هل فكرت يوما فى تأمل الطريقة التى ينام بها نصفك الآخر.. على بطنه مثلا أم على ظهره أو جانبه؟.. إن كنت قد فعلت، فأنت بالتأكيد على وشك معرفة أهم الجوانب الخفية فى شخصيته أو شخصيتها. ولكن ما علاقة طريقة النوم بالشخصية؟.
أسرار الشخصية أو مفاتيحها أطلقت خيال العلماء واستأثرت باهتمامهم لسنوات طويلة، ولان عالم الشخصية الإنسانية يتسم بقدر كبير من الغموض فقد تطرق العلماء الى كل شيء ولم يتركوا سلوكا أو مظهرا إلا ودرسوا دلالاته وتأثيراته على شخصية الفرد. وطالعنا فى هذه السياق عشرات الدراسات التى لا تخلو من طرافة وغرابة، مثل علاقة نوع الطعام الذى يفضله كل شخص بشخصيته، وكيف أن شخصية من يعشق البيتزا تختلف تماما عن شخصية ذلك الذى لا يرضى عن المحاشى والمشاوى بديلا.. أو قراءة الشخصية من ألوان ملابس صاحبها، أو علاقة أطوال الأطراف وكثافة الشعر ومحيط الخصر ولون العينين والبشرة وغيرها الكثير، بالشخصية. وأخيرا خرج علينا احد العلماء المتخصصين فى هذا النوع من الدراسات النفسية بفكرة جديدة وهى أن طريقة النوم تدل على شخصية صاحبها. مثلا شخصية من ينام على بطنه تختلف تماما عن شخصية من ينام فى الوضع الجنيني، وان كان ما يعيب هذه الفكرة أنها لم تتطرق الى من ينامون فى كل الأوضاع والاتجاهات حتى يبدون خلال نومهم كما لو كانوا يمارسون رياضة عنيفة أو يخوضون معركة ضارية مع عدو مجهول. على أى حال فإن فكرة هذا العالم المتخصص جدا فى أوضاع النوم ودلالاتها تستحق التأمل.
صاحب النظرية الجديدة حول العلاقة بين طريقة النوم والشخصية يقول بثقة شديدة إن أوضاع النوم المختلفة تكشف أسرار شخصية الفرد، حتى ما غمض منها. ورصد البريطانى كريس إدزيكوسكى مدير المكتب الاستشارى لأوضاع النوم والأستاذ الزائر بجامعة سارى بجنوب إنجلترا، ستة أوضاع للنوم مع شرح دلالة كل منها. ويفسر نظريته بقوله إننا جميعا نعرف لغة الجسد فى اليقظة، لكن هذه هى المرة الأولى التى نرى فيها ما يقوله العقل الباطن عنا خلال النوم.
الدراسة التى أجراها العالم البريطانى لصالح مؤسسة فندقية كبيرة أظهرت أن وضع الجنين هو أكثر أوضاع النوم شيوعا وتفضله 51 بالمائة من النساء، وهذا النوع من أنواع أوضاع النوم يشير الى أن صاحبه، يميل إلى الخجل ويتصف بالحساسية البالغة. أما الذين يرقدون على ظهورهم وأذرعهم ممدودة إلى جوار أجسادهم فهم يتسمون بالهدوء والتحفظ، والشخص الذى ينام على جانب واحد مع فرد الساقين والذراعين إلى أسفل ـ وهو الوضع الذى يطلق عليه إدزيكوسكى اسم قطعة الخشب ـ فيتمتع بشخصية اجتماعية قادرة على التعامل بسهولة مع الآخرين، لكن إذا كانت الذراعان ممدودتين إلى أعلى فالشخص يميل إلى التشكك.
وتظهر الدراسة أن النوم على البطن ووضع الذراعين عند جانبى الرأس هو الوضع الأقل شيوعا.. وأن 6.5 بالمائة فقط من الناس يفضلونه، وهم عادة اجتماعيون ومندفعون. ويفضل المتواضعون الذين يجيدون الإصغاء للآخرين النوم على الظهر مع فرد الذراعين والساقين.
مشكلة الدراسة أنها جعلت لكل أوضاع النوم دلالات إيجابية إلى حد كبير، ولم تقل لنا كيف نكتشف مثلا صاحب الشخصية العدوانية أو المنحرفة أو المزاجية.