يتوهم الاحتلال الاسرائيلى أنه بجرائمه الوحشية ومجازره المستمرة التى يرتكبها فى قطاع غزة على مدار أكثر من أربعة أشهر أو بتهديداته بإجتياح مدينة رفح الفلسطينية التى تؤوى أكثر من مليون ونصف المليون نازح، أنه سوف يفرض أوراقه أو شروطه على الطاولة أو أنه يمكنه أن يكسر المقاومة الفلسطينية ويجعلها ترضخ لمسودة الاتفاق التى وضعها وفقا لأهوائه أو أنها سوف تستسلم أمام آلته العسكرية وتسلمه الأسرى مجانا.
الاحتلال الاسرائيلى لا يريد أن يعترف أن المقاومة الشرعية الفلسطينية حققت انتصارا كبيرا وساحقا يوم ٧ أكتوبر الماضى ذلك اليوم التاريخي، وقضت على أوهامه وقوته وغطرسته بعدما استطاعت ان تخترق نظام اتصالاته وتقوم بتعطيل آلته العسكرية واقتحمت العديد من الوحدات العسكرية حول قطاع غزة، وأذلت جنوده بعد أن أخرجتهم من داخل المدرعات والدبابات صاغرين يتملكهم الرعب والخوف من الطوفان الذى حدث يوم السابع من أكتوبر.
المقاومة ومن خلفها الشعب الفلسطينى ورغم كل تلك الخسائر البشرية والمادية لم ولن ترفع رايات الاستسلام وتتحدى جيش الكيان الاسرائيلى بعمليات نوعية تؤلم العدو وتضع قيادته السياسية فى مأزق شديد بسبب الخسائر الكبيرة فى العتاد والأفراد والتى لم يتعود عليها فضلا عن تساقط العديد من الأسرى الاسرائيليين بسبب القصف الاسرائيلى الوحشى على المناطق التى يتواجدون فيها بين الفلسطينيين تحت حماية وحراسة عناصر النخبة الفلسطينيين.
الكيان الاسرائيلى وضع فى مسودة الاتفاق التى تم ارسالها للمقاومة الفلسطينية شروطا أقل بكثير من القيمة الحقيقية للصيد الثمين الذى تضع الفصائل يديها عليه وتريد أن تطلق سراح الأسرى مقابل لا شيء تقريبا، لكى تستمر فى هدفها من القضاء على المقاومة التى باتت تحسب لها ألف حساب .
المقاومة وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد تستخدم اسلوب الحرب النفسية مع الكيان الاسرائيلى الذى تعرفه جيدا وتعلم حجم وقيمة ما لديها من أوراق، ورغم قسوة ما تقوم به قوات الاحتلال يوميا من مجازر، فلم تتسرع بالرد على اعتبار أنه فرصة للتهدئة ووقف القتل ضد المدنيين وإنما تركت المجتمع الاسرائيلى أياما عديدة يقف متلهفا الرد على مسودة الاتفاق
ما تسرب حتى الان من رد المقاومة التى قدمته للوسطاء فى مصر وقطر ينبئ بأن الانتصار قادم وأن ما بعد ٧ أكتوبر لن يكون قبلها وأن المقاومة تعلمت اللعب جيدا وقسمت الاتفاق لثلاث مراحل تستغرق وقتا طويلا يتم خلاله الإفراج عن النساء والاطفال الاسرى فى مدى زمنى محدد مقابل الافراج عن أكثر من 1500 معتقل فلسطينى من ذوى المحكوميات الكبيرة فى المرحلة الأولى بالتوازى مع وقف العدوان وخروج قوات الاحتلال ودخول 500 شاحنة مساعدات يوميا وعودة النازحين لبيوتهم فى كل القطاع وإنهاء الحصار وإعادة الاعمار.
أجزم تماما أنه ليس أمام جيش الاحتلال ومن خلفه قيادته إلا التوقف عن ارتكاب المزيد من الحماقات والمجازر والرضوخ لشروط المقاومة لكى يتمكن من استعادة أسراه وإلا سيكون مصيرهم مثل مصير الطيار رون أراد الذى سقطت طائرته فى جنوب لبنان فى تسعينيات القرن الماضى ولا يزال البحث عنه جاريا حتى الآن