اللبنانيون: ضربات العدو موجعة.. لكننا قادرون على الرد والمواجهة
السياسيون: الهجمات التى يشنها الاحتلال
مرتبطة بأهداف الحكومة الإسرائيلية تجاه حزب الله
الحرب على لبنان اصبحت الرواية التى تريد إسرائيل ان ترويها، لإبعاد الانظار عن حربها الهمجية على غزة، وتريد بها اخفاء فشلها فى تحقيق أهداف الحرب على غزة والضفة الغربية، ونتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، يزيد الأهداف المستحيلة هدفا آخر بإعادة سكان الشمال إلى المستوطنات التى هجروها بعد اخلائها بسبب الضربات الصاروخية على الجبهة اللبنانية، وذلك بإبعاد قوات حزب الله خلف الليطاني، وقام الجيش الاسرائيلى والاستخبارات بهجمة سيبرانية موسعة استهدفت اجهزة البيجر والاتصالات وقامت بعملية اغتيال لمجلس حرب قيادة الرضوان، مما فتح القوس واسعا لامكانية ان تتوسع الحرب بين الجانبين، وان يقوم الجانب الاسرائيلى بحرب برية وضرب المدن اللبنانية كما حدث فى غزة، ولكن كل الدلائل والمؤشرات تستبعد هذا القرار الصعب، ويرى المحللون اللبنانيون والسياسيون ان هذا القرار غير مطروح، وان الجانب الاسرائيلى يلوح ويهدد ويتوعد لأسباب سياسية داخلية وخارجية.
اكد جورج عاقورى كاتب ومحلل سياسى لبناني، انه منذ اللحظة الاولى من حرب غزة ولبنان فى حرب متصاعدة مع العدو الاسرائيلي، من أجل استنزاف المحتل وقد شارفت الحرب على السنة منذ العمليات المتبادلة فى الجنوب، مما ادى الى نزوح 60 الفاً من سكان شمال إسرائيل، وانخفض منسوب امكانية التوصل الى حلول سلمية عن طريق التفاوض الدبلوماسى لإنهاء الحرب على غزة، حيث ربطت هذه الجبهة مسألة توقف الحرب بتوقف اسرائيل اعتداءها على الشعب الفلسطيني، ووقف اطلاق النار، لمصلحة منسوب ارتفاع حدة الحرب بين الجانبين، واصرار اسرائيل على عودة سكان المستوطنات إلى الشمال، واصرار حزب الله على ربط الهجمات وإطلاق الصواريخ المستمر بتوقف الحرب على غزة، ونعيش فى الأيام الأخيرة وتيرة متسارعة .
و اشار الى ان هذه الحرب ليست تقليدية مثل الحروب السابقة، وعمليا الضربات الاسرائيلية منذ اشهر تعمل على تجفيف منابع القوى فى حزب الله، ويبدو اننا انتقلنا الى مرحلة جديدة، بأن يقوم بضرب حزب الله ضربات اشد ايلاما، وخاصة وان ما حدث من عمليات الاغتيال الممنهجة وضرب اكثر من 5 الاف من قيادات حزب الله، فى الهجمات السيبرانية والاغتيالات، وضرب مخازن حزب الله من البقاع الى سوريا، وشاهدنا الهجمة السيبرالية وضرب اجهزة التواصل، واسقاط 3 الاف جريح وعدد من القتلي، والضربة الموجعة ضرب مجلس حرب حزب الله، قيادة فرقة الرضوان، واستهدافهم برئاسة ابراهيم عقيل فى الضاحية الجنوبية، وخمسة عشر قيادياً فى الصف الاساسى من القياد العسكرية لفرقة الرضوان، وهذه المؤشرات تؤكد زيادة اسرائيل من وتيرة الحرب، وحزب الله ما زال حتى هذه اللحظة لم يرد بشكل موجع، وللاسف نشاهد نتائج اجرامية ملموسة للاجرام الاسرائيلي، ولم نشاهد حزب الله يرد بالشكل المتوقع رغم امتلاكه طائرة الهدهد التى يتغنى بها، ولم ينقل لنا صورة من الضربة التى استهدفت القاعدة الاستخبارتية الاسرائيلية 8200، ونرى فقط تصعيداً من الجانب الاسرائيلى دون ردود قوية من جانب حزب الله الذى يمتلك ترسانة عسكرية قوية.
