فى عالم تملؤه القصص الإنسانية، تظهر بعض الحكايات التى تحمل فى طياتها معاناة وأحاسيس متناقضة، واحدة من هذه القصص جاءتنى عبر رسالة «فيسبوكية» على الصفحة الخاصة بـ«الجمهورية معاك» من السيدة مفتيه محمود، أرملة بدر سليم من قرية تابعة لمحافظة أسيوط.
بدأت السيدة مفتيه بالتعبير عن معاناتها، حيث كانت تتقاضى معاشًا قدره 3600 جنيه، لكن الأمور انقلبت فجأة ليصبح معاشها 2500 جنيه بعد إدخال اسم ابنها نبيل على قائمة المستفيدين، وقالت: «كنت سعيدة جدًا بسبب الزيادة التى أقرها الرئيس الإنسان عبد الفتاح السيسى لأصحاب المعاشات، لأن قيمة معاشى ستزيد، إلا أننى فوجئت بأن القيمة تناقصت».
أسرعت متوجهة إلى التأمينات الاجتماعية الخاصة بمركز ديروط، وأخبرونى أنه يوجد فرد جديد من أفراد أسرتك قام بالدخول معك فى المعاش وهو نبيل، نجلي، مع العلم أنه يعمل بمهنة وليس كما هو موجود فى التأمينات أنه غير قادر على الكسب، ووجود اسمه فى قائمة المعاشات أثر سلبًا على معاشي، ومع اقتراب شهر أكتوبر ستتقلص مخصصاتى أكثر لتصل إلى 1400 جنيه فقط.
تصف السيدة مفتيه حالتها الصحية وتوضح أنها تعانى من ضغط الدم ومشاكل فى العظام، مما يجعلها بحاجة إلى رعاية طبية مستمرة، ورغم ذلك، تشعر بأن أولادها يقاسمونها ما هو حق لها.
من خلال قصتها، يتضح أن المشكلة ليست فقط مالية، بل تعكس جوانب أعمق فى العلاقات الأسرية والتفاهم، فكيف يمكن لأم أن ترفع صوتها لتشتكى من أبنائها الذين من المفترض أن يكونوا درعها وسندها؟
نتمنى من السيدة مفتيه أن تُحل مشكلتها بطريقة إنسانية عادلة، دون الحاجة إلى تصعيد الأمر إلى الجهات الرسمية، ونتطلع إلى فهم أبنائها لمتطلباتها ولحالتها الصحية التى تتطلب رعاية خاصة، وأتمنى حل المشكلة وديًا، أو يتركوا الحكم للهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية، فهى ترى من يستحق وغير المستحق من خلال المستندات الرسمية.
المشاعر والعلاقات الأسرية تحتاج إلى رعاية مثلها مثل الاحتياجات المالية، فالأمر يتطلب تفهمًا ومرونة، والأهم من ذلك، روح الرحمة.
إنها دعوة لنا جميعًا أن نستمع لقصص الآخرين، وأن نسعى لإيجاد حلول تعيد الأمل بين أفراد العائلة التى تتطلب تفاهمًا وتعاونًا، لأن الرحمة هى ما تجمعنا خاصة فى النهاية، نحن مسئولون عن دعم بعضنا البعض فى الأوقات الصعبة.