ها هو العام الدراسى الجديد قد بدأ.. وبطبيعة الحال فإننا – طبقاً لتصريحات الوزير «عبداللطيف» – سوف نشهد موسماً دراسياً مختلفاً عما سبق.. حيث سادت من قبل العشوائية فى كل شيء.. فالمدارس كانت طاردة للطلاب منذ اليوم الأول.. للدرجة التى وصل فيها الأمر إلى أن بعض المدارس كانت تعيد الطلبة إلى منازلهم بحجة عدم وجود دراسة اليوم رغم أنه المفروض يوم دراسى عادى لا هو جمعة أو سبت أو حتى إجازة رسمية.. وهو ما عايشته على المستوى الشخصى فى إحدى المدارس الإعدادية التابعة لإدارة الساحل التعليمية بحى شبرا فى القاهرة.. فما بالك بما يمكن أن يحدث فى محافظات الإقليم بحرى أو الصعيد.
أكيد الخطب أعظم والعشوائية أكثر بكثير عما يحدث فى القاهرة.. طبعاً وراء كل ذلك أباطرة «السناتر» أو ما يعرف بالتعليم الموازى حيث يجب الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الوقوف ضد العملية التعليمية وإعاقة المسار الطبيعى لتعليم أبنائنا سواء ابتدائى أو إعدادى أو ثانوي.. وقد أحسن الوزير «عبداللطيف» صُنعاً حينما وضع خارطة طريق واضحة المعالم سواء فى جانب تعديلات المناهج فى معظم مراحل التعليم وأيضاً تخصيص درجات على حضور وانتظام الطلاب والطالبات داخل الفصول الدراسية وأيضاً التزام المدرسين والمدرسات بالانتظام منذ اليوم الأول وليس التفرغ للبيزنس كما كان يحدث سابقاً من هنا فإننى يمكن أن أؤكد لك عزيزى القارئ اننا قد بدأنا أولى الخطوات من أجل استعادة المدرسة لدورها الريادى داخل المجتمع المصرى وعودة الهيبة لنظام التعليم المصرى الذى كان فى يوم من الأيام مضرب المثل بين العالمين.. ولكن هل الوزير وحده من سيقوم بتنفيذ هذه الخارطة بل لابد أن يكون هناك معاونون على قدر المسئولية الوطنية من أجل إنجاز هذا العمل وذاك الطموح الذى تراه كل أسرة مصرية منقذاً لها من «ثلة» تعمل بحقل التعليم كل همها هو جمع المال بطرق ملتوية فيها إرغام لأولياء الأمور من إلحاق أبنائهم بما يعرف بسناتر التعليم الخاصة.
المهمة شاقة وشاقة جداً على الوزير الجديد ومعاونيه ولكنها ليست مستحيلة ففى مصر رجال يحملون الأمانة وهم جادون ونأمل أن تكلل جهودهم بالنجاح ونرى موسماً دراسياً استثنائياً بعيداً كل البُعد عن عشوائية مواسم دراسية سابقة عانى فيها الطلبة وأولياء أمورهم.. فاليوم واليوم فقط ومع بدء العام الدراسى الجديد لمن ستكون الغلبة.. هل للنظام وإعادة هيبة المدرسة والتعليم المصرى عموماً، أم أن خفافيش الظلام من ذوى المصالح الضيقة والذين لن يألوا جهداً فى محاولة منهم لإعادة عجلة الزمن إلى الوراء.. فهل يستطيعون ذلك؟ أعتقد أن الزمن لن يعود إلى الوراء بحال من الأحوال وأن صالح الطلبة فى أن تعود المدرسة لسابق عهدها وتضم بين جنباتها أبناءها الطلبة فى كافة المراحل مع الاستبعاد التام للعناصر التى تحاول إفساد التعليم من أجل مصالحهم الشخصية.. ومواجهة الأمر بكل حسم وحزم.. ألا قد بلغت اللهم فاشهد.