كل الدلائل تؤكد على أن كل مايقوم به «نتنياهو» من ممارسات وتصرفات منذ بدء العدوان الوحشى على «غزة» وتعنته وتلكؤه فى الاستجابة لكافة المحاولات والوساطات لوقف تلك «المجزرة « التى تفوق ما قام به أعتى الطغاة على مر التاريخ يؤكد على أنه يعانى من خلل نفسى .. وفى لقاء «أولمرت» رئيس الوزراء السابق مع قناة 12 أكد قائلاً إن ما لا يمكن إصلاحه هو المرض النفسى لرئيس الوزراء وزوجته وابنه «يائير» وإنهم بحاجة إلى علاج نفسى مؤكداً على أن رأيه يحظى بشعبية كبيرة بين عامة الناس.. يؤكد الباحث «سكوت لوكاس» من جامعة «دبلن» قائلاً لقد أتت تلك اللحظة التى اعترف فيها الجيش الإسرائيلى بفشل الحرب التى شنها على قطاع غزة طوال هذه الشهور وفشل تلك المهمة التى حددها «نتنياهو» عقب «طوفان الأقصي» ألا وهى تدمير جماعة حماس .. ويتفق مع ذلك الرأى المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية الأدميرال البحرى «دانيال هجاري» فى لقائه مع «قناة 13» الإخبارية قائلاً إن الهدف المتعلق بالقضاء على قيادة غزة غير قابل للتحقيق وأن تلك العملية التى تهدف إلى تدمير حماس لا تعدو أن تكون سوى مجرد ذر للرمال فى عيون العامة .. وقد صرح «نتنياهو» فى اجتماع للوزراء قائلاً من أجل تحقيق هدف تدمير قدرات حماس كان لابد من اتخاذ قرارات لم تكن مقبولة دائماً من قبل القيادة العسكرية وهو ما يوجب الإقرار من قبل»نتنياهو» بأن خطته الأولى لتدمير حماس غير قابلة للتطبيق والإعلان عن الخطة الثانية ؟.. وقد رفض «نتنياهو»إفساح المجال للجيش للتدخل فى خطته ورد على «هجاري»بإصرار قائلاً لقد حددنا ضمن أهدافنا تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس وقد أصدر الجيش الإسرائيلى بياناً يؤكد فيه التزامه بأهداف الحرب المعلنة بما فى ذلك تدمير قدرة حماس على الحكم وممارسة العمل العسكرى ويرجع البعض ذلك التعنت من قبل «نتنياهو» إلى تلك الشخصيات اليمينية المتطرفة مثل» بتسلئيل سموتريش» و»إيتمار بن غفير» التى تتبنى أراء معادية للفلسطينيين وتعارض المقترحات الأمريكية التى تعتبرها صديقة للفلسطينيين وهى السبب فى تردده فى الإستجابة للنصيحة الأمريكية .. وقد صرح «نتنياهو» أكثر من مرة بأن يده مقيدة وأن «الإئتلاف» هو صاحب الرأى والضرورات السياسية التى يواجها ووفقاً لتصريح مسئول أمريكى ليس من الواضح دائماً من يقود القطار فى إسرائيل .. ومن التحليل النفسى لجوانب شخصية «نتنياهو» فهو يحكم بقبضة من حديد ويتعين على تابعيه الإنضباط والإخلاص له وهو يسعى دائماً لتبوأ القمة والهيمنة والتأثير على الأخرين وتولى القيادة فى غرفة الحرب وهو شخصية غير ديموقراطية .. ويتحدث «أولمرت» منافسه فى الحزب عنه قائلاً إن «بيبي» يعيش فى واقع خيالى تماماً ويرى أن الحقائق ليست سوى مجرد إضافة هامشية مما يتم نشره على شاشات التلفزيون الذى يرى إنه مجرد ساحة معركة وحلبة ملاكمة .. بالرغم من تحذير الجيش الإسرائيلى وخروج «جانتس» من مجلس الحرب والتأكيد على أنهم قد سئموا من الهجوم الفوضوى بدون رؤية سياسية واضحة وتلك الضغوط التى يمارسها اليمين المتطرف لتطهير غزة عرقياً يصبح هذا السؤال لا إجابة له مثل خيارات «نتنياهو».