تل أبيب تغلق الشواطئ وتقيد التجمعات والدراسة بالشمال
وسط التصعيد العسكرى الإسرائيلى المتزايد على الحدود اللبنانية، حذر الناطق باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أمس من خطورة هذه المواجهة بين حزب الله وتل أبيب.
قال كيربى لشبكة إيه بى سي: لا نعتقد أن هذا النزاع العسكرى يصب فى مصلحة تل أبيب، مشيراً إلى أنه لاتزال هناك مساحة لحل دبلوماسي.
فى نفس السياق، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من مخاطر تحويل لبنان إلى غزة أخرى فى خضم زيادة الأعمال العدائية بين الجانبين.
يأتى ذلك فى ظل تبادلإسرائيل و«حزب الله» اطلاق النار الكثيف، حيث نفذت طائرات حربية إسرائيلية أعنف قصف منذ ما يقرب من عام من الحرب، فى حين أعلنت الجماعة اللبنانية، مسئوليتها عن هجمات صاروخية على أهداف عسكرية فى شمال إسرائيل.
شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلى عدوانًا جويًا واسعًا استهدف بلدات حدودية فى جنوب لبنان ومناطق حرجية ومفتوحة فى الجنوب والبقاع الغربي، حيث جرى تسجيل أكثر من 60 غارة جوية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام فى لبنان.
من جانبه، أوضح الجيش الإسرائيلى أن حزب الله اطلق خلال ساعات الليل والصباح ما يقرب من 150 صاروخًا وقذائف وطائرات بدون طيار باتجاه شمال البلاد.
فى موجة الصواريخ، استهدف حزب الله مجدداً الجليل الأسفل وضواحى حيفا، بعد أن طالت صواريخه سابقا عكا وكريات بيالك «إحدى ضواحى حيفا». كما ضرب بوقت سابق جنوب شرق حيفا أيضاًً، حيث طال أحد صواريخه قاعدة رمات دافيد الجوية الإسرائيلية، فضلاً عن اطلاقه صواريخ نحو مجمع للصناعات العسكرية شمال حيفا.
بالتزامن، اعترضت القبة الحديدية مسيرة فوق مطار رامون بإيلات جنوب إسرائيل. فى حين أوضحت مصادر أن الصواريخ التى اطلقت نحو قاعدة رمات ومجمع الصناعات العسكرية شملت «فادى 1»، وهو صاروخ خيبرعيار 220 ملم، صنع فى سوريا، ويستخدم لتحسين قدرات الحزب الهجومية. كما ضمت أيضاً فادى 2، وهو صاروخ بقطر 302 ملم، ظهر بمنشأة «عماد 4» التى بث الحزب فيديو لها قبل شهر.
لكن استهداف تلك القاعدة الجوية التى سبق ووثقها حزب الله فى تصوير» الهدهد» حمل رسالة مبطنة على ما يبدو، مفادها العودة إلى قواعد الاشتباك والتصرف كجبهة إسناد. لا سيما أن الحزب استهدف قواعد عسكرية فى المقام الأول حتى لو عمّق المدى نسبياً.
من ناحيته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إنه عازم على إعادة سكان الشمال إلى منازلهم سالمين. وأضاف: «فى الأيام القليلة الماضية، وجهنا لحزب الله سلسلة من الضربات لم يكن يتخيلها، إذا لم يفهم حزب الله الرسالة فأعد أنه سيفهمها.وتابع: «لا يمكن لأى دولة أن تتسامح مع اطلاق النار على سكانها، واطلاق النار على مدنها.
من جهته، أعلن حزب الله فى بيان لاحق نشره على قناته فى تليجرام أنه هاجم مجمعاً إسرائيلياً للصناعات العسكرية فى شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ، موضحا أنه رد أولى على –مجزرة البيجر وأجهزة اللاسلكي، يومى الثلاثاء والأربعاء، بِقصف مُجمعات الصناعات العسكرية –لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة فى منطقة زوفولون شمال –مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادى 1 وفادى 2 والكاتيوشا.
على صعيد متصل تستمر أعمال رفع الأنقاض لليوم الثالث على التوالى من محيط المبنى المدمر فى الضاحية الجنوبية لبيروت، والذى استهدف يوم الجمعة الماضى بغارة إسرائيلية، حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس أن عدد القتلى بلغ 45، بينهم نساء وأطفال، كما أوضحت فى بيان أن الأدلة الجنائية فى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلى أخذ عينات من جثامين موجودة فى المستشفيات لم تحدد هويتها بعد لإجراء فحوصات الـ»دى ان ايه» وتحديد هويات أصحابها.
فى الوقت ذاته، أصدر الجيش الإسرائيلى تعليمات جديدة للجبهة الداخلية بمناطق الشمال، تشمل إغلاق الشواطئ وفرض قيود على التجمعات والأنشطة التعليمية، فى ظل التصعيد ضد لبنان وحزب الله وسط تحذيرات ومخاوف دولية وإقليمية من اندلاع حرب شاملة.
قال الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاجارى إنه تقرر إجراء تغييرات فى السياسة الدفاعية لقيادة الجبهة الداخلية بمناطق الجليل الأسفل والجليل الأعلى ووسط الجليل، وبعض مستوطنات فى الشمال، فى حين أوضحت «يديعوت أحرونوت» أن المنطقة التى حددها هاغارى تمتد من مدينة حيفا حتى الحدود مع لبنان.
أوضح هاجارى أن هذه التغييرات تشمل تعليمات للجبهة الداخلية بتلك المنطقة، بينها تقييد التجمعات إلى 30 شخصًا كحد أقصى فى الأماكن المفتوحة، و300 شخص فى المبانى المغلقة، مشيرا إلى أنه يمكن إقامة أنشطة تعليمية فى مواقع تتيح الوصول إلى مساحات محمية.
أشار الناطق العسكرى كذلك إلى أن الشواطئ فى هذه المناطق ستظل مغلقة أمام الجمهور كجزء من إجراءات الأمن المتبعة، وفى ظل «موجة جديدة» من التصعيد، بعد إعلان وزير الجيش الإسرائيلى يوآف جالانت دخول الحرب مع حزب الله «مرحلة جديدة.
فى حين قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن هناك حالة تأهب قصوى بالمؤسسة الأمنية والعسكرية داخل إسرائيل وسط احتمالات تصعيد كبير من حزب الله قريبا، ذكر إعلام عبرى أن مدينة عكا ومناطق محاذية أعلنت تعليق الدراسة بسبب الأوضاع الأمنية.
على وقع المواجهات المحتدمة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين حزب الله والقوات الإسرائيلية خلال الساعات الماضية، تصاعدت المخاوف الأمريكية من توسع الحرب. وأعرب مسئولون أمريكيون عن قلقهم من الوضع. كما توقعوا حصول تصعيد خطير خلال الأيام القليلة المقبلة بين الجانبين.
إلا أنهم أشاروا فى الوقت عينه إلى أنهم لم يروا حتى الآن أى استعدادات برية من جانب إسرائيل تشير إلى غزو برى وشيك للبنان.
من جهتها جددت الخارجية الأمريكية دعوتها إلى مغادرة مواطنيها جنوب لبنان «فورا»، فضلا عن المناطق القريبة من الحدود السورية وتجمعات اللاجئين.