رفض الرئيس السابق دونالد ترامب الاعتراف بهزيمته أمام الرئيس الحالى جو بايدن فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 0202، ترامب لديه آراء حادة تجاه بايدن والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس، تصل لحد الإساءة والاتهامات بالإضافة إلى ثقة لا حد لها فى الفوز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الحالية، بالإضافة إلى آرائه وسياساته المتوقعة عقب نجاحه والتى تخالف فى الكثير منها سياسات كامالا هاريس، خاصة فيما يتعلق بالحرب الروسية ـ الأوكرانية، ويعد أنه سيوقف هذه الحرب، ويحمل مشاعر سلبية حادة تجاه الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكي، وقد لا يختلف كثيراً عن هاريس فى توجهاته وسياساته تجاه دعم إسرائيل ويعد صديقاً لرئيس الوزراء المتطرف نتنياهو، ومن المتوقع أن تحظى تل أبيب بدعم مطلق من ترامب، فهو الذى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بالإضافة إلى حديثه المثير للجدل وقوله إن إسرائيل صغيرة تحتاج للتوسع وبالتالى فإنه يشكل خطراً كبيراً على القضية الفلسطينية.
يأخذ أعداء أو خصوم ترامب عليه أنه ضد الحرب الروسية ـ الأوكرانية وأنه صديق الرئيس فلاديمير بوتين، ثم إن الديمقراطيين ألصقوا به تهمة العداء للديمقراطية والحرية الأمريكية، وكذلك موقفه الرافض للمهاجرين واللاجئين، ثم قضايا اجتماعية أخرى مثل الحق فى الإجهاض.
دونالد ترامب تعرَّض فى الفترة الأخيرة لمحاولتى اغتيال، ويعتبرها حرب من الديمقراطيين ضده، وخرج بتصريحات مثيرة عقب فشل محاولة الاغتيال الثانية متهماً بايدن وهاريس بمحاولة اغتياله خاصة حسب قوله إنهما وراء الخطاب التحريضى ضده بسبب مواقفه بشأن الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وتصدير فكرة أنه ضد الديمقراطية والحرية، رغم التصريحات الإيجابية لبايدن وهاريس بعد الاطمئنان على سلامته وأنهما ضد العنف السياسى ويرفضانه تماماً.
تصريحات واتهامات ترامب ضد الديمقراطيين وبايدن وهاريس عقب محاولة اغتياله يمكن البناء عليها حسب شخصية ترامب وتصريحاته الحادة فى كافة المواقف، وثقته المطلقة فى الفوز، لذلك نطرح بعض التساؤلات المهمة فى هذا الإطار هل ستكون محاولة الاغتيال الفاشلة للمرة الثانية على التوالى هى الأخيرة، أم ترى المزيد والمزيد من أحداث العنف والاستهداف لترامب بسبب مواقفه، خاصة الحرب الروسية ـ الأوكرانية والتى تحالف حق الدولة الأمريكية العميقة، والتحالف مع الأوروبيين هذا من جانب، لكن السؤال الأخطر ماذا لو خسر ترامب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفشل الجمهوريون للمرة الثانية فى الفوز، واحتفظ الديمقراطيون باليبت الأبيض، ما هى ردة فعل ترامب، هل سيقبل، أم تأخذ الأمور مسارات ومنحيات أخرى فى ظل شخصية ترامب، ومن حوله، وأيضاً أن الأجواء فى أمريكا وبعض الولايات مهيأة لحدوث ما لا يحمد عقباه وفى ظل تفشى العنصرية والتمييز، وانتشار السلاح، ومواقف المسلمين الرافضة لدونالد ترامب وهاريس بسبب مواقفهما تجاه العدوان الصهيونى على قطاع غزة، وحرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمسلمون قوة لا يستهان بها ككتلة تصويتية تصل إلى مليون مواطن أمريكى فى مختلف الولايات وهم يفكرون فى وضع أصواتهم فى صندوق مرشح ثالث، بعيداً عن هاريس وترامب.
وكما قلت إن المتهم مؤمن بحق أوكرانيا فى الحرب ضد الروس، ومتعصب لهذا الأمر.
كان ترامب قد تعرض لمحاولة اغتيال فى يوليو الماضى ثم جاءت المحاولة الثانية لاغتياله خلال هذا الأسبوع، ليثير العديد من التساؤلات، وعلامات الاستهفام ليس فى المحاولتين، ولكن خطورة تصريحات واتهامات ترامب لخصومه الديمقراطيين إضافة إلى ثقته فى الفوز، لذلك يتكرر السؤال هل ترامب على استعداد لتقبل الخسارة فى حال فشله فى الانتخابات أو عدم نجاحه فى هزيمة كامالا هاريس قبل الإجابة عن السؤال، وسيناريوهات ما بعد فشل وخسارة ترامب، دعونا نؤكد أن محاولتى اغتيال ترامب ليست بجديدة على الولايات المتحدة فقد تعرض الرئيس الأمريكى إبراهام لينكولن فى عام 5681 للاغتيال على يد ممثل معروف يدعى جون ويلكس ثم اغتيال الرئيس جيمس جارفيلد عام 1881 على يد أحد داعمى حملته الانتخابية ثم اغتيال الرئيس الخامس والعشرين للولايات المتحدة ويليام ماكينلى عام 1091 ثم اغتيال الرئيس الأمريكى جون كيندى عام 3691 على شاشات التليفزيون على يد جندى سابق فى مشاة البحرية تعاطفاً مع الاتحاد السوفيتى آنذاك.
وهناك محاولات اغتيال فشلت مثل محاولة اغتيال الرئيس الأمريكى رونالد ريجان 1891 وهناك محاولات فاشلة أيضاً لاغتيال تيودور روزفلت 2191، ثم محاولة اغتيال فرانكلين روزفلت فى عام 3391 وعلى صعيد المرشحين فى سباق الرئاسة، أغتيل المرشح الرئاسى الديمقراطى روبرت كيندى عام 8691 على يد «فلسطيني» يرفض موقف كيندى المؤيد والداعم لإسرائيل هذا على الصعيد الأمريكي، لكن أخر محاولة اغتيال لمرشح الانتخابات اليابانية هو رئيس الوزراء شينزوابي.
هناك أكثر من سيناريو فى حال خسارة دونالد ترامب، وعدم قبوله لنتيجة الانتخابات.
الأول أن يقوم بافتعال مشاكل وعنف، ويتسبب فى إحداث خراب ودمار يمكن احتواؤها فى النهاية، ومثوله أمام القانون وجهات التحقيق، خاصة أن المجتمع الأمريكى لديه استعداد لوجود فوضى وأحداث عنف.
الثاني: أن تتطور الأمور، إلى ساحة للحرب الأهلية، وهناك البعض من يتوقعون ذلك، سواء بسبب ترامب، أو لأسباب أخرى وفى ظل النزاعات الانفصالية لدى بعض الولايات، وانتشار السلاح بشكل واضح، وتنامى العنصرية، وعدم الرضا عن الأداء الأمريكي، ووجود احتقان فى الكثير من مكونات المجتمع الأمريكى لكن ربما يكون ترامب، هو الشرارة التى قد تنطلق منها أحداث الفوضى والعنف، وقد تتسع لنزول الجيش الأمريكي، خاصة أن ترامب ومؤيدوه لن يتقبلوا الهزيمة، بأى حال من الأحوال، سواء بسبب محاولات إبعاده عن الانتخابات والاتهامات الكثيرة التى يراها ترامب أنها ممنهجة ومقصودة، أو الترويج ضده بأنه ضد الديمقراطية والحرية، ولموقفه من الحرب الروسية ـ الأوكرانية، ولعل كلمة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان بدعوته الشعب الأمريكى باختيار الأقل شراً من بين كامالا هاريس أو دونالد ترامب، لكن الاتفاق أن كليهما شر حسب ما يقصده البابا فرانسيس.
السيناريو الثالث أن يتقبل دونالد ترامب النتيجة، ويقبل بالهزيمة، وتمضى الأمور بشكل طبيعى وهو ما لا يتوقعه الكثيرون.
فى كل الأحوال، لن تكون الانتخابات الأمريكية القادمة سهلة سواء بالنسبة لهاريس أو ترامب، وحسب توقعات كثيرة أنها لن تمر مرور الكرام، خاصة من جانب ترامب، وأنصاره، وهناك مقدمات لذلك سواء محاولتى الاغتيال الفاشلتين إلى الآن أو الاتهامات الموجهة لترامب وشحن الديمقراطيين للأمريكان ضده ووصفه بأنه ضد الحرية والديمقراطية.
تحيا مصر