصفقات الجديدة وهي الظهير الأيسر المغربي الدولي يحيي عطية الله وأشك كثيرا في مشاركة باقي الصفقات أشرف داري وعمر الساعي ويوسف أيمن.. اللهم إلا إذا حدثت إصابة خاصة في الدفاع !!
في المقابل اتوقع أن يغامر جوميز ويفاجئ كولر والأهلي بمشاركة صفقاته كلها أو الثلاثي محمد حمدي والفلسطيني عمر فرج والبولندي ميشلاك علي الأقل لأنه لا يملك إلا المغامرة.. خاصة بعد المستوي المهزوز الذي ظهر عليه الفريق أمام البوليس الكيني رغم فوزه في مباراتي الذهاب والإياب وتأهله لدور المجموعات.
كل ما نرجوه أن يتمتع الفريقان داخل الملعب والجماهير في المدرجات بالروح الرياضية والظهور بالشكل الذي يليق بمصر الحضارة والتاريخ.