فى ظاهرة متنامية بشكل كبير تحّولت جلطة المخ إلى حدث يومى يذهب ضحيته العشرات ليس فى مصر فقط بل فى انحاء العالم حتى ان احصائيات منظمة الصحة العالمية أكدت أنها أصبحت السبب الثانى للوفاة وأن الحالات المتوقعة ستصل إلى ما يقرب من 10 ملايين فى عام 2050.
أطباء المخ اجمعوا على أن إضافة القسطرة المخية إلى مبادرة قوائم الانتظار انجاز هائل ينقذ مئات المرضى يومياً حيث إنها من أصعب الجراحات وأكثرها تكلفة حيث تتطلب إجراء الاشعة المقطعية خلال 20 دقيقة فقط من الإصابة ليبدأ التعامل الفورى خلال الساعة الأولى إما بالمذيبات أو الجراحة حماية لخلايا المخ والتى تفقد 35 ألف خلية كل ثانية بعد الإصابة بالجلطة.
التعامل السريع مع الجلطة خلال اللحظات الأولى بشكل سليم والانتباه إلى أعراضها ينقذ المريض بينما التأخر يؤدى إلى مضاعفة خطيرة اولها الوفاة ويطارد الناجون منها كابوس الإعاقة مدى العمر.
يشرح لنا الدكتور فاروق حسن استشارى الأشعة التداخلية وقسطرة المخ بكلية طب قصر العينى ان الجلطة تحدث بسبب انسداد احد الشرايين التى توصل الدم للمخ وبالتالى يبدأ حدوث ما يسمى بالسكتة الدماغية فتحدث اعراض تختلف حسب المكان الذى حدث له انسداد فممكن ان يكون للتأثير فى حركة اليد او القدم او صعوبة فى الكلام او تأثير فى درجة الوعى او عدم القدرة على الاتزان ولو حدثت هذه الاعراض لابد ان يتوجه المريض فورا إلى المستشفى فالممارسات الطبية الخاطئة التى تحدث ان يأخذ المريض دواء للسيولة او استشارة الصيدلية او أن يلجأ إلى النوم للراحة هذه الاخطاء الشائعة كارثية لان دواء السيولة يؤدى حدوث نزيف فى المخ وهو ما يزيد الوضع سوءا وكل هذا لا نعرفه ولا نحدده إلا إذا خضع المريض للفحوصات الطبية لتحديد إذا كان ما يعانى منه جلطة او نزيف حتى يستطيع الطبيب التعامل الصحيح مع الحالة الصحية بالاضافة إلى ادوية السيولة لن تقوم بحل مشكلة الشريان المسدود وتمنع الطبيب من اعطاء المريض مذيبات الجلطة فتضيع الفرصة الحقيقية لاذابة الجلطة دون حدوث مضاعفات لمذيبات الجلطة او التعامل الطبى غير متوفر الا فى المستشفيات وهى تؤخذ بتقنية معينة وفى نفس الوقت إذا تأخر المريض عن ما يسمى بالساعة الذهبية التى يستطيع الطبيب التعامل فيها يكون الوضع اكثر صعوبة لذلك التصرف الامثل هو التوجه إلى اقرب مستشفى فورا حتى يخضع المريض للعلاج المناسب سواء اخذ المذيبات او الخضوع للقسطرة المخية.
ويشرح لنا د. فاروق لنا انه باحدى هاتين الطريقتين يتم التعامل مع الجلطة فيأخذ المريض مذيبات الجلطة اذا كان الشريان المسدود شرياناً فرعياً وفى إحدى الحالات قد نلجأ الى القسطرة المخية اذا كان الشريان المسدود رئيسياً وفى كثير من الحالات نلجأ الى الطريقتين معا والغرض من فتح الشريان سواء بالمذيبات او القسطرة؛ المخية هو اعادة سريان الدم بشكل طبيعى داخل المخ وانقاذ خلايا المخ قبل ان تتأثر وتتلف وهذه فكرة الساعة الذهبية لان عدم وصول الدم الى المخ عدة ساعات يحدث تلف لخلايا المخ موضحا ان هناك الآلاف من مرضى المخ والأعصاب يتعرضون للإصابة بالجلطة ويحتاجون التدخل الجراحى السريع لتجنب حدوث مضاعفات ومؤخرا تم ضم تخصص القسطرة المخية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على قوائم انتظار الجراحات لإنقاذ المرضى من مضاعفات المرض ويوفر ملايين الجنيهات الى تتكبدها الدولة فى علاج مضاعفات مرضى المخ والتى قد تتطلب تدخلا جراحيا يتطلب دقة عالية لأنها تعد من أكثر الجراحات صعوبة، موضحا القسطرة المخية هى قسطرة شريانية شبيهة بقسطرة القلب ولكنها تجرى لشرايين المخ والجهاز العصبى حيث تتم عن طريق دخول القسطرة من شريان الفخذ وصولا الى شرايين المخ أو النخاع الشوكي، موضحا أن القسطرة المخية هى البديل الآمن لعلاج العديد من الامراض سواء التى لم يتم علاجها من قبل أو التى تم علاجها بجراحات أخرى خاصة ما تم علاجه بالأدوية ولم تستجب.
ويوضح ان القسطرة المخية تعمل على علاج العديد من الأمراض فهى تعد الطريقة الأولى على مستوى العالم لعلاج وتصليح مشاكل المخ، وتجنب مخاطر العمليات الجراحية الدقيقة فى المخ، فهى تعمل على غلق التمددات الشريانية بالمخ وحقن الوحدات الدموية والوصلات الشريانية الوريدية والوحدات الدموية بالنخاع الشوكى وتوسيع البالون، وتركيب دعامة لشرايين الرقبة والمخ فى حالات الجلطات المخية، وكذلك استخراج الجلطة ميكانيكيا فى حالات جلطات المخ الحادة وكذلك حقن الأورام الدموية ماقبل الجراحة فى الرقبة والمخ.
ويضيف الدكتور أحمد عبدالحليم – استاذ مساعد الأمراض العصبية السكتات الدماغية من أمراض الطوارئ الأكثر خطورة وعدم التدخل السريع يتسبب فى الوفاة او الإعاقة مدى الحياة للمريض، وتكمن مشكلة مريض السكتة الدماغية انه لا يخضع لأهم معايير العلاج العالمية، وهى سرعة التشخيص وإذابة الجلطة فى الدقائق الأولى وبأقصى تقدير خلال الساعة الأولى المعروفة بالساعة «الذهبية «، لتلافى حدوث الوفاة والمضاعفات كالإعاقة، خاصة 40 ٪ من حالات الطوارئ فى مصر تكون حالات سكتات دماغية وطبقا لأحدث الإحصائيات العالمية، ووفقا للدراسات الطبية فانه يموت مليون و 900 ألف خلية مخية كل دقيقة بعد حدوث السكتة، بمعدل 35 الف خلية مخية كل ثانية، وينبغى أن يتلقى المريض العلاج السليم فى الوقت المناسب لعدم حدوث مضاعفات منظومة والعلاج داخل وحدات السكتات الدماغية باستقبال المريض بالطوارئ ثم عمل الاشعات والتحاليل المعملية كالأشعة المقطعية وأشعة لشرايين المخ خلال 20 دقيقة من دخول المستشفي، ثم التحويل الى وحدة الرعاية المركزة للسكتات الدماغية لتحديد برتوكول العلاج سواء بالحقن أو التدخل بالقسطرة العلاجية لاذابة الجلطة قبل مرور الساعة الأولي، مشيرا إلى أن 90 ٪ من الحالات التى سيتم علاجها فى التوقيت المناسب تحتاج رعاية المتوسطة فقط ولإستكمال منظومة العلاج.
وعن طريق الوقاية يؤكد الأطباء أن نمط الحياة الصحى إذا كنت تعرضت من قبل لسكتة دماغية فقد تساعد هذه التدابير على منع حدوث سكتة دماغية أخري. وإذا كنت تعرضت من قبل لجلطة فإن هذه الخطوات يمكن أن تقلل احتمالات الإصابة بسكتة دماغية.
السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وهى من أهم التدابير التى يمكنك اتخاذها للحد من احتمالات التعرض للسكتة الدماغية. وإذا كنت قد أصبت من قبل بسكتة دماغية فقد يساعد خض ضغط الدم فى الوقاية فيما بعد من الجلطة أو السكتة الدماغية وتكون التغييرات الصحية فى نمط الحياة والأدوية مطلوبة عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم وخفض كمية الكوليسترول والدهون المشبعة فى النظام الغذائي.. والأهم هو الإقلاع عن التدخين حيث يزيد التدخين من احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المدخنين وغير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين السلبي.
وكذلك السيطرة على داء السكري. يمكن للنظام الغذائى والتمارين الرياضية وإنقاص الوزن أن تساعدك على إبقاء نسبة السكر فى الدم فى نطاق المستويات الصحية. وإذا لم تكن العوامل المتعلقة بنمط الحياة كافية للسيطرة على سكر الدم، فقد توصف أدوية لعلاج السكري.. ثم الحفاظ على وزن صحي.
وأخيراً اتباع نظام غذائى غنى بالفواكه والخضراوات. قد يساعد تناول خمس حصص غذائية أو أكثر يومياً من الفواكه أو الخضراوات فى تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وقد يكون من المفيد أيضاً اتباع النظام الغذائى المتوسطي، الذى يركز على زيت الزيتون والفواكه.
تسببت « جلطة المخ « أو ما يطلق عليها «السكتة الدماغية» فى رحيل العديد من مشاهير السياسة والفن وكرة القدم نتيجة مضاعفاتها الخطيرة، ومن نجا منها اعتزل الحياة العامة بسبب الاثار الجانبية التى تتركها الجلطة.
ويعد الكابتن ايهاب جلال المدير الفنى لنادى الإسماعيلى ومنتخب مصر سابقاً آخر اشهر الحالات التى رحلت عن عالمنا نتيجة مضاعفات «الجلطة الدماغية «بعد خضوعه لعدة عمليات جراحية ورعاية طبية مكثفة فى وحدة العناية المركزة، وتم وضعه تحت الملاحظة المستمرة لتقييم استجابته للعلاج، إلا أن حالته الصحية تدهورت فى النهاية.
وتوفى الفنان سعيد صالح بسبب جلطة فى الدماغ ألزمته المستشفى فى حالة حرجة، حتى رحل عن عالمنا.
وكذلك الفنانة الكوميدية سعاد نصر التى اثبت تقرير الطبيب الشرعى أن سبب وفاتها هو غيبوبة جذع الدماغ، حيث إنها كانت قد تعرضت لجلطة قديمة فى الدماغ، ولم تعالج حينها بالشكل المطلوب.
وقد عانى الفنان حسن مصطفى من أمراض القلب والضغط والسكر، لكن توفى نتيجة جلطة فى الدماغ، حيث بقى فى غيبوبة، ورغم اعلان الأطباء أنه تخطّى مرحلة الخطر، لكنه رحل قبل أن يفيق من غيبوبته.
وكانت « جلطة المخ « المتهم الاول فى رحيل نجم ثلاثى اضواء المسرح الممثل الكبير جورج سيدهم الذى لازم الفراش لسنوات بسبب جلطة فى الدماغ حتى رحل بعد صراع كبير مع المرض .
ومثله الفنان الكوميدى يونس شلبى الذى أصيب بجلطة فى الدماغ، ومكث فى العناية المركزة، حيث كان يعانى من صعوبة فى الكلام وحركة العينين.
وعانى الفنان سيد زيان، لمدة 13 عاماً، من مضاعفات جلطة الدماغ، وإصابته بالشلل النصفي، وعدم القدرة على الكلام ورغم تجاوزه لأزمة النطق، إلا أنه توفى بعد معاناة طويلة مع المرض.
كما اصيب الفنان طلعت زكريا بجلطة دماغية نقل على إثرها إلى المستشفي، وبعد خروجه بوقت قصير سرعان ما عادت المضاعفات مرة اخرى وتسببت فى وفاته خلال أشهر قليلة.
اثناء تصوير احد المسلسلات سقط الفنان عثمان محمد على مغشيًا عليه وسرعان ما تم نقله إلى المستشفي، واكد الاطباء اصابته بجلطة فى المخ وتلقى العلاج المناسب، وعاد إلى منزله مرة أخري، ولم يمر وقت طويل حتى سقط مرة اخرى وظنت عائلته أنه أغمى عليه فقط نتيجة غيبوبة سكر، لكن لم يتوقعوا لحظة أنه قد مات بالفعل بسبب توابع جلطة المخ.
ومؤخرا تعرض الفنان أحمد فرحات لإصابة مفاجئة بجلطة فى المخ، أثرت على الجزء الأيسر من جسده وعلى النطق بشكل ملحوظ، حتى تدهورت حالته وادت الى وفاته .
وتعد مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة من اشهر السياسيين الذين اصيبوا بحلطة المخ وقد عانت فترة من مضاعفات الجلطة واصيبت بالزهايمر حتى توفيت .
وايضاً « اليوتيوبر» مصطفى حفناوى الذى اصابته جلطة مفاجئة فى المخ دخل إثرها فى غيبوبة حتى توفى بعد ايام قليلة.