نتحدث اليوم عن الاستراتيجية الوطنية للصحة وتطوير القطاع الصحى يعد ضمن أولويات الدولة المصرية والذى ظهر جلياً فى زيادة حجم الانفاق الحكومى على القطاع الصحى إلى 222 مليار جنيه مقارنة بـ 32 مليار جنيه فى عام 2014 مما يساهم بدوره فى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين من خلال تطوير ودعم الخدمات المقدمة لهم.
واعتمدت هذه الاستراتيجية على 3 محاور وهى تطوير البنية التحتية وتطوير الخدمات الصحية والاستثمار فى العنصر البشرى وتضمن المحور الأول إنشاء وتطوير المستشفيات والمراكز الطبية والوحدات الصحية المتخصصة وتوطين صناعة الدواء محلياً وتحقيق العديد من الإنجازات على مستوى تطوير البنية التحتية خلال الفترة الماضية وعلى رأسها إنشاء المركز المصرى للتحكم فى الأمراض «Egypt CD» والذى يعد تطوراً كبيراً فى منظومة البحث العلمى من خلال رصد الأمراض الوبائية وغير الوبائية لاتخاذ إجراءات مسبقة فى مقاومتها والوقاية منها فضلاً عن الاهتمام بتطوير العمل والخدمات المقدمة من خلال وحدات الرعاية الأولية بمختلف المحافظات من خلال إطلاق المبادرة الرئاسية لدعم وتطوير خدمات الرعاية الأولية.
وتطوير عدد من المنشآت الطبية الضخمة لتصبح مقار ارتكاز علاجية لكافة المحافظات مثل مدينة النيل الطبية «معهد ناصر للبحوث والعلاج» والذى يعد قبلة الشرق الأوسط فى الرعاية الصحية.
وفيما بتعلق بالحلول السريعة ذات المردود السريع الذى تمثل فى المبادرات الرئاسية لتحسين الصحة العامة والتى بلغ عددها 14 مبادرة رئاسية فى كافة التخصصات الطبية وقدمت 132 مليون خدمة وعلى رأسها ضمن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار والتى قدمت خدماتها حتى الآن لـ ٩،١ مليون مواطن وإصدار ٤،٣ مليون قرار علاج على نفقة الدولة والمردود من تنفيذ المبادرات الرئاسية لتحسين الصحة العامة أشارت إلى انخفاض معدل انتشار الأنيميا فضلاً عن زيادة معدل اكتشاف سرطان الثدى لدى السيدات فى المراحل المبكرة.
وتقدَّمت منظمة الصحة العالمية بالتهنئة إلى مصر على تقدمها غير المسبوق نحو القضاء على التهاب الكبد C لتصبح أول بلد يبلغ «المستوى الذهبي» على مسار القضاء على التهاب الكبد C وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية. ويعنى بلوغ المستوى الذهبى أن مصر قد أوفت بالمتطلبات البرمجية التى تؤدى إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد C إلى المستويات التى تؤهِّل البلد للقضاء على وباء التهاب الكبد C.
وقد شخصت المتعايشين مع التهاب الكبد C وقدَّمت العلاج الشافى إليهم.
وقد نجحت مصر فى الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد C فى العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات من خلال خفض معدل انتشار التهاب الكبد C.
وأشادت الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالنجاح غير المسبوق الذى حققته مصر.
وجاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى «100مليون صحة» لعلاج الحالات المعروفة والكشف عن الحالات غير المتعارف عليها وعلاجها بهدف السيطرة على المرض والقضاء عليه نهائيا.
كما أن التأمين الصحى الشامل مشروع قومى تبنته الدولة لإصلاح المنظومة الصحية وتبذل جهودًا كبيرة نحو تطبيق نظام صحى متكامل يتميز بالإتاحة لجميع فئات المجتمع وتتميز مخرجاته الصحية بالجودة وعدم التمييز وقادر على التحسين والتطوير لمواكبة واستيعاب ما يقدم للطب من جديد ويكفل الحماية المالية لغير القادرين ويحقق رضاء المواطنين المنتفعين بالنظام وكذلك لأفراد الأطقم الطبية العاملين فى قطاع الصحة وذلك فى اطار رؤية مصر 2030 وما ينص عليه الدستور المصرى بأن لكافة المواطنين الحق فى الحصول على حياة صحية سليمة وآمنة ويستهدف إتاحة الوقت الكافى لرفع كفاءة المنشآت الصحية الملتحقة بالنظام وتأهيلها وفق معايير الجودة العالمية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة لجميع المواطنين دون تمييز لتحقيق أفضل النتائج الصحية مقابل ما يتم إنفاقه مع التعاقد مع مقدمى خدمات الرعاية الصحية والأنظمة العلاجية المختلفة بما فيها المقدمة لموظفى الحكومة والهيئات العامة والمؤسسات العامة ووحدات الإدارة المحلية وذلك وفقا لنظم التعاقد والأسعار والضوابط والإجراءات الخاصة بهيئة التأمين الصحى الشامل.
وقد وضعت الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى صحة المصريين على رأس أولوياتها حيث أولت القطاع الصحى اهتمامًا بالغًا وهو ما تعكسه الطفرة الكبرى التى شهدها القطاع الصحى نحو حياة صحية أفضل للمصريين والتمتع بمستوى راقٍ من الخدمات الصحية والطبية.
وفى ملف الصحة تحديدًا عملت الدولة فى اتجاهين مهمين لتغيير الواقع الصحى للمصريين الأول يتمثل فى إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية وتطويرها لتواكب التطور فى أداء الخدمة الصحية من خلال تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة والاتجاه الثانى يتمثل فى إطلاق حزمة من الإصلاحات الصحية للإسراع بتوفير الخدمة للمواطن وبشكل سريع فى ظل تطبيق معايير الجودة المتبعة عالميا بهدف تحقيق رضا المريض عن الخدمة.