الضغط على إسرائيل للتوقف عن استهداف المدنيين واحترام القانون الدولى الإنسانى
خلال لقاءته المتعددة على هامش مشاركته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أكد الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية على مواقف مصر الثابيتة والواضحة فى قضايا المنطقة ، وفى مقدمتها غزة وشدد عبدالعاطى على أهمية وقف إطلاق النار ورفع جميع العقبات التى تضعها إسرائيل أمام نفاذ المساعدات إلى غزة من أجل إيجاد نهاية للأزمة التى يشهدها القطاع.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقده مع «سيجريد كاخ» كبيرة منسقى الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة.
ولفت وزير الخارجية مواصلة مصر تقديم الدعم اللازم لها لتمكينها من تنفيذ مهام ولايتها التى نص عليها قرار مجلس الأمن، ومرحباً بالتعاون الوثيق بين الآلية وجمعية الهلال الأحمر المصرى الرامى لتسهيل وتسريع نفاذ المساعدات إلى قطاع غزة.
وأكد «عبد العاطي» على أهمية تعاون كافة الدول مع كبيرة منسقى الأمم المتحدة، للانتهاء من الإجراءات الضرورية لعمل الآلية فى أسرع وقت ممكن، مشددا على ضرورة مواصلة إطلاع مجلس الأمن بشفافية وبوضوح على التطورات الخاصة بإنشاء الآلية وعن مدى تعاون الدول معها فى تنفيذ الولاية التى أوكلها إليها مجلس الأمن.
كما بحث وزير الخارجية والهجرة والمصريين بالخارج مع المبعوث الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة إلى سوريا «جير بيدرسون» مسار التعاون بين مصر والأمم المتحدة على صعيد دعم التسوية السياسية فى سوريا.
وأكد وزير الخارجية على دعم مصر لجهود المبعوث الأممي، مبرزاً ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تعالج جميع تبعاتها، وتنهى معاناة الشعب السورى الشقيق، وبما يضمن تحقيق سيادة سوريا وأمنها واستقرارها، وهزيمة كافة صور الإرهاب على أراضيها، وينهى التدخلات الخارجية فى شئونها، ويعزز الملكية السورية للتسوية ومسار الحوار السورى / السوري، ويحل إشكاليات اللاجئين والنازحين، وغيرها، وبما ينسجم مع مرجعيات الحل وقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وفىاللقاء الذى عقده وزير الخارجية مع «فولكر تورك» المفوض السامى لحقوق الإنسان، أكد بدر عبد العاطى أن مصر تواصل جهودها للنهوض بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، بما فى ذلك من خلال مواصلة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتى تم إعدادها بمبادرة وطنية خالصة لتحسين المناخ العام للحقوق والحريات.
وأشار وزير الخارجية –خلال اللقاء– إلى قيامه بتسليم رئيس الجمهورية تقرير تنفيذ الإستراتيجية الوطنية فى عامها الثانى والذى عكس حجم التقدم الذى تحقق على صعيد تنفيذ مستهدفات الاستراتيجية.
كما استعرض الوزير الدكتور عبد العاطى كذلك استئناف جولات الحوار الوطنى الذى يشارك فيه كافة أطياف المجتمع بمختلف توجهاتهم، فضلاً عن إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي، وكذا إطلاق مبادرات لتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتكريس حقوق مختلف الفئات فى المجتمع، لتعزيز مبدأ المواطنة ومكافحة التمييز وحماية الحريات الدينية، بالإضافة إلى تعديل التشريعات الوطنية التى تهدف إلى تعزيز الحق فى العدالة وضمانات المحاكمات العادلة ومنها إعداد مشروع جديد لقانون الإجراءات الجنائية.
وأكد حرص مصر على الوفاء بالتزاماتها التعاهدية بموجب الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التى تعد طرفًا فيها.
وتطرق اللقاء إلى التطورات الإقليمية وعلى رأسها الحرب فى غزة، حيث أعرب الوزير الدكتور عبد العاطى عن التقدير لمواصلة المفوض السامى تسليط الضوء على الوضع الإنسانى الكارثى فى قطاع غزة والانتهاكات التى يتعرض لها المدنيون بسبب العدوان الإسرائيلي، مؤكدًا أهمية مواصلة الضغط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والتوقف عن استهداف المدنيين والمنشآت المدنية والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع، وإزالة كافة العوائق التى تحول دون إدخال المساعدات الإغاثية العاجلة.
كما أكد الوزير أهمية التواصل مع الدول الغربية الكبرى التى تأخذ على عاتقها الدفاع عن حقوق الإنسان للضغط على إسرائيل لاحترام قواعد القانون الدولى الإنسانى والقانون الدولى لحقوق الإنسان.
وفى اللقاء الذى عقده وزير الخارجية مع المديرة التنفيذية للآلية الإفريقية لمراجعة النظراء «مارى انتوانيت روز كاتر»، أكد الدكتور بدر عبد العاطي، التزام مصر بتعزيز رؤية ورسالة الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء، وتوجيه خبراتها وتجاربها لمساعدة الدول الإفريقية الشقيقة والاستفادة من الخبرات الإفريقية فى بناء مؤسسات الحكم لديها وتوفير التدريب اللازم وبناء القدرات، بما فى ذلك من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ومركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.
وفى اللقاء الذى عقده وزير الخارجية مع «بختيار سعيدوف» وزير خارجية أوزبكستان أعرب الدكتور بدر عبدالعاطي، عن تقدير مصر لعلاقات الصداقة والروابط التاريخية التى تربطها مع أوزبكستان.
وأكد على حرص الجانب المصرى على الحفاظ على الزخم الذى ولدته الزيارات الرئاسية المتبادلة، من خلال الحفاظ على وتيرة الزيارات رفيعة المستوي، وانتظام عقد المشاورات السياسية وبحث أفق جديدة للتعاون المشترك بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الصديقين.
فى سياقٍ متصلٍ، أشار وزير الخارجية إلى أهمية العمل على الارتقاء بالتعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى بين مصر واوزبكستان، منوهاً إلى الفرص الاستثمارية المُتميزة التى يتمتع بها السوق المصرى ومؤكداً على أن مناخ الاستثمار الجاذب فى مصر من شأنه توفير فرص واعدة للشركات الأوزبكية للتصنيع والنفاذ إلى الأسواق الإفريقية والعربية وأوروبية.
من جانب آخر، تم التشاور خلال اللقاء حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتأكيد على أهمية مضاعفة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين فى ظل تعدد وتتابع الأزمات والتحديات وبما يسهم فى تحقيق الاستقرار والتنمية.