تختلف الجنازات في عدد من البلدان الافريقية عن مثيلتها في الدول الأخرى، حيث تختفي فيها مشاعر الحزن والألم على فراق الراحلين، وتتحول إلى لحظات فرح ورقص وتباهٍ بالنعوش المزينة والهياكل الغريبة التي يتم إنشاؤها تكريما للمتوفى وتعبيرا عن حب عائلته ومحيطه له.
من أغرب طقوس الجنازات في افريقيا ما يحدث في عدة مناطق في غانا، حيث تختار بعض العائلات وداع فقيدها بالرقصات المبهجة والنعوش المزينة وأغان تتم كتابتها لتأبين الميت والتخفيف من حزن الأسرة ومساعدتها على تجاوز لحظات الفراق والرحيل.
يتوقف شكل التابوت على طبيعة عمل المتوفي، فمن كان يعمل بحارا أو صيادا يتم صنع النعش على شكل مركب، ومن كان يعمل مدرسا يُصنع التابوت على شكل قلم. وفي أحيان أخرى، يكتفي البعض بتوابيت عادية تحمل رسومات تظهر العمل الذي قام به المتوفى في حياته.
أما الرقصات فيؤديها حاملو النعوش وغالبا ما يتم ذلك عندما يكون الميت شابا في مقتبل العمر. وفيما يكتفي الكثير من الغانيين بإبقاء الميت مسجى في نعشه وتوديعه بالورود والكلمات، يتم في بعض المناطق إخراج الميت من نعشه وتثبيته في مقعد رئيسي مخصص له وسط «الحفل»، ليحضر طقوس جنازته ويسمع كلمات الرثاء والثناء التي تتلى في الحفل الجنائزي!.
وأثارت جنازة المنتج الفني الشهير في غرب أفريقيا، جروس بيديل، جدلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تنفيذ تقليد غير مألوف يتمثل في إخراج الجثمان من النعش وإجلاسه لتلقي التعازي، بملابس أنيقة ويُجلس في وسط الحفل كأنه حي، وهو ما يثير الاستغراب.
وفي مدغشقر، هناك تقليد يسمى «فاماديهانا» أو «قلب العظام»، حيث يتم إخراج جثث الراحلين من القبور كل بضع سنوات، ويتم لفها في أقمشة جديدة، ثم يُعاد دفنها. خلال هذا الحدث، يتم الاحتفال بحياة الأسلاف عبر الرقص والغناء.
وفي ناميبيا يؤمن شعب الهيمبا بأن الأجداد يواصلون العيش من خلال أرواحهم، ولذلك يتم الحفاظ على الجثث بعناية كبيرة، ويُعتقد أن الطقوس الخاصة بالجنازة تساعد في التواصل مع أرواح الأجداد.