باتت الدولة المصرية تواجه تحديات أمنية كبيرة فى المنطقة اكثر من أى وقت مضي، خاصة على حدود رفح فى ظل الحرب الدائرة هناك بين إسرائيل وحماس، ورغم ذلك تمكنت بنجاح من الحفاظ على ثوابت أمنها القومى ومواجهة هذه التحديات بكفاءة وفعالية، حيث تعتبر هذه الانجازات مؤشراً قوياً على القدرة التنظيمية والتصميم القوى للبلاد فى مجال الأمن القومي.
يعتبر الاستقرار السياسى والاقتصادى فى البلاد أحد أهم العوامل التى ساهمت فى نجاحها فى الحفاظ على أمنها القومي، فقد نجحت مصر فى تحقيق الاستقرار السياسى من خلال توفير هياكل دستورية قوية ومؤسسات مستقرة كما قامت بتنفيذ إصلاحات اقتصادية جذرية لتحفيز التنمية وتعزيز الفرص الاقتصادية مما أدى إلى تعزيز الأمن الاقتصادى والحفاظ على استقرار البلاد.
وفيما يتعلق بالجوانب الأمنية، تعكس الجهود الأمنية الشاملة التى قامت بها مصر إصرارها على آلتصدى للتهديدات المحيطة بها، حيث قامت السلطات المصرية بتعزيز الأمن الحدودى وتكثيف المراقبة الأمنية، وتعزيز قدرات جهازها الأمنى فى مكافحة الجريمة والإرهاب، كما قامت بتبنى تكنولوجيا حديثة وتعاون متميز بين الجهات المختلفة لتحقيق الأمن القومى وحماية حدودها.
ايضا لا يمكن إغفال الدور الاقليمى والدولى الذى تلعبه مصر فى مجال الأمن القومي، حيث تعاونت بنشاط مع الدول العربية والمنظمات الاقليمية والدولية لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وباتت تعزز هذه الشراكات التعاون وتبادل المعلومات وتعزيز القدرات الأمنية، مما يؤدى إلى تعزيز الأمن القومى والاستقرار الاقليمي.
وبدون شك ساهمت ايضا السياسة الخارجية المتزنة لمصر فى الحفاظ على ثوابت أمنها القومى فى المنطقة العربية، فقد تمكنت مصر من بناء علاقات قوية ومتوازنة مع مختلف الأطراف الاقليمية، والتى تستندإلى مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وباتت تلعب مصر دوراً فعالاً فى تسوية النزاعات والوساطة الدبلوماسية مما يساهم فى الحفاظ على السلم والاستقرار فى المنطقة العربية.
وعلى الرغم من التحديات الأمنية الكبيرة التى تواجهها مصر، فإن نجاحها فى الحفاظ على ثوابت أمنها القومى وقدرتها على التكيف مع التحولات الاقليمية، ومن خلال الاستقرار السياسى والاقتصادى والجهود الأمنية الشاملة، والشراكات الاقليمية والدولية تظل مصر عنواناً رئيسياً للأمن والاستقرار فى المنطقة العربية.
فى الختام، يمكن القول إن مصر حققت نجاحاً باهراً فى الحفاظ على ثوابت أمنها القومى و مواجهة التحديات فى ظل التهديدات المحيطة بالمنطقة العربية، إن الاستقرار السياسى والاقتصادى والهود الأمنية الشاملة، والشراكات الاقليمية والدولية، تعزز دور مصر كقوة رائدة فى المنطقة وتعكس قدرتها على المواجهة والتصدى للتحديات الأمنية.