وقال المهندس خالد الرواس امين عام حركة الناصريين الديمقراطيين فى لبنان، انه لا يوجد قرار بتوسيع الحرب على الجانبين، واسرائيل تحاول جر المقاومة للقيام بعمل كبير من اجل الوصول الى حرب موسعة والزج بالولايات المتحدة فى هذه الحرب، وحزب الله يفهم ما يسعى له العدو الاسرائيلي، لذا تخوض معه حرب استنزاف منذ عام إسنادا لقطاع غزة، بينما يخوض العدو الصهيونى حرب وجود، وهناك تباين فى المخططات حيث نجحت المقاومة فى إسقاط قوة الردع لدى العدو.
وأوضح ان مغامرة اسرائيل فى توسعة الحرب غير مطروحة، وهو يجعجع ويلقى التهديدات بدون اى طائل، والبديل فى التصفيات والاغتيالات، وما لا يعرفه ان حزب الله مليء بالقيادات، ويستطيع ان ينظم نفسه بسرعة، وعملية قصف الضاحية الجنوبية فى بيروت واستشهاد مجلس حرب قوة الرضوان امر كبير، ولكن كل اعضاء حزب الله قيادات.
يقول احمد عز محلل سياسى لبناني، انه يستبعد ان تتسع الحرب، ولكن بعد الضربة الموجعة لحزب الله باغتيال مجلس حرب الرضوان، فنحن فى انتظار رد فعل كبير بعد تشييع الجثامين، خاصة وان الشارع اللبنانى فى انتظار الانتقام من احداث الاسبوع الماضي، ومن الممكن ان يكون هناك تغيير فى اليات المواجهة ولكن يستبعد خوض حرب واسعة.
وشدد العميد ناجى ملاعب خبير عسكرى لبناني، ان ما جرى خلال عام كامل بين الجانبين فى ميدان مفتوح، هو وفق قواعد الاشتباك، ولكن ما حدث الاسبوع الماضى من تفجير اجهزة البيجر هو عملية نوعية، ويبدو ان التقنية المستخدمة عالية جدا، بحيث انه تكون اتجاه الاصابة تجاه الوجه، وهذه العملية صعبة جدا، ولكن على الجبهة هناك حضور قوى للحزب فى الهجمات على اسرائيل، وما حدث من استهداف قيادة الرضوان يدل على ان اسرائيل لديها استخبار قوية.
د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسة، أكد أن الهجوم على لبنان بداية لإقرار وضع جديد وتغيير قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله، وأن هجمات الاحتلال على لبنان هى بداية للإقرار ان الحرب على غزة ووقف إطلاق النار هو الحل من اجل وقف هذا الاستنزاف، كما أن هذه الهجمات كانت خارج السياق الذى مضي، وأن الهجمات التى شنتها قوات الاحتلال مرتبطة بالأهداف الآنية للحكومة الإسرائيلية تجاه حزب الله و أن وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت ورئيس الأركان ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وضباط العمليات فى هيئة الأركان اتفقوا على تنفيذ عملية عسكرية محدودة.
وأكد ان الصراع العسكرى سوف يستمر فترة طويلة توسيع نطاق العمليات، حيث قاموا بتطوير أنظمة الدفاع العسكرية المرتبطة بالجيل السادس – الحرب السيبرانية وكانوا قد استخدموا الأسلحة غير التقليدية فى الحرب على غزة متمثلة فى الذكاء الاصطناعي، الى الدخول فى تغيير قواعد الاشتباك وهذا التصعيد سيكون فى كل الجبهات تجاه الحوثيين ومحور المقاومة فى العراق وسوريا وشل القدرات الصاروخية وهى ما تسمى (وحدات شمشون)، وتغيير الأنماط استخدامات أنماط التكنولوجيا فى إحداث إرباك للقدرات الدفاعية لجبهات الإسناد، و السيناريو الثانى توجيه رسالة الى محور المقاومة، وقد تكتفى بهذا لإعطاء فرصة للمراجعة وتغيير مواقف جبهات الإسناد تجاه مساندة غزة مشيرا الى ان اسرائيل سوف تلجأ إلى سيناريو التصعيد وضرب عمق مناطق التماس
واكد دكتور عادل شديد الخبير فى الشؤون الإسرائيلية –الفلسطينية ان هناك شبه إجماع على توسيع نطاق الحرب، وباتت تسيطر على الداخل الإسرائيلى بصفة عامة حتى اليسار الصهيونى اكدوابأنهم مع ما حدث فى لبنان وأن استطلاعات الرأى تبرز إعطاء الليكود ونتنياهو أسهم الشارع الإسرائيلى وهو ما يشير إلى ان مرحلة الحرب بالفعل قد بدأت فى المنطقة وانتقلت من ساحة إسناد لبنان وحزب الله الى جبهة قد تتطور إلى مواجهة مفتوحة اقليميا كما تريد اسرائيل وكما يريد نتنياهو.