الغارة نفذتها طائرة «إف 35».. مستهدفة وجود القادة داخل نفق تحت الأرض
وزير الصحة اللبنانى: الضربة الجوية أسفرت عن مقتل «31».. بينهم 3 أطفال و7 نساء
«حزب الله» يجرى تحقيقاً داخلياً للبحث عن عملاء يعملون لصالح «الموساد»
مع استمرار تصاعد التصعيد الإسرائيلى فى جنوب لبنان بات الوضع مرشحاً بشكل كبير لاشتعال جبهة أخرى فى الشرق الأوسط التى كثرت فيها المناطق الملتهبة على مدار العقد ونصف الأخير.
بعد ضربات متتالية ومؤثرة شنتها اسرائيل، سواء من خلال تفجيرات أجهزة اللاسلكى وعملية الاغتيال الأخيرة التى وقعت فى الضاحية الجنوبية لبيروت، التى شملت قياديين فى حزب الله، بدا الحزب فى لبنان فى حالة ذهول، يحاول أن يستوعب الأمر، ويتمالك نفسه حتى يستطيع مواجهة العدوان والرد عليه.
أعلن حزب الله، أمس، أنه استهدف مركز كتيبة يتبع للواء جولانى بعدد من صواريخ الكاتيوشا.
وذكر الحزب فى بيان: «دعماً للشعب الفلسطينى الصامد فى قطاع غزة ورداً على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية، قصف مجاهدونا مركز تموضع كتيبة استطلاع 631 التابع للواء جولانى فى ثكنة راموت نفتالي.
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلى إنه تم إطلاق وابلًا من الصواريخ من لبنان، فى عدة مواقع، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات جسدية، متحدثة عن اندلاع عدة حرائق نتيجة سقوطها.
وعلى الجانب الاسرائيلي، أعلن الجيش تنفيذ ضربات جديدة على أهداف تابعة لحزب الله فى لبنان.
فى ساعة مبكرة أمس، نعى حزب الله فى بيان مقتل 16 عنصرا فى الضربة الاسرائيلية، معلناً عن اغتيال القيادى أحمد وهبي، فى ذات الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت التى استهدفت إبراهيم عقيل، رئيس وحدة الرضوان التابعة للحزب.
وذكرت قناة العربية أنه تم تعيين على رضا عباس الملقب بـ «الحاج أبوحسين باريش» قائداً لقوة الرضوان التابعة لحزب الله وعلى موسى دقوق مساعداً له خلفا لإبراهيم عقيل وأحمد وهبى اللذين قتلا فى غارة إسرائيلية على مقر اجتماعهما مع 15 آخرين فى ضاحية بيروت الجنوبية.
وأشار الحزب إلى دور وهبى فى تطوير القدرات البشرية فى الحزب، ووصفه بأنه أحد كبار قادته.
وتولى وهبى مسئولية التدريب فى قوة الرضوان حتى العام 2012، وكان من القادة الأساسيين فى التصدى للهجمات على حدود لبنان الشرقية، كما قاد عمليات قوة الرضوان العسكرية منذ بداية المعركة بين حماس وإسرائيل فى السابع من أكتوبر وحتى مطلع 2004، ثم عاد ليتولى مسئولية الإشراف على وحدة التدريب المركزى بعد مقتل القيادى وسام الطويل.
وفى أعقاب ضربة القوات الاسرائيلية، كشف مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس بأن الغارة استهدفت اجتماعا لقيادات وحدة الرضوان، التابعة للحزب، ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي، عن مسئول إسرائيلي، أن تل أبيب تمكنت من القضاء على كل أعضاء القيادة العليا لقوة الرضوان، مؤكداً أن جميعهم قتلوا فيها.
من جانبه، أعلن أمس، فراس الأبيض وزير الصحة اللبنانى ان 31 ضحية بينهم 3 أطفال و7 نساء، قد قتلوا بعد الضربة الاسرائيلية لافتًا إلى أن فرق الإنقاذ والدفاع المدنى تواصل إزالة الركام لانتشال الضحايا والمصابين.
وأضاف «الأبيض»، خلال مؤتمر صحفى عقد أمس فى العاصمة اللبنانية بيروت، أنه تم نقل 68 مصابًا إلى 12 مستشفى بينهم اثنان فى حالة خطرة جراء الغارة الإسرائيلية.
وأكد وزير الصحة اللبنانى أن بلاده تتعرض لجريمة حرب، وهو ما ظهر جليًا فى غارة إسرائيل على الضاحية الجنوبية، وأعرب عن تقديره للدور المصرى خلال الحادث.
وأضاف: «مصر دائمًا داعمة للبنان وعرضت كل المساعدة علينا ونعمل على تنظيم هذه المساعدات».
وفى رواية اسرائيلية عن تفاصيل الضربة، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مصدراً استخبارياً موثوقاً نقل معلومة بشأن اجتماع قادة الرضوان، مما جعل الجيش ينفّذ عملية الاغتيال.
وأضافت أن خطة الاغتيال تمّ إعدادها بشكل فوري، وفى وقت قصير، وصدّق عليها رئيس هيئة الأركان، لافتة إلى أن قرار التنفيذ وقع فى وقت قصير.
من جانبه ذكرت تقارير أميركية أن حزب الله، يجرى تحقيقا للبحث عن عملاء لجهاز الموساد الاسرائيلى مندسين داخل الحزب، وذلك فى محاولة لسد الثغرات الأمنية بعد أن تعرض الحزب لسلسلة خسائر فادحة.
وقالت أيضاً إن الغارة نفذتها طائرة إف 35 إسرائيلية بـ4 صواريخ على مجمع القائم فى ضاحية بيروت الجنوبية، مستهدفة اجتماعا سريا لقيادة الرضوان، عُقد فى نفق تحت الأرض.
وبشكل يبدو فيه اصرار على توسيع نطاق الحرب، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، على منصة «إكس» أن تسلسل الإجراءات فى المرحلة الجديدة سيظل مستمراً حتى نحقق الهدف، وهوعودة سكان الشمال إلى منازلهم آمنين.
وكان مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة دانى دانون قد أكد أن تل أبيب لا تريد توسيع الصراع بالمنطقة، لكنه عاد وهدد بأنها ستستخدم كل الوسائل للدفاع عن مواطنيها إذا لم ينسحب حزب الله اللبنانى من الحدود إلى شمال الليطاني.
فى نفس السياق، نقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مسؤولين أميركيين قولهما إن واشنطن تتوقع زيادة حدة القتال بين إسرائيل وحزب الله بشكل كبير فى الأيام المقبلة، وإنه سيكون من الصعب على الجانبين تهدئة التوتر بعد الهجمات الإسرائيلية المتتالية على مواقع الحزب